المحرر موضوع: بين الكنيسة والشعب، تطلعات بشأن الرابطة الكلدانية  (زيارة 1214 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الأب نويل فرمان السناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 169
    • مشاهدة الملف الشخصي
لمناسبة تبنّيها في مجمع الاساقفة:
بين الكنيسة والشعب، تطلعات بشأن الرابطة الكلدانية

الأب نويل فرمان السناطي

من غير المرجح أن الاتجاهات القومية والأحزاب السياسية المتصلة بشعبنا، قد رأت في قيام الرابطة الكلدانية، مجرد رقم آخر، يضاف إلى ما بات يُسمَّى بـ "كيانات" شعبنا. ومن غير المتوقع أنهم ينظرون إليها، دونما اكتراث يُذكر، على أساس كونها مجرد جمعية ثقافية، لا تستدعي التوقف مليًا، ثم ومن باب أولى، على أساس أنها غير سياسية أصلا؛ لكن الملاحظ، بل المفارقة، أن بلورة تأسيس الرابطة وطرحها على بساط البحث والتداول، صاحبه ما قد يلفت النظر من صمت "سياسي" عميق يـُشمّ منه شيء من اللامبالاة؛ مع أنها انبثقت من تطلعات بطريرك له ثقله الكنسي والوطني والقومي، البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو، وله كلمته محليا، أوربيا ودوليا، في الاحداث السياسية على الساحة؛ ويستثنى من هذا الشعور والانطباع، قيام نخبة من الأقلام المتمرسة الرصينة والنزيهة الملتصقة بالشأن الكنسي بقناعة وإيمان، واللصيقة بشفافية بالهاجس القومي، سواء كانت ضمن اطار تنظيمي أو خارجه؛ وقد تناولت هذه النخبة موضوع الرابطة بمهنية وحيادية واحتضان، وبروحية من التفهم لتوجّهات البطريرك الكلداني الرامية إلى ازدهار الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وأبنائها، نحو الوحدة والاصالة والتجدد.

الرابطة الكلدانية والكنيسة الكلدانية
من المعروف أيضا أن هذه الرابطة تترسخ برعاية قريبة من الكنيسة الكلدانية كمرشدة محبة لشعبها المؤمن بدليل كونها، كما سبق ذكره، مشروعًا مباشرًا صادرًا من البطريرك، وأن هذه الرعاية للشعب الكلداني المؤمن تشمل توجهه الثقافي والإنساني والفني والادبي والفولكلوري وأصالته التاريخية وتجذره. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الكنيسة الكلدانية ببطريركها، وهي في زمن متفرد وضمن رقعة جغرافية واسعة وطنيا وعاليا، تحمل صوتًا في المحفل الرسمي المحلي والعالمي، لما يتعلق بشؤون مؤمنيها وحياتهم الانسانية والوجدانية.
ونحن الآن، في أعقاب صدور البيان الختامي لسينودس أساقفة الكلدان، نعيش مرحلة الإعداد المباشر لقيام هذه الرابطة، بعد أن تبنـّاها أساقفة المجمع المقدس، وعُهدت إلى أيدي متخصـّصين تكنوقراط؛ وزاد المجمع فأوكلها إلى متابعة أساقفة يجمعون بين الحيوية والخبرة؛ إذ جاء في البيان الختامي: "تبنى الآباء مقترح البطريرك بتأسيس رابطة كلدانية عالمية، فتشكلت لجنة من الأساقفة لمتابعة التأسيس مكوّنة من الأساقفة يوسف توما، بشار وردة وميخائيل مقدسي عن العراق، والمطران ابراهيم ابراهيم عن أمريكا، ويشرف على عملية التأسيس غبطة البطريرك". ونعرف ما لهؤلاء الأحبار مجتمعين من باع طويل في الشأن الإعلامي والتعامل الحكيم مع المحافل الرسمية والاجتماعية، الى جانب ضلوعهم الأكاديمي في الشأن الاثني وترابطه المتوازن مع الجانب الروحي والانتعاش الوجداني.

جهة متفاعلة ومنفتحة على رقعة واسعة وطنيا وعالميا
تكتسب الرابطة ثقلها وأهميتها الخاصة كونها تقوم على مساحة ديمغرافية لعدد واسع من المسيحيين الكلدان في العراق الحالي لحدّ كتابة هذه السطور وقراءتها؛ نقول الحالي، وذلك في أعقاب أحداث الموصل وكركوك وسواهما من مدن العراق، وما ألقته من ظلال على مواطنينا العراقيين والنهرينيين وخصوصا أبناء شعبنا ذي الجذور العميقة الضاربة في تاريخ البلاد. هذه المساحة الديمغرافية الممتدة أيضًا إلى الافق التاريخي لأرض ما بين النهرين؛ وهي تمتد في الخارج أيضا إلى مختلف اصقاع العالم.
وأكثر من هذا فإن الرابطة تنفتح بأبناء الكنيسة  الكلدانية، إلى سائر الأشقاء في الإيمان والجذور من مسيحيي البلاد والمنطقة ومواطنيهم في الخارج، متأسّسةً على الأمانة للدعوة الروحية المسكونية الكنسية الجامعة لرسالة البشرى السارة، الإنجيل.
وللرابطة الكلدانية العتيدة أن تغترف من خبرة الرابطة السريانية في لبنان الشرق الاوسط، والتي برزت بحجمها الإعلامي والمعنوي في ظروف الاستلاب والاختطافات، كمنبر نيـّر وصوت مسموع لمسيحيي لبنان والشرق الاوسط، انطلاقا من خصوصيتهم كأبناء للشعب السورايا الآرامي وتفاعلا مع أشقائهم الشرق أوسطيين في الإيمان.
وللرابطة الكلدانية أن تتناظر مع تاريخ العمق الماروني – السرياني، المنفتح إلى الإشراقة المسيحية عربيًا، في لبنان الأرز وخارجه؛ وكذلك مع الكنيسة المارونية، التي أثبتت الأيام كيف ترسخت كبعد متميّز لمسيحيي المنطقة؛ بحيث سبق للبطريرك لويس ساكو في احد لقاءات الاساقفة بلبنان، وبفخر وتواضع ومحبة وتأصل، سبق له وأن دعا للحبر الماروني البطريرك بشارة الراعي، بالعمادة الروحية والمسيحية والأخوية بين أحبار المنطقة الكاثوليك، مع الإنفتاح في خدمة المحبة إلى سائر الأحبار المسيحيين.

برعاية كنسية، الرابطة بمديات متنوعة منفتحة دونما توجس من أجندة خارجية أو سياسية
في مثل هذه الظروف، التي يمكن فيها التحسس من التدخل الحزبي والتكتلي في الشأن الكنسي، لعلّ قاعات الكنائس تفتح أبوابها مشرعة لأبناء الرابطة وأعضائها ومُريديها واصدقائها؛ وقد يكون لها إذا سُمح لي بتوقع ذلك وتنفيذه ميدانيًا، حصة من الإعلانات والتوصيات، في منبر ما بعد الطقوس الدينية، وذلك بدون أي حساسية مما سمي في العراق الحالي، بعد سنة 2003 بالأجندة السياسية لهذا الحزب أو التكتل أو ذاك، ولا بأي منافسة انتخابية.
هذا، كما أعتقد، قد يجعل  الشعب المؤمن المرتاد الى الكنيسة بمواظبة واقتناع، أن يحتضن هذه الرابطة دونما خشية أن تتقاذفه هذه التيارات أو تلك؛ وفي الوقت عينه، مع إبقاء وإنماء المودة للأهل والأصدقاء والأقارب المنخرطين في الشأن السياسي.
كما أن أبناء الكنيسة، سيتمكن من يشاء منهم، خارجًا عن الرابطة، أن يختار هذا التوجه السياسي أو ذاك، برؤية أوضح، أمام حيادية كنسية مطلقة إزاء العمل الحزبي السياسي، مسترشدا بقناعته على وفق ما يراه في هذا المشروع السياسي أو ذاك، ومستنيرًا بخبرة شعبنا تجاه مختلف الاحزاب، سياسية كانت أو وظيفية، سواءًا قبل أحداث الموصل 2014 أو بعدها.
هذا ما يجعل من الرابطة، في كنيسة كاثوليكية، كلدانية كانت أو سريانية أو مارونية أو أرمنية أو قبطية، تتيح التميّز المشروع والواجب، بين عالمين، الروحي والمدني، متعاشقين بشفافية، غير متداخلين، وبلا ضبابية، على وفق اتجاهات ابنائها؛ فيكون فيهم من سيكتشف ما في داخله من رغبة خاصة للعمل السياسي والقيادي على مستوى الوطن، وخدمةً للرقعة الجغرافية ذات الكثافة المسيحية؛ ويتبين من الجانب الآخر، من يهتم بالشأن الديني والثقافي والفولكلوري والتاريخي والأدبي لشعبنا السورايا في إطار مدني لرابطة مثل الرابطة الكلدانية.
هذه أفكار تم اجترارها منذ أسابيع بل أشهر، مع إعلان الرغبة البطريركية في قيام الرابطة الكلدانية، وعلى مدى ما تم متابعته، خلال المدة المنصرمة، من أفكار وأبحاث بهذا الشأن؛ حتى تكلل كل هذا بأن أقرّها آباء المجمع المقدس، لتنطلق بمتابعة فريق أسقفي فاعل وطنيا وعالميا.
وبعد، لم تكن هذه الصحبة تودّ، رغم كل الحبور الذي تنضح به، أن ترسم صورة مثالية ذهبية عن الرابطة، لكنها جاءت لتنشد كل العناصر التي تبشر بديمومة الرابطة وبكونها حقًا خطوة مفصلية، خطوة على الطريق الصحيح.





غير متصل حبيب تومي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1724
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأب الفاضل نويل فرمان السناطي المحترم
تحية ومحبة
اجل كانت مبادرة والتفاتة كريمة من غبطة البطريرك مار لويس ساكو الجزيل الأحترام بطرح فكرة الرابطة الكلدانية ومهما كانت الصيغة التي طرحها فهي معرضة للتحليل والنقاش ، وكل بداية تحتاج الى المزيد من الأفكار والآراء والصدق والصراحة ، ومن الطبيعي ان تتفاوت وتختلف الآراء وهذه حالة صحية مطلوبة ليكتمل البناء على اسس رصينة من الدراسة والتمحيص .
سبق لي ان طرحت رأيي في موضوع الرابطة الكلدانية وذلك في شهر آذار المنصرم وكان ذلك من خلال مقال حمل عنوان : الرابطة الكلدانية خطوة مباركة في الأتجاه الصحيح .. كيف ؟ ولماذا ؟
وكان محل استغربي حينما عكف موقع البطريركية (سانت ادي ) على أهمال الموضوع وعدم نشره وقتئذِ ولحد الآن اجهل السبب .
 والمقال منشور ادناه .
دمت بخير ومحبة ابونا نويل فرمان السناطي المحترم
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــ
الرابطة الكلدانية خطوة مباركة في الأتجاه الصحيح .. كيف ؟ ولماذا ؟
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
كل ولادة يعتريها المعاناة والمخاض ، وإن كان اليوم باستطاعة العلم التكهن بجنس الوليد ذكر ام انثى ، لكنه لا يستطيع التنبؤ بمستقبل هذا الوليد هل يكون صالحاً ام شريراً، عالماً ام غبياً ..الخ هكذا كل وليد يراد به غايات نبيلة ، وفي عالم الأجتماع والسياسية والأقتصاد والفن .. يراد بالكيان الوليد غايات مجتمعية او سياسية ، وفي موضوعنا الرابطة الكلدانية تعتبر غاية وهدف يراد به خدمة المجتمع في سياقات ومجالات معينة ، لا سيما وإن مبادرة التأسيس نابعة من البطريركية الكلدانية المعنية بمصير الشعب الكلداني في العراق والعالم .
إن العاصفة الهوجاء التي عصفت بالعراق ، طال الشعب الكلداني قدر كبير منها ، فكانت هجرتهم وتشتتهم في ارجاء المعمورة ، وكانت هذه الهجرة التي شملت نسبة كبيرة من المسيحيين  ، لاسيما بعد سقوط النظام عام 2003 كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ، حيث دقت نواقيس الخطر ، واعلن عن انباء ان العراق في طريقه الى التخلص من مسيحييه ، واعلنت نسبة مخيفة عن هذه الهجرة وعن عدد العوائل التي تهاجر يومياً ، وكان البطريرك الكلداني اكثرهم خوفاً وتوجساً من هذا الخطر المحيق بشعبه ، وفي الآونة الأخيرة عقدت ندوة في بغداد عن تحديات الهجرة ، وقال فيها غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى : ترك البلاد بمثابة بيع الهوية وخيانة للوطن .. وأضاف :
وأعتبر البطريرك ساكو ظاهرة ترك المسيحيين لبلدهم والهجرة نحو المجهول "بألاستئصال عن الجذور والتقاليد الموروثة من حضارة بلاد الرافدين وشكل من أشكال الموت لمن يجهل طبيعة المجتمعات والعقلية الغربية ويجد صعوبة في التأقلم مع اللغة والاعراف المختلفة عن ثقافتنا ولغتنا ومبادئنا". ولكن مع ذلك يضيف غبطته :
رغم أن مستقبل المسيحية والكنيسة الكلدانية يكمن في العراق حيث اللغة والتراث والطقس وليس في بلاد الانتشار ، أكد البطريرك ساكو أن حضورنا لا يخضع للعدد سواء كنا أقلية أو أكثرية  بقدر ما هو مرهون بالتزامنا المعطاء وتأثيرنا في المجتمع العراقي.
وكلمته حسب الرابط :
http://splashurl.com/l287qdf
ومهما كان فإنه لا بد من مراعاة الأمر الواقع ، فإن المسيحيين بشكل عام والكلدان بشكل خاص اليوم نلقاهم منتشرين في بلدان المهجر ، والأسباب متعددة ولكن النتيجة واحدة ، ، ولهذا ينبغي ايجاد آصرة تربط هذا المكون وتجعله قوماً واحداً إن كان في وطنه او في حله وترحاله ، وهذه الآصرة هي القومية التي تربط هذا المكون وتمنعه من التشتت ونسيان الهوية . إن فكرة تأسيس الرابطة الكلدانية تعتبر حلقة مهمة في تلك السلسة التي تشكل مقومات القوم الواحد . ومن قراءة اوليات تأسيس الرابطة الكلدانية نقرأ ان :
حشد طاقات الكلدان في الداخل والخارج وتعزيز العلاقات داخل البيت الكلداني.
كما نقرأ
الرابطة ليست جبهة منغلقة ضد أحد، بل منفتحة على الكل.  هدفها  مدني وانساني ومسيحي وكلداني،  تسعى لخدمة الكلدان والمسيحيين والدفاع عنهم بأسلوب حضاري هادئ  وتمد  الجسور بين العراقيين في سبيل عيش مشترك متناغم  وتسعى لنشر تراثنا المشرقي وتأوينه وتفعيله .
كما ورد ان :
الرابطة عالمية لا تقتصر على بلد معين أو جماعة محددة، لكنها تتشكل أساسًا من النخبة الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية .
وورد ايضاً :
العمل على الحفاظ والدفاع عن حقوق الكلدان والمسيحيين الاجتماعية والثقافية والسياسية وتشكيل قوة ضغط لاستمرار وجودهم في البلد الأم بطريقة متساوية راجع الرابط :
http://splashurl.com/klhhzwv
والرابط :
http://splashurl.com/mo4ynyh
إن هذه المعطيات وغيرها تعطينا الخطوط العريضة لعمل هذه المنظمة المهمة . وكما يقال ان تصل متأخراً خير من ان لا تصل ابداً ، فهذه المنظمة كان يجب ان يسبق تأسيسها هذا الوقت . واليوم كانت المبادرة من اعلى المصادر ، وإن تأسيس مثل هذه المنظمة يعتبر وضع حجر الزاوية في بناء البيت الكلداني . وهذه المنظمة ليست من باب الترف ، إنما هي ضرورة موضوعية خلقتها الظروف التي تحيط بشعبنا الكلداني وببقية مسيحيي العراق بشكل عام .
إذا اهملنا التعاريف الكلاسيكية لمفهوم القومية ، من اقتصاد مشترك وجغرافية مشتركة ، ولغة مشتركة الى آخره من المشتركات ، ونحاول التقرب من المصالح والمصير المشترك سوف نجد تفسير مفهوم لمعنى القومية ومعطيات نموها ، وسوف نشير الى واقع عشناه في القوش ، إذ كان هنالك بين الأهالي خلافات واختلافات في الحياة اليومية لأهل القوش ، ولكن حينما يصدر نداء النجدة ( هاوار ) كأن يجري الأستيلاء على قطيع غنم او ابقار القوش ، فيهب الجميع ، ليس اصحاب الغنم او اصحاب البقر فحسب ، بل جميع الرجال يلجأون لحمل السلاح  ، وتذوب كل الخلافات القديمة في بودقة مصلحة البلدة ومصيرها .
 هذه هي المشاعر القومية التي تحرك الشعوب ، لدينا تجربة الأكراد حيث ان التقسيم العشائري كان شديداً بينهم ، كما ان الجغرافية الجبيلة قد ساهمت بهذا التقسيم ، ولكن حينما وجدت هذه العشائر ان شعوب المنطقة قد كونت دولها بعد تفكك الأمبراطورية العثمانية مثل العرب والأرمن واليونان والأتراك ، فدأبت المشاعر القومية تدب بين مواطنها لتعلن وتكافح من اجل تحقيق اهدافها القومية العابرة للروابط القبلية والمناطقية وغيرها ، هذا ما لمسناه ايضاً في القبائل الآثورية ايضاً التي كانت متمركزة في جبال حكاري ، حيث بقيت هذه العشائر محافظة على ولاءاتها العشائرية ، مع رابطة دينية مبنية على المقدس بولاء كبير للرئيس الديني ، والذي كان بمثابة الرئيس الدينيوي ايضاً ، لكن بقي الرابط القومي غامضاً ومتخفياً لحين تعرض تلك القبائل ( مجتمعة ) الى هجمة استهدفت مصيرهم ( جميعاً ) فكانت ولادة الشعور القومي الأثوري  ومن ثم تطور الى آشوري بعد الحرب العالمية الأولى ولحد اليوم .
الشعب الكلداني تعرض في وطنه الى هجمة إرهابية استهدفت وجوده ومصيره في وطنه ، كما تعرض الى حملة اخرى استهدفت الى إلغاء اسمه القومي التاريخي الكلداني في وطنه العراقي . هنا اود ان اشير الى تاريخ قريب ينبغي الأستفادة منه ، فغايتنا من قراءة التاريخ هي للاستفادة من تجاربه ، وإلا ما فائدة قراءة وقائع واحداث قد مرت وطواها الزمن ؟
وهنا اشير الى تجربة الأتحاد السوفياتي السابق التي عايشنا ظروفها عن كثب ، لقد كان الأتحاد السوفياتي السابق قد وحدته الآيديولوجيا ، ورغم نظام الجمهوريات وكيانات الحكم الذاتي ، فإن الأتحاد السوفياتي السابق كان يرتكز على حكم مركزي ، وبقيت مسألة المشاعر القومية كامنة كالجمر تحت الرماد ، وحينما تراخت القبضة المركزية الصارمة بعد 75 سنة من الحكم  انبعثت تلك الجمهوريات المستقلة المبنية على معطيات قومية بالدرجة الأولى . وهذه تجربة يمكن الأستفادة منها بأنه لا يمكن دفن المشاعر القومية لدى الشعب الكلداني مهما كانت المزاعم والمبررات ، إن كان بعضها يدعي بأننا شعب ضعيف منقرض ، وإن الوحدة بيننا تقضي بعدم الدعوة لتنمية المشاعر القومية الكلدانية كل هذه المزاعم ليس لها اساس من الصحة لأنها تصب في خانة الفكر الإقصائي لمكون عراقي كلداني اصيل .
إن المنطلقات القومية لا تعني العمل القومي فحسب بل ان التمسك بالأسم القومي وباللغة القومية ، وبالأناشيد والأغاني والموسيقى والغذاء والأزياء القومية والتقاليد والعادات والأوابد والأعياد والأهازيج والقصص والحكايات والفولكلور .. كل هذه عناصر مهمة لبقاء القومية .
اليوم يبادر البطريرك الكلداني الموقر مار لويس روفائيل ساكو على طرح مقترحه لتأسيس رابطة كلدانية ، إنها حقاً لبنة مباركة في عمارة المصير والوجود الكلداني . برأيي المتواضع ان منظمات المجتمع المدني لها دور كبير في رفد الفكر والثقافة والفن ، إضافة الى كونها مراصد لمراقبة الإداء الحكومي ، وإبراز مكامن الخطأ لمعالجتها ووضع الحلول الصائبة لحلها ، هنالك من يقف بالضد من هذه المنظمات باعتبارها لا تؤدي المهمات الملقاة على عاتقها ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، ثمة من يرى ان هذه المنظمات تحمل الأسم الكلداني فحسب ، وكمثل غير حصري جمعية الثقافة الكلدانية ، التي ليس بمقدورها تجسيد الأسم الذي تحمله في نشاطاتها ، وهنا يأتي دور التمويل ، فإن من يمول ويدعم هذه الجمعية وغيرها ، يعمل على سحب الجمعية نحو خطابه السياسي والثقافي .
اريد هنا ان اكون صريحاُ فنحن الناشطون في العمل القومي الكلداني ، نتحمل جزء من المسؤولية ففرع هذه الجمعية في القوش او عنكاوا ، لم تمنع يوماً نشاط كلداني ، فالتقصير من جانبنا ايضاً ، ولهذا نشاط كل منظمة متوقف على نشاط اعضائها ومؤازريها وأصدقائها ، ونشاطها وحراكها من نشاطهم وحراكهم .
في الحقيقة ان العمل السياسي والقومي والأجتماعي كل ذلك يتطلب قدر كبير من التضحية والتفاني ، وانطلاقنا يكون بأيماننا بقضية شعبنا العادلة ، وهذه المسؤولية جسيمة يتحملها السياسي والناشط في المجال القومي والفنان ورجل الدين والمرأة والعامل والفلاح والطالب ، وكل فرد مثقف واعي من هذا الشعب ، فالمسألة هنا تتعلق بمجمل العمل الجماعي والتنسيق بين الجميع وبرأيي الشخصي ان الرابطة الكلدانية ستشكل القاسم المشترك الذي يمكنه التنسيق بين كل تلك الجهات لوضع قضية الشعب الكلداني وقضية المسيحيين عموماً في المحافل الوطنية والأقلمية والدولية ، ويبرزونها كقضية عادلة في وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة .
وفق الله كل الخيرين لغرس هذه الشتلة المباركة ( الرابطة الكلدانية ) ورعايتها لتنمو وتزدهر لما هو خير بيتنا الكلداني وعموم المسيحيين والوطن العراقي برمته .
د. حبيب تومي / اوسلو في 02 / 03 / 2014

غير متصل عبد الاحد قلــو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاب المحترم نوئيل فرمان ..مع التحية
 مقالتك هذه، فقد توضحت امور كثيرة من خلالها.. وكما هو الحال في الرابطات الاخرى من مارونية وسريانية وغيرها ، فمن حقنا نحن الكلدان ان نشكل رابطتنا لكل من يعتز بكلدانيته في سبيل خدمة شعبنا المسيحي في العراق وبجميع انتماءاته وطوائفه.. والذي يمر بظروف قاسية تحت رحمة مكون وآخر، فارضا شريعة احادية التوجه والتفكير بعيدا عن حقوق الانسان، في الوقت الذي يفترض ان يكون هنالك مساواة للجميع بدرجة واحدة متساوية من المواطنة في بلدنا العراق والبلدان المجاورة له.
وعليه وللمشاركة في ديمومة هذه الرابطة وللمساهمة الجماهيرية للكلدان في العراق وبلدان المهجر، فقد كان لي مقترح احياء الدولار الكلداني من خلال مقالتي الموجود رابطها في اسفل هذا الرد والمنشورة في مواقعنا التي تمثل مكونات شعبنا العديدة..
ولكن للأسف لم يتم نشرها في موقع البطريركية الكلدانية هذا وعلى ان يكون المانع خيرا، والغاية منها بان يشارك كل فرد كلداني بما يعادل الدولار الامريكي الواحد من العملات التي تمثل البلد الذي يعيشونه والموضحة تفاصيلها في رابطنا ادناه ومن الرب التوفيق..
http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=6463