المحرر موضوع: دعوة لمؤسساتنا إلى حلّ نفسها!..  (زيارة 711 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل غسان يونان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 388
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

دعوة لمؤسساتنا إلى حلّ نفسها!..

بقلم: غسان يونان - ٥ تموز ٢٠١٤
قد يتفاجأ البعض من هذا العنوان ولكن في قرارة نفسهم يقولون: "ماذا فعلت تلك المؤسسات لشعبنا سوى التقسيم والتقهقر"...
فعندما نقرأ عن بعض النشاطات التي تقوم بها بعض مؤسسات شعبنا لا سيما السياسية منها، نتخيّل للوهلة الأولى وكأننا في "جمهورية أفلاطون" أو ما شابه. ولكن عندما نسمع ونشاهد ما يجري حولنا من عظائم الأمور وأبشعها، نعي تماماً لواقع الحال الذي يعيشه شعبنا ونفهم جيداً مدى حجم وقدرة مؤسسات شعبنا البائسة. إذ ما معنى لقاءٍ هنا على فنجان قهوة وآخر هناك ربما على شرب "البيرة" أو غير ذلك، وشعبنا أصبح مهجراً في أرضه ومهدداً في بيته!.. وتلك اللقاءات  تؤخر ولا تقدم...
ماذا جنينا أو جنٓت تلك المؤسسات من تلك اللقاءات حتى اليوم؟!..

ألا يخجل البعض من نشر (ما يسمى بالنشاطات) وشعبنا مشردٌ في مواطنه لا يجد ملاذاً آمناً، ناهيك عن انتهاك أرضه وعرضه وكرامته، وبالإضافة إلى ما يدور من حولنا من أحداث وتطورات يُعاد فيها كتابة التاريخ من جديد!...

هل هي سُخرية القدر أم لعبة الكبار؟!..

ولكن، في تلك الحالتين، يتضح يوماً بعد يوم أو عند حصول حدثٍ أو فعلٍ غير متوقع حصوله، بأن مؤسسات شعبنا غير قادرة على تحمل مسؤولياتها، لا بل كلٌّ واحدة تحاول النيل من الأخرى. أقزام تشكلت أو تأسست وأقزام ستبقى حتى نهايتها.

وهنا تحديداً، لا بدّ من ذكر مقاطع مما ما قاله الشاعر أبو القاسم الشابّي في إحدى قصائده، لعل في ذلك استفادة:

.... وقالت لي الأرض لما سألت: يا أم هــل تكرهيــن البشــر؟:

أبارك في الناس أهل الطموح ومن يستلـــذ ركــوب الخطــر
وألعن من لا يماشي الزمان ويقنع بالعيش، عيش الحجــر
.....          ........        .......

نعم، هذه هي الحياة، هكذا كانت وهكذا ستبقى عريناً للأسود ووكراً للأقزام!...

ألا زلتم تتفاخرون بلقاءاتكم اليتيمة وغير المبرمجة ولا حتى بمجدية سوى أخذ اللقطات ونشرها في مواقع يصعب على المتتبع من إيجادها لعدم جدواها!..

فمنذ أكثر من نصف قرنٍ ومؤسسات شعبنا تنشط في المواطن والمهجر، وأما النتيجة اليوم تتلخص ب- بئس هكذا مؤسسات تدّعي النضال من أجل نيل الحقوق حتى بُتنا في حالةٍ يُرثى لها،

فلا وحدة عمل ولا تنظيم ولا إدارة سوى دكاكين صغيرة انتهى زمنها في أحضان الأصولية وباتت تطلب الرحمة والعون ممّن كانت تهاجمهم وتصفهم بالأعداء وإلى آخر الأسطوانة المملة.

دعوة حارة لمؤسسات شعبنا وبكل تواضع ومحبة واحترام، بأن تبادر في حلّ نفسها بنفسها رحمة بشعبنا الصامت (للأسف عن كل شيء).