المحرر موضوع: نينا شيا : تصفية مسيحيي العراق تدخل المرحلة النهائية  (زيارة 1052 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Ashur Giwargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 880
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

تصفية مسيحيي العراق تدخل المرحلة النهائية

(نعتذر عن ذكر عبارة "كردستان"، ولكنني ترجمتها كما وردت في النص الأصلي بالإنكليزية)

صحيفة الناشونال ريفيو :  10/06/2014

آشور كيواركيس - بيروت  (ترجمة بتصرّف)

سقطت حكومة الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، بين عشية وضحاها بيد داعش، والذعر يسيطر على مسيحيي الموصل وغيرهم في الموصل المنكوبة، وهم يفرّون الآن بشكل جماعي إلى الريف في سهل نينوى، ووفقا لوكالة فيدس الفاتيكانية، الطريق إلى المعابر الحدودية في كردستان، أيضا، مكدّسة بالسيارات لـ 150،000 من الفارين اليائسين.

السكان، وخاصة المسيحيين منهم، لديهم الكثير للخوف، فقسوَة داعش، الفرع من القاعدة، معروفة بقطع الرؤوس والصلب وغيرها من الفظائع ضد المسيحيين وكل من لا يوافقها على رؤيتها المتمثلة في الخلافة الإسلامية وهذا ما شهدناه في وقت سابق من هذا العام، في سوريا.

ويذكر الجميع أنه في فبراير الماضي، قامت هذه المجموعة في الرقة شمال سوريا، بإجبار القادة المسيحيين لتوقيع عقد "أهل الذمة" الذي كان يمارس في القرن السابع الميلاد. وتحدد الوثيقة حرمان المسيحيين من الحقوق المدنية الأساسية للمساواة والحرية الدينية، ووجوب دفع المال في مقابل حياتهم والقدرة على الحفاظ على هويتهم المسيحية.

منذ عام 2003، عان المسيحيون في العراق من الاضطهاد الديني إلى أقصى حدّ، ونتيجة لذلك، لقد تقلص عددهم بنسبة تزيد عن 50%.

الموصل، هي موقع نينوى الآشورية القديمة، وقد اعتنق آشوريوها الديانة المسيحية في القرن الأول، أصبحت موطن المسيحيين الذين طالما اعتبروها الملاذ الأخير داخل العراق، فالموصل ومنطقة "سهل نينوى" هي موطن لكثير من اللاجئين المسيحيين الذين طردوا من بغداد والبصرة. الموصل فيها الجامعة الوحيدة وأفضل المستشفيات وأكبر الأسواق التي تخدم بلدات وقرى سهل نينوى المسيحي، الذي هو الآن بحدّ ذاته عرضة لخطر الهجمات الجهادية المباشرة وإمكانية عزله عن المدينة الأساسية.

ذات مرة، فرّ بعض المسيحيين من الموصل الى سوريا، ولكن خياراتهم اليوم قليلة، فسيرحلون وينضمّون إلى أقاربهم في ميشيغان، كاليفورنيا والسويد، وأماكن أخرى في الغرب. سقوط الموصل هو ضربة خطيرة للدولة العراقية، وآثار ذلك على المجتمع المسيحي في العراق مدمرة.

داعش تسيطر الآن على المنطقة المحيطة بكاتدرائية الموصل الكلدانية، وتفيد تقارير فيدس أن الأسقف الكلداني إميل شمعون نونا وأساقفة أخرى من الموصل وجــّـهوا بالأمس نداءاً لإبقاء الكنائس والمساجد هناك مفتوحة للصلاة من أجل السلام. مثابرتهم في مواجهة مثل هذه الخطر يحطـّــم القلوب، وداعش لن تستمع بطبيعة الحال. أنهم ليسوا رجال سلام بل يقتلون كل رجل سلام، تماما كما فعلوا مع الأب باولو دالوليو في الرقة العام الماضي.، لذلك يجب على هؤلاء الأساقفة ورعاياهم التوجه إلى حدود السيطرة الكردية بأسرع وقت.

الرئيس المالكي تعهد بأن الجيش العراقي يستعيد السيطرة، ولكن هذا قد يستغرق وقتا. وتسيطر داعش على أجزاء من الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار السنية، وعلى جزء كبير من الفلوجة منذ ستة أشهر، وحتى لو نجح الجيش في السيطرة على الموصل فهذا سيتطلــّـب وقتا وسيكون ذلك متأخرا على المسيحيين، . عندما لا تنجح في نهاية المطاف في الجيش عكس السيطرة الجهادية في الموصل، فإنه قد يكون متأخرا جدا للمسيحيين، وعندما يغادر مسيحيو الشرق الأوسط إلى الغرب فهم لا يعودون أبدا. وبعبارة أخرى، فإن التطهير الديني للمسيحيين من العراق يدخل مرحلته الأخيرة.

ويعدّ هذا تطورا هاما للمسيحة في الشرق، التي يعود تاريخها إلى ألفي سنة هناك.  ولكن سيكون لهذا آثار على الأمن القومي على المدى الطويل بالنسبة للغرب.

لقد فشلت القيادات السياسية الأمريكية حتى الآن في تمييز التطهير الديني عن سياق الصراعات القائمة، أنها تغفل حقيقة أن التعددية الدينية والتنوع هي من ضمن مشاكل اليوم.  وكما رثاها أحد الأساقفة الكلدان : "هذا أمر محزن للغاية وخطير جدا للكنيسة وللعراق وحتى بالنسبة للمسلمين، لأنه يعني نهاية تجربة قديمة في التعايش المشترك".

الرابط إلى الناشونال ريفيو :  http://m.nationalreview.com/corner/380032/cleansing-iraqs-christians-entering-its-end-game-nina-shea