مجزرة خوي – 1918
ملاحظة (آشور كيواركيس) : وقعت هذه المجزرة بعد هزيمة زعيم الأكراد المجرم المقبور سيمكو الشيكاكي في معركة "تشارا" ضدّ الآشوريين الذين لاحقوه بسبب قتله للبطريرك مار بنيامين شمعون، وقد شارك شخصيا في هذه المجزرة لدى وصوله إلى المدينة، إلى جانب الخيالة الحميدية الكردية.
المصدر: "النور الخافت في آسيا" – جويل وردة – 1924
في بداية 1918، بدأ الكثير من الآشوريين بالهجرة مما يـُـعرَف اليوم بـ"تركيا"، وقد قام البطريرك مار بنيامين شمعون بالإعداد لإسكان حوالي 3500 آشوري في مدينة خوي (شمال مدينة أورميا الآشورية في غرب إيران)، وبعد فترة وجيزة من إسكانهم هناك، قام الأكراد المنتمون إلى الجيش العثماني (الخيالة الحميدية) بمجزرة في المدينة حيث لم ينجُ سوى القليل من سكانها، ومنهم القسّ جون إيشو الذي استطاع الفرار، ووصف الجزرة كما يلي :
بدون أي شك، لقد سمعتم بمجزرة "خوي"، ولكنني متأكد أنكم لا تعرفون تفاصيلها. لقد تم تجميع الآشوريين في خوي في محلــّـة كبيرة، وقد أطلـِـقت عليهم النيران حتى الموت، من بنادق ومسدسات، وكانت دماؤهم تتدفق في جداول صغيرة حتى شكــّـلت بركة حمراء داخل المحلـّـة. كان المكان صغيرا جدا لاحتواء الباقين الذين ينتظرون الموت، فتـمّ تنظيمهم في مجموعات صغيرة بحيث اضطرت كل مجموعة جديدة للوقوف على كومة من الجثث التي لا تزال تنزف وكان يطلق النار على المجموعات واحدة بعد الأخرى حتى الموت، كانت تتقدّم مجموعات من عشرة إلى عشرين شخص للموت، حتى أصبح المكان مسلخا مرعباً.
في نفس الوقت، تمّ سَوق اللاجئين الآشوريين من ضواحي المدينة إلى باحة أحد المنازل وبقوا تحت الحراسة لمدة ثمانية أيام بدون مأكل، وفي النهاية تم أخذهم إلى مكان آخر لقتلهم حيث ساروا كما تسير الخراف للذبح بسكوت وعجز تام، وكأنهم يرددون في أنفسهم مقولة "يا ربّ بين يديك أسلم روحي".
بدأ الجلادون أولا بقطع أصابعهم ثم أكملوا حتى قطع الأيدي بأكملها، وتــمّ تمديدهم على الأرض حيث ذبحوا كالخراف، وقد وجـّـهت رؤوسهم نحو الأعلى لتستريح على الأحجار أو على كتل من الخشب بعد أن تم قطع نصف الحلق (لم يـُـذبحوا بالكامل) لكي يطول عذابهم وهم يصارعون الموت، فيما ينهال عليهم القتلة بالضرب بالهراوات الثقيلة، وقد دُفن بعضهم في خنادق، وهم لم يسلــّــموا أرواحهم بعد.
لقد تم فصل الشباب والرجال عن الأطفال والمسنين، ونــُـقلوا إلى مسافة من المدينة ليتم استعمالهم كأهداف من قبل الرماة إلى أن سقطوا جميعا، ومنهم من لم يـُـصَب إصابة قاتلة، فتوجــّـه إليهم أحد القادة وطلب منهم الذهاب بحرية، وبعد أن ساروا مسافة قصيرة تم إطلاق النيران عليهم مجددا حتى سقطوا. وبعض الشابات الجميلات طلبنَ الإعدام كي لا يتعرضنَ للإهانة، لكن تم أخذهنّ إلى "دور الحريم" حيث تتم أسلمتهنّ رغما عنهنّ، ومنهنّ من تعرّضنَ لما أعجز عن وصفه، إلى أن أنقذهنّ الموت من ذلك العذاب. ولقد بلغ عدد القتلى من الآشوريين في تلك المدينة، 2770 رجل وطفل وامرأة.