المحرر موضوع: أحزاب شعبنا السياسية ومسيرة الإخفاقات المتواصلة  (زيارة 2179 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ايفان جــاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 197
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أحزاب شعبنا السياسية ومسيرة الإخفاقات المتواصلة
                                                                                   
ايفان جاني
هناك تصانيف وتعاريف عديدة ومختلفة للأحزاب السياسية، تتباين بتباين الأسسس الفكرية والأيديولوجية التي تقوم عليها. إلا أن مايهمنا هنا هو الأحزاب القومية، التي ستكون محور حديثنا. وهذه الأحزاب عادة ما يلاحظ وجودها في الدول النامية ذي التنوع القومي والديني وتبرز فيها المشاكل القومية والعرقية والدينية الطائفية، وذلك نتيجة وجود تركة كبيرة من ميراث إنتهاك حقوق الإنسان على مختلف الأصعدة.
وهذا السبب كان وراء إخفاق الأحزاب الوطنية العريقة في العراق، وصعود الأحزاب ذي النزعة القومية والطائفية إلى سدة الحكم.
يعود تأريخ تأسيس الأحزاب والمؤسسات السياسية الآشورية (*) في العراق إلى نهاية الستينيات من القرن المنصرم. وبحسب الوثائق العراقية، فإن حزب (النسر الآثوري الأسود) يعتبر أحد أهم تلك الأحزاب في الساحة السياسية من حيث التنظيم والنشاطات.
ومن إستقراء الوثائق العراقية يبدو أن الحزب تشكل خارج العراق إما في الولايات المتحدة الأمريكية أو إيران، والمرجعية الدينية الآشورية كانت الجهة المؤسسة والقائدة للحزب، الذي كان عضواً في جبهة الإنقاذ الآثورية، وكانت للحزب فروع نشطة في سوريا ولبنان وتركيا وإيران. فوفق الكتاب المرقم 1س/خاصة/1458 والصادر بتأريخ 16/أيلول/1967، والموجه إلى مديرية الإستخبارات العسكرية العراقية، تم تنسيب رئاسة الحزب المذكور إلى " المدعو مار شمعون والذي يسكن الولايات المتحدة الأمريكية حالياً". أما" المسؤول عن التنظيم في العراق والشرق الأوسط المطران يوسف خنانيشو والساكن حالياً في بغداد كرادة مريم وهو خال رئيس الحزب المذكور أعلاه يعاونه في عمله هذا بعض رجال الدين للطائفة مستغلين الكنيسة والمؤسسات الإجتماعية المربوطة بها". ولخصت الوثيقة أهداف الحزب بما يأتي: إحياء وتجديد مطاليب القومية الآثورية وتأسيس وطن لهم في شمال العراق، وتوحيد جميع الآثوريين بالرغم من إختلاف مذاهبهم تحت لواء القومية الآثورية.
ويرجع الأستاذ عبدالفتاح علي بوتاني، ناشر الوثيقة أسباب تشكيل الأحزاب الآشورية إلى " غمط حقوق الآثوريين والمذبحة التي نظمتها لهم حكومة رشيد عالي الكيلاني (20أذار1933-9أيلول1933" في قرية سميل". (1)
لم تتوقف الحركة السياسية الآشورية عند نقطة نهاية مسيرة حزب النسر الآثوري الأسود، بل يمكن إعتبار الحزب المذكور الشرارة الأولى التي إنطلقت لتوقد الشعلة الكبيرة، ومنها أصبحت تولد الأحزب الآشورية تباعاً. المتابع لسياسة وأهداف الأحزاب الآشورية سيلاحظ أن جميعها وليدة رحم واحد، ولها رسالة وأهداف واحدة مشتركة. فجميعها تنادي بعراق ديمقراطي، يضمن حقوق كافة المواطنين دون تمييز، وطن  تصان وتحترم فيه حقوق القوميات الأصلية لاسيما شعبنا المغبون.
لم يرتقي مستوى الأحزاب الآشورية إلى مستوى الطموح إلى يومنا هذا، رغم الظروف المؤاتية لبعضها والدعم الكبير الذي كانت تتلقاه من داخل وخارج الوطن. فمعظم هذه الأحزاب كانت تحصل على ميزانيات شهرية جيدة من حكومة إقليم كوردستان العراق، ناهيك عن المساعدات التي كان يرسلها أبناء شعبنا من خارج الوطن لأشقائهم، والتي لم يكن يصرف منها إلا شيء نزر على المشاريع التي كانت تجبى بواسطتها هذه الأموال والبقية كانت تذهب إلى جيوب بعض المسؤولين. التغيير الذي طرأ على سياسة أحزابنا القومية، وتحولها من أحزاب ديمقراطية قومية ذي أيديولوجية خاصة، إلى أحزاب هجينة من الأحزاب البرجماتية والشخصية، أفقدها جزءاً كبيراً من شرعيتها، ووصلت بعضها لحد الإفلاس الجماهيري والسياسي. والدليل على كلامنا نسبة مشاركة أبناء شعبنا في العمليات الإنتخابية الأخيرة، وعدم دعوة أي فصيل سياسي سواء كان كلداني أو سرياني أو أشوري لحضور إجتماعات رئيس الإقليم، وصمتها صمت القبور على ذلك. وإن كان البعض يفسرها على أنها تهميش بحق شعبنا، فأنا أعتبرها تحصيل حاصل تهميش قادتنا لشعبهم وإرتمائهم في حضن الأخر وإستصغار شعبهم لغايات في نفوسهم.
لقد سنحت العديد من الفرص لأحزاب شعبنا لتحسين صورتها وأداءها في نظر وفكر الشارع القومي، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً في ذلك، ولم تكن بمستوى الطموح، وذلك لكونها كما أسلفنا تحولت إلى أحزاب شخصية براجماتية هدفها الإنتفاع الذاتي لا أكثر.
واليوم وبعد أن مر أكثر من إسبوع على سيطرة الجماعات المسلحة المتطرفة على مدينة الموصل، ونزوح مئات العوائل منها نحو أربيل ودهوك، وما أفرزته تلك الظروف من عبيء على قرى وبلدات ومدن سهل نينوى من إنقطاع للتيار الكهربائي وشحة مياه الشرب الصالحة وأزمة الوقود، وإرتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من المقومات الأساسية في الحياة، وأخر المستجدات كان الهجوم الذي شنه المسلحين مساء أمس على قوات البيشمةركة الكوردستانية وقصف مدينة بغديدا بقذائف الهاون، ونزوح مئات العوائل منها خوفاً من إقتراب شبح الحرب منها. فرغم تسارع الأحداث وتشابكها لم نشهد تحركاً يذكر لقوى وأحزاب شعبنا السياسية، وإن كانت هناك تحركات لعدد من القادة فهي تحركات فردية لاترتقي لمستوى الأزمة التي أصبحت تعصف بشعبنا. فالتجمع السياسي لقوى وأحزاب شعبنا الذي ولد كسيحاً، أخفق هذا المرة وكالمعتاد في أن يلتئم إعلامياً لمرة واحدة ويصدر بياناً تضامنياً على الأقل. والأحزاب السياسية التي لها ثقل في المنطقة لم تتحرك بشكل جدي وعملي للتقليل من هول معاناة هذه العوائل النازحة ولو معنوياً. كما لم نشاهد أي زعيم من زعماء أحزابنا القومية ممن يجيدون ويتفننون في توزيع الكلام المعسول إبان الحملات الإنتخابية، يتفقد قرى أبناء شعبنا ويهدئهم ويبث فيهم روح الطمأنينة، لابل لم يفكروا أو يبالوا حتى في الدعوة لإقامة إعتصام لا مظاهرة أمام مداخل بيوتهم وفي المدن التي يقبعون فيها وأصبحوا من سماسرتها المعروفين.
مع هذا فإنهم سيعاتبون هذا الشعب المغلوب على أمره، والذي مل من ألاعيبهم إذا لم يخرج ليمنحهم الثقة بعد أربعة سنوات أخرى ليشرعوا من جديد بتعبئة جيوبهم النتنة، ويعمروا بألام ودماء الأبرياء قصوراً فخمة لهم ولذويهم وحاشيتهم وأبواقهم.
 وفي النهاية، أنا على يقين بأن التأريخ لن يرحم أي متخاذل غير مبالٍ بمصير ووجود شعب برمته، شعب فرقه ساسته المنتفعين من فرقته، فأمسى شعباً لايفكر كل فرد فيه إلا في نفسه وحاشيته، مغلباً مصالحه الشخصية على القومية، غير مكترث لمصير أشقائه. ليستحيل في النهاية إلى شعب هزيل مسحوق مصهور مذبوح، روح الأمل فيه معدومة، يجول ويدور طارقاً الأبواب شاحذاً الرحمة والعطف من هذا وذاك.
(1)    للمزيد راجع: د. عبدالفتاح البوتاني، حزب النسر الآسود الآثوري، مجلة كولان العربي، العدد55، 2000، أربيل، ص40-47.
(*) إستخدم الكاتب التسمية الآشورية، كون جل الفصائل والأحزاب التي تأسست في تلك الفترات حملت التسمية القومية الآشورية.
•   كتب المقال قبل أحداث مدينة بغديدا يوم أمس 25/6/2014، لهذا لم يتعمق الكاتب في تفاصل الحادثة.



غير متصل نيسن يوخنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 195
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد ايفان جاني المحترم
انا اعتقد اننا لا نستطيع ان نستثني احد من المسؤولين في محافظة نينوى من مسؤولية الكارثة التي حلت بالمحافظة ليلة العاشر من حزيران الا الذي كان بعيدا في تلك الليلة، بغض النظر عن ماذا كان المخطط، فأن هروب مئات الالاف من القوات العسكرية ومن ضمنهم قوات البيشمركة والجيش النظامي العراقي ومعهم محافظ نينوى ومجلس المحافظة وتركهم لمواقعهم وحتى دون ان يطلقوا طلقة واحدة في الهواء لا بل تركوا حتى اسلحتهم لنفر قليل من الارهابيين فأن ذلك يعتبر جريمة بحق الشعب في مدينة نينوى وجريمة بحق العراق.
اما ما ذكرته بخصوص احزابنا السياسية فانا اتفق معك في كل ما ذهبت اليه من انهم لم يستطيعوا ولو لمرة واحدة ان يتفقوا على توحيد صفوفهم لاتخاذ موقف موحد لمجابهة  ما يجري لابناء شعبنا سواء في مركز المحافظة او في سهل نينوى، فها هو شعبنا يشرد حتى من اكبر مدنه وهي بغديده ليصبح اهلنا مشردون في مدن الاقليم ومن غير مأوى ولا يوجد من يبالي بهم.
ولكن لي مأخذ عليك ياسيدي الكريم ايفان جاني وارجوا ان اكون انا مخطأ ، فأذا كنت انا مخطأ اطلب منك الاعتذار مسبقا. انك شملت كل احزاب شعبنا بالتقصير وهي كذلك ومن ضمنهم حزبك الذي تنتمي اليه ورغم انك تتبوأ منصب قيادي في ذلك الحزب وكنت احد المرشحين لبرلمان المركز، لكنك لم تذكر للقارئ البسيط مثلي بأنك والقيادة الحزبية معك وقيادة الاحزاب الاخرى كلكم مقصرون تجاه شعبنا في سهل نينوى.
الم يكن من الواجب ان تشكلوا مقر مشترك لقيادة احزابنا في السهل ليكون النواة الاساسية ولو لرفع معنويات اهلنا في السهل الذين يتعرضون للقصف والتهجير؟؟ ام ان قواة ... ستمنعكم من تشكيل مقر مشترك في السهل؟؟؟ ثق ياسيدي الكريم ان كنتم قد حاولتم تشكيل مقر مشترك ومنعكم احد لكنا قلنا لكم طوباكم.
تقبل تحياتي
نيسن يوحنا 
arshbrnisen@hotmail.com

غير متصل ايفان جــاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 197
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ العزيز نيسان المحترم 
تحية طيبة
شكراً على ملاحظاتك التي لي تعقيب على أغلبها.
1- في البداية أنا لم أتحدث عن مسألة وموضوع سقوط نينوى والجهات المسؤولة عنها، فموضوعي كان عن واقع أحزابنا السياسية والدور الحقيقي المنتظر منها الأن ومستقبلاً.
2- فيما يخص مسألة فتح مقر مشترك، فأنا شخصياً ناشدت قيادات الاحزاب والحزب الذي كنت أنتمي إليه بضرورة فتح مقر خاص بالتجمع السياسي لأحزاب شعبنا في جل المدن التي يتواجد فيها شعبنا، لكن كلامي ودعواتي ذهبت أدراج الرياح، وفي أحدى الإجتماعات التي حضرتها عاتبت على كافة الأحزاب لانها ولحد تلك اللحظة ولربما لحد اليوم لم تكن تملك ختماً وورقاً رسمياً خاصاً بالتجمع؟؟؟ أما بخصوص عدم فتح مقر مشترك من قبل أحزابنا السياسية فانا أشاطرك الرأي وهذا تقصير مرفوض مهما كانت المعوقات، لكني لاأعرف مالسببب حقيقية كوني قد قدمت إستقالتتي من قيادة الحزب منذ عشرين يوماً.
3- أما مسألة الإعتراف بالخطأ، أعتقد أن المقال يوضح أن الجميع وبقدر حجمه ومسؤوليته وأمكانياته مقصر مع شعبنا وليس فقط في سهل نينوى، وكنت في التوضيح الذي أرسلته لموقع عنكاوة حول صحة إستقالتي من عدمها، طلبت من أبناء شعبي الإعتذار إن كنت قد أخفقت ولم اكن بمستوى المسؤولية الوطنية والقومية والإنسانية طيلة خدمتي في صفوف حزب بيت نهرين الديمقراطي. 

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ ايفان جاني المحترم
ولانني اؤيد غالب ما كتبته في هذه المقالة وبالاخص مسألة المقر المشترك، فان لي اعتراض على اعتبار حزب النسر الاشوري، او حزب النسر الاثوري الاسود، هذه التسميات التي سادت في نهاية الستينات وبداية السبعينيات، بحيت ان كل من بشر بالعمل القومي اتهم به، اقول ان هناك حزب واحد على الاقل معروف ومشارك في الحركة الوطنية العراقية وكان يقوده الاسطى موشى ويدعى بحزب الاتحاد والمحبة الاشورية او خيت خيت الب، والذي تاسس نهاية الاربعينيات من القرن الماضي وتقريبا انحل مع بداية الحركة الكوردية عام 1961، كما هناك حركة سياسية تشكلت للانتقام من مذبحة سميل ورمت في البداية اغتيال مطارنة كنيسة المشرق (مار يوسف خنانيشو، ومار سركس ومار يوالاها) الا ان احد المشاركين فيها وهو المرحوم جورج والد الشهيدة ماركريت قد كشف الخطة والتنظيم، بالاظافة الى حركة اللجنة او اللجنة القومية، والتي تشكلت لدعم تحرك الشهيد هرمز مالك جكو، هذه للمعلومات ولكي تبقى في الذاكرى ولتسجل ضمن حركة شعبنا باخطاءها وانجازاتها. تحياتي

ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ

غير متصل ايفان جــاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 197
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الأستاذ تيري بطرس المحترم
تحية طيبة
شكراً على مداخلتك ومعلوماتك. ولقد سمعنا الكثير حول حزب خيط خيط ألب، الذي وبحسب ماقيل إنه كان نشطاً ومعروفاً في الوسط القومي والسياسي الآشوري. لكن مع الأسف لحد الأن لم ينشر أي شيء أو وثيقة رسمية حوله، وحزب النسر الآثوري الأسود إرتأيت أن أتحدث عنه كنموذج وذلك لعدم وجود معلومات ومتوافرة عن أي حزب أو حركة سياسية أخرى أو على الأقل لم يتطرق إليها كتاب شعبنا ولاأدري ماهو السبب، هل يعود لضعفها أم لأجندتها التي ذكرت بعضاً منها. وأتمنى من أمثالك ومن عاصروا حركات سياسية قومية ولهم معلومات موثوقة عنها طرحها بين الفينة والأخرى على شكل مواضيع ليتسنى لنا الجيل الجديد على الأقل معرفة سبب خلو ساحتنا القومية من الأحزاب السياسية المنظمة، وإن توفرت الفرصة الملائمة التعمق في هكذا دراسات وتوثيقها بشكل أكاديمي أو كتاب على الاقل.. تحياتي .

غير متصل رائد سعد

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 46
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
عمي يا احزاب ؟ ويا قومية ؟ ويا ( بطيخ ) ؟!
الاخ ايفان جاني
شكرا لمقالك القيم واضيف القول :
عموما ، اي حزب او حركة تبدأ اولا بفكرة  تكون تلك الفكرة او النظرية حلا لاوضاع سيئة ما لمجموعة بشر ، لكن واقع الحال العلمي للتاريخ البشري يحتم علينا استذكار ان لا فكرة تجد طريقها لتصبح حزبا الا بوجود عامل ( المادة ) ، وهذا لا يشمل بعض  التظاهرات الشيابية التي تنطلق في هذا المجتمع او ذاك والتي تكون كردة فعل سريعة وربما غير منظمة على معاناة قاسية لاولئك الشباب الذين يمثلون مجتمعهم الشرقي لكن مثل هذه من ردود الافعال غالبا ما يتم استغلالها من قبل الاحزاب الدينية السياسية التي تمتلك التمويل المالي ولتأتي النتيجة مخيبة لامال الشباب الحفيفيين القائمين بالتظاهر ، وهذا ما حدث مثلا في دول الربيع العربي وهو ما حصل في العراق ايضا ، ولكي لا اتشعب كثيرا دعني احصر الحديث عن مسيحي العراق الذين لم يكن يتجاوزون 3 بالمئة من شعب العراق عام 2003 ، فمثل هؤلاء المكون ، قد يكون من المنطقي ان يكون لبعض الناشطين السياسيين او الفكريين منهم عضوية في احزاب تعمل في الساحة العراقية كالشيوعيين او البعثيين مثلا باعتبارها احزبا طرحت افكارها لمعالجة عموم حالة المجتمع حسب ما تعتقده ، لكن ليس من المنطقي ابدا ان نتوقع بروز احزاب في هذا المكون الصغير واقصد به المسيحيون العراقيون  ، فما الذي تريده تلك الاحزاب ؟ وما هي نظريتها وهي باتت تمثل اقلية وصلت الان الى اقل من واحد بالمئة من العراقيين ؟ ولماذا تواجدت او اخترعت تلك الاحزاب بهذه الكمية بعد سقوط الطاغية ؟ وبعد نتساءل من يمول تلك الاحزاب ؟ ام ان هناك من هو مخدوع بان التجار قيادي تلك الاحزاب ( هذا ان صح تسميتها احزبا) يصرفون من جيوبهم لانهم يحبون قوميتهم ما جعلهم يصحون من سباتهم ليبطلوا من حبهم للقومية الكردية وليضحوا بحياتهم واموالهم من اجل قوميتهم الكلدانية عفوا السريانية عفوا الاشورية عفوا الكلدنية الاشورية السريانية عفوا ...... ؟ ثم هل ان عموم العراقيين تحسن وضعهم حتى يتذرع تجار تلك الاحزاب بان من الواجب اختراع مثل احزابهم لتقوم باخذ الحقوق المسلوبة لقوميتهم ؟ العراقييون جميعا فاقدين لحقوقهم بسبب تراثهم الديني المتأصل بادبيات الدين الاسلامي التي  تمنعهم من اللحاق بالتطور والحرية والحضارة شاءوا ام ابوا وزاد الطين بلة ان وضع الامريكان اهل العمايم ليتولوا قيادة الشعب الى الديموقراطية وتلك هي ( نكتة ) بحالها لان الاديان عموما هي متناقضة وبدرجات متفاوتة مع الكثير من مباديء الديمقراطية عدا الدين الاسلامي الذي تراه اغلبية بشر الارض بانه النقيض الاكمل وبلا منافس  للديمقراطية .
يدرك اغلب العقلاء ان الاحزاب المسيحية العراقية الهزيلة بلا استثناء هي دمية صنعت من السياسة الدولية في العراق لاعطاء صورة شكلية لوجود الديمقراطية كما ان الاسماء القائمة على تلك الاحزاب هي اسماء تجار كانت تعمل باحزاب القومية ( الكردية ) سابقا وما تزال تأخذ مصروفها وارباحها من الاكراد رغم انك قد تجد اثنان منها احدهما ضد الاخر الا انهما كلاهما ياخذان رواتبهم وارباحهم من الكورد ، كما برزت اسماء اخرى لم تكن معروفة قبل 2003 وتمويلها من قبل جهات مجهولة .
نقول : كيف عملت وتعمل تلك الاحزاب في ضوء تساءلاتنا المشروعة ؟ اذن لابد من اختراع مشكلة تلهي بها نفسها وتلهي بها الاعضاء الفقراء المعدودين الذين انتموا اليها نتجة الحاجة المادية او المعنوية ، وهنا ظهرت المعارك الستراتيجية :
 ذاك اشوري وذاك كلداني وذاك سرياني وتعالوا نتعارك ونشوف يا دكان يربح فلوس اكثر؟؟ ولعنة الله على كل مسيحي عراقي ، المهم نعرف احنا  اسمنا شنو جعفر لو عبود لو تحسين ؟ والاخوة الكتاب واحد يفشر على الثاني ،وهذا اموت اذا مو اسمي جعفر والثاني يكول لا انت اسمك عبود وهلم جرا وضحكا ، والعجيب ان الكاعدين برة من جماعتنا واللي يحبون قوميتهم هواية هواية ما يرجعون لبلدهم بس يريدون بقية الناس تبقى ويحترك ابو ابوها بالعراق بس ترى هذا كله مو مهم المهم اسمي جعفر لو عبود لو تحسين !! وهذا يتوعد الثاني بالانتخابات !!
 ليش هو انتوا اشسويتو بالبرلمانات السابقة حتى راح تسوون بالبرلمان الجديد ؟
وهو اصلا شنو بيدكم اتسوو غير استلام الرواتب وارباحكم من الممولين لدكاكينكم لو تريدون اتضحكون على روحكم وعلى المسيحيين !!
وعمي يا احزاب ؟ ويا قومية ؟ ويا تسمية ؟ ويا بطيخ !! المسيحيين طكت روحهم وعافو البلد وتهجولو مثل المكادي وهاي الدولة تطرد بيهم وذاك المهرب يبوك فلوسهم وانتو كاعدين تكولون احنا عدنا احزاب واخوانا الكاعدين بره واحد يسب الثاني من وراكم ومن وره تخلفهم .. وكافي ضحك على روحكم وعلى العالم ..والسلام ختام .


 

 

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ العزيز ايفان جاني المحترم
الاخ العزيز نيسن يوحنا المحترم
الاخ العزيز تيري بطرس المحترم
بعد التحية

اولا شكرا للاخ ايفان جاني على المقال وثانيا اسمحوا لي ان اضيف واوضح الاتي :

1 - بخصوص المؤسسات والاحزاب القومية في بلاد مابين النهرين تعتبر مؤسسة (التقدم القومي) (شوشاطا اومتانايا) والتي أسسها نخبة من المثقفين من ابناء امتنا في مدينة اورميا سنة 1895 اولى المؤسسات القومية الرائدة بين صفوف ابناء شعبنا وكان من مؤسسها (بابا دكوس وبنيامين ارسانيس وشليمون دسلامس والشهيد فريدون اثورايا والدكتور بابا خنانيشوع) وفي العام 1908م وبأشراف مباشر من امير شهداء شعبنا قداسة مار بنيامين شمعون بطريرك كنيسة المشرق تم تأسيس نادي قومي يعمل بصورة علنية وتحت نفس الاسم (التقدم القومي) لبث الوعي القومي بين ابناء شعبنا والمطالبة بحقوقه القومية والتاريخية المشروعة ولعب النادي دورا متميزا في المجال القومي لشعبنا الا ان ظروف وتداعيات الحرب العالمية الاولى واستشهاد قداسة مار بنيامين شمعون في 3 - 3 - 1918 كان لهما الاثر السلبي على تراجع وتوقف نشاط النادي المذكور ...

وفي شباط من عام 1917 اسس الاشوريون اليساريون في اوميا اول حزب سياسي قومي لشعبنا ضمن مفهوم الاحزاب هو (الحزب الاشتراكي الاشوري) حيث يعتبر اول حزب سياسي قومي له فكر وتنظيم في تاريخ امتنا ومن مؤسسه كل من (بنيامين ارسانيس والدكتور بابا بيت فرهاد والشهيد فريدون اثورايا وشليمون دسلماس) وغيرهم اما في العراق فأول حزب قومي لشعبنا تأسس عام 1942 في الحبانية من قبل (الاسطة موشي) (الذي درس وعاش فترة من حياته في روسيا) وسمى حزبه بأسم (خيت خيت الف) (خوبا - خويادا اثورايا) ولا تتوفر لدينا معلومات تفصيلية عنه وفي عام 1956م استطاع كوكبة من الشباب القومي الآشوري الواعي في جامعة طهران من تأسيس مؤسسة جديدة باسم (التقدم القومي) تيمناً بالأولى برئاسة الدكتور (روبرت بولسيان) حتى عام 1963م حيث هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويعيش فيها ...

واستمر المخاض بعد ان تبلور الفكر القومي لشعبنا وتأسست العديد من الاتحادات والاندية والجمعيات في الوطن والمهاجر وكان في مقدمتها المنظمة الآثورية الديمقراطية والتي تأسست في القامشلي بسوريا سنة 1957 وطرحت رؤية قومية ووطنية ناضجة ورائعة وعمل تنظيمي رصين ولا زالت تعمل لغاية اليوم ثم حزب بيث نهرين الديمقراطي في أميركا 1968 وطرح فكرا قوميا ووطنيا ولا زال يعمل لغاية اليوم في امريكا فقط وتأسس الاتحاد العالمي الآشوري خويادا فرنسا 1969 وكان من بين المؤسسين ديمتري نجل القائد القومي آغا بطرس وحمل هو الاخر فكرا قوميا ووطنيا نيرا ولا زال يعمل في ايران والمهجر ثم تأسس الحزب الوطني الاشوري في الوطن سنة 1973 وحزب بيت النهرين الديمقراطي في الوطن عام 1976 والحركة الديمقراطية الاشورية زوعا في الوطن 1979 وتوالت تأسيس الاحزاب الخاصة بشعبنا لغاية اليوم خاصة بعد 2003

2 - بتاريخ 24 - 2 - 2014 كتبت مقالا تحت عنوان (من يتحمل مسؤولية تصدع واحتضار التجمع السياسي لشعبنا في الوطن !!؟) للاطلاع الرابط ادناه

http://www.ishtartv.com/viewarticle,52475.html

                                                                                             انطوان الصنا

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز انطوان صنا المحترم
بعد الاذن من الاخ ايفان جاني المحترم
شكرا على المعلومات التي يجب ان تتوثق اكثر واكثر، الحقيقة انني كنت اعرف عن  الحزب الاشتراكي الاشوري الذي تاسس في نهاية  الحرب العالمية الاولى ولكن لاعتقادي ان الموضوع محصور بالعراق، ركزنا على ذلك. تحية لك وللجهد المبذول، ومرة اخرى يا حبذا لو تمكنا من وضع تسلسل لتطور الحركة القومية لشعبنا، والانجازات والاخفاقات التي مرت بها، لكي نتمكن من وضع تصور مشترك وواقعي للعمل القومي ، تحياتي 
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ

غير متصل ايفان جــاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 197
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شكرا على مداخلات الجميع ..
الأخ أنطوان الصنا، شكراً على المعلومات التي أوردتها حول أحزاب شعبنا. وقد سبقني في الإجابة الأخ تيري بأنني أتحدث عن أحزاب شعبنا في العراق حصراً.

غير متصل Mediator

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 129
    • مشاهدة الملف الشخصي
للتذكير فقط،الحزب الآشوري الديموقراطي، تأسس عام 1975 بيروت لبنان، وهو احد اكبر احزابنا القومية حاليا، وايضاً هناك حزب شورايا تم تأسيسه في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، وهناك أيضاً الحركة الوطنية الآشورية .وشكرا.

غير متصل Mediator

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 129
    • مشاهدة الملف الشخصي
عذراً لمداخلة ثانية ، وسؤالي موجه الى السادة كاتب المقالة واالاخوين تيري وانطوان،أرجو ان يكون الجواب بروح أخوية بعيدة عن التسييس، ما هو موقفكم من الدعوة التي وجهها السيد الياس يلدا لحضور المؤتمر المراد عقده قريبا في اليابان حول إقامة حكومة في المنفى، أرجو مناقشة هذا الامر بروح قومية صادقة بعيدة عن إقحام  الأمور الشخصية والحزبية وشكرا للجميع.