المحرر موضوع: حتى لا نترحّم على الماضي  (زيارة 632 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل غسان يونان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 388
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حتى لا نترحّم على الماضي
« في: 16:14 03/07/2014 »
حتى لا نترحّم على الماضي

بقلم: غسان يونان
٢٩ حزيران ٢٠١٤
يتساءل المرء أحياناً، هل حقيقةً أصبحت الكتابة مملّة أم أصبح القارىء يمل من قراءتها، لا سيما ونحن ترعرعنا في بيئةٍ أو مجتمعٍ يرفض نفض غبار الحقد والأنانية والمذهبية عنه، ولا يريد التأقلم في واقعٍ مفروضٍ عليه فرضاً، ولا حتى يريد التعلم من ماضيه الذي أوصله إلى ما هو عليه اليوم من وضعٍ سيءٍ ومرعبٍ وحتى متخاذل. فبمجرد رفض طي صفحة الماضي ورفض التعايش مع الواقع المأساوي هذا، وبمجرد التهرب من المسؤوليات القومية (كأخذ الحقوق أو حتى المطالبة بها جهاراً). نرى مجتمعنا وللأسف، لا يتحلّى بالجرأة الكافية على محاسبة من جرّه ولا زال يجره نحو هذا المجهول، أي نحو تسليم الرقبة لسفاحي الدماء المتربّصين به شراً (على الصعيدَين القومي والديني).

نعيش في وضع نرى فيه مجتمعنا منقسمٌ على ذاته ومتقوقع على نفسه، لا يقبل النقد ولا يريد أن يعرف ما هي واجباته وحقوقه، فهو مقتنع بهذا الفرز المذهبي أو الذاتي ظناً منه بأنه انتصارٌ له (أي كل رئيس حزبٍ يجب ان يبقى ديكاً على مزبلته إلى ما شاء الله حتى يرث عرشه الخيالي لأولاده من بعده). هذه هي البيئة المتعفنة التي تربّينا فيها وشربنا من حليبها حتى أصبحنا اليوم ملكيين أكثر من الملك (إن لم نقل ديكتاتوريين أكثر من الديكتاتور)!...

فأيّ تنظيمٍ يقبل لنفسه صفة الحزب أو أي تجمع سياسي آخر، لكن لا يملك أدنى مقومات الدفاع عن نفسه، عن عناصره، عن مبادئه، فكيف بالحري سيكون قادراً على الدفاع عن مناطق تواجد أبناء شعبه هناك!؟..

وعليه، الوحدة في هذا الظرف خاصة هي من الأسس التي نتمكن بفعلها من رسم خارطة المستقبل لأجيالنا.

هذه هي الحال، وربما هذا الكلام قد لا يعجب البعض ويحاول اللعب على الوتر العاطفي من خلال الرد مدافعاً عن مجتمعنا أو تنظيماتنا وكأن المشكلة موجودة لدى الكتّاب وليس لدى من يقود هذا المجتمع الصامت إلى الهاوية، فليس بالتستر عن الأخطاء نصحح الاعوجاج وليس بالتبخير نحصل على الحقوق.

إن التنبيه من الخطر الذي نحن فيه، لا يعني أن نصمت عن من أوصلنا إليه، كائناً من كان!. فلكل حدثٍ حديث، فالجريمة التاريخية التي تحصل بحق شعبنا في مواطنه من ذبحٍ وقتلٍ وتعدٍّ على الأرض والعرض أكبر بكثير مما يعتقده البعض، أين الأحزاب والمؤسسات من كل ما يجري، أين ردات فعل الشارع الآشوري على هذا الصمت المخزي، أين العزة والكرامة، أين نحن من كل ذلك!...
 فلا خلاص لشعبنا، إلا بوحدته أولاً وبتشكيل وحداتٍ قتالية دفاعاً عن أبنائه في المناطق المتنازع عليها ثانياً، وهذا لن يحصل إلا بتغيير العقلية المتعفنة لدى أغلبية رجالات وقادة شعبنا، وذلك من خلال طيّ صفحات الماضي المؤلمة وفتح صفحاتٍ جديدة مع دول الجوار والقوميات الأخرى المتعايش معها. إنه مصير شعبٍ بأكمله، تاريخ المنطقة يُكتب بالدماء وبالدموع ونحن في سبات عميق، كلٌّ يحلل على ليلاه والشعب منفي في وطنه.

فبحكم التاريخ والجغرافيا والواقع، على أبناء شعبنا الضغط على رجالاتها وقياداتها من أجل إعادة حساباتها قبل فوات الأوان. فبدلاً من أن يتسارع البعض لشكر "البشمركة" مثلاً  لدفاعها عن مناطق شعبنا، لماذا لا يُعمل من أجل تشكيل "وحدات قتالية آشورية" وبالتنسيق مع البشمركة وباقي مؤسسات الدولة المتبقية من أجل الدفاع عن الأهل هناك وذلك من خلال وضع تصور مستقبلي للوحدات التي قد يُصار إلى تشكيلها، أي كيفية تمويلها ومصيرها بعد انتهاء مهماتها أو زوال سبب وجودها، إذ يُصار إلى حلّها في مؤسسات الدولة الشرعية أو تبقى جاهزة كمؤسسة معترف بها شرعياً للمهام الوطنية (المذكورة أعلاه، الدفاع عن مجتمعنا وباقي المكونات المتعايشة هناك) التي ستكون من مهامها بانتظار التوصل إلى مرحلة "الإدارة الذاتية في سهل نينوى" ونكون بذلك قد اجتزنا عدة مراحل وفي آنٍ معاً، أي:
- تشكيل وحدات قتالية
- الدفاع عن مناطق تواجد شعبنا
- الجهوزية التامة أمنياً وإدارياً لإدارة ذاتنا في سهل نينوى.

إنها فرصة تاريخية، وما على أبناء شعبنا التحرك بقوة من أجل الضغط على مؤسسات شعبنا بمختلف تكاوينها لتتحرك بدورها قبل فوات الأوان.