المحرر موضوع: نواب: تهجير مسيحيي الموصل الصفحة الثانية لمخطط تقسيم العراق وعلى بغداد وأربيل والأمم المتحدة حمايتهم  (زيارة 1062 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ilbron

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6863
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
 


 

المدى برس/ بغداد

دعا نائب مسيحي، اليوم السبت، الأمم المتحدة إلى التدخل لإنقاذ المسيحيين في الموصل بعد قيام تنظيم (داعش) بتهجير الآلاف منهم وسلب ممتلكاتهم في "فعل إجرامي" لم تشهده المدينة منذ 1400 سنة، وفي حين عد نائب عن حزب الفضيلة أن التهجير هو الصفحة الثانية من مخطط تنفذه مخابرات إقليمية لتقسيم العراق على أسس طائفية وعرقية، طالب نائب عن ائتلاف متحدون للإصلاح بغداد وأربيل تحمل مسؤوليتهما لحماية المسيحيين.

وقال النائب يونادم كنا، في حديث إلى (المدى برس)، إن "تنظيم داعش هجر آلاف المسيحيين من الموصل وقام بسلب ممتلكاتهم"، مشيراً إلى أن "الموصل لم تشهد مثل هذا الفعل الإجرامي منذ 1400 سنة حيث كان أهلها من المسيحيين والمسلمين يعيشون متحابين في سلام".

وأضاف كنا، أن "عدداً كبيراً من العوائل  المسيحية هربت من الموصل بعد تهديد داعش لهم"، داعياً الأمم المتحدة إلى "التدخل لإنقاذ المسيحيين في المدينة".

من جانبه دان النائب عن كتلة متحدون للإصلاح، خالد المفرجي، ما يتعرض له المسيحيون في الموصل من "تهجير وسلب"، داعيا الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان والأمم المتحدة إلى "تحمل مسؤوليتهم لحماية المسيحيين".

وقال المفرجي في حديث إلى (المدى برس)، إن "ائتلاف متحدون يرفض بشدة ما يتعرض له المسيحيون من تهجير وسلب لأن قوة الشعب العراقي تتمثل بتنوع نسيجه الاجتماعي"، مطالباً الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان والأمم المتحدة بضرورة "التدخل لحماية المسيحيين".

واستبعد النائب عن كتلة متحدون للإصلاح، مشاركة "رجال العشائر والحراك الشعبي بالتهجير"، وتابع لأن "أخلاقهم لا تسمح لهم بمثل هذه الأعمال الدنيئة".

إلى ذلك اعتبر النائب عن حزب الفضيلة الإسلامي، جمال المحمداوي، أن "تهجير المسيحيين من الموصل هو صفحة من مخطط إرهابي تقف خلفه مخابرات دول إقليمية لتقسيم المنطقة على أسس طائفية".

وقال المحمداوي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "تهجير المسيحيين من الموصل يشكل صفحة من مخطط إرهابي تقف خلفه مخابرات دول إقليمية "، مشيراً إلى أن "الصفحة الأولى كانت على أسس طائفية من خلال استهداف الشيعة، والأخرى كانت على أسس أثنية باستهداف المسيحيين الذين يعتبرون جزءاً مهماً من  نسيج المجتمع العراقي".

اتهم النائب عن حزب الفضيلة الإسلامي، "داعش ومن يتعاونون معه لتهجير المسيحيين أداة لمشروع يرمي لتقسيم المنطقة على أسس طائفية واثنية"، عاداً أن "ما يحدث في الموصل يشكل إرهاباً وليس ثورة كما يدعون".

وكان شهود عيان من أهالي نينوى، أفادوا أمس الجمعة،(الـ18 من تموز 2014 الحالي)، بأن عشرات المسيحيين "يهربون"، من مدينة الموصل،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، بعد تلقيهم تهديدات "بالقتل من قبل تنظيم داعش"، إذا لم يغادروا المدينة حتى السبت، وفي حين بينوا أن عناصر التنظيم كتبوا على منازلهم عبارة "عقارات الدولة الإسلامية"، أكدوا أن عناصر "التنظيم ومناصريهم" من أهالي المدينة، بدأوا "عمليات المصادرة لأموال المسيحيين".

كما استنكر بطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس رؤفائيل الأول ساكو، أمس الجمعة أيضاً، تهديد تنظيم (داعش) للمسيحيين في الموصل بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو النزوح من أماكنهم، وفيما  بين ان هذه الدعوات تأتي عكس ما نادى به الدين الاسلامي، أكد ان العراق مقبل على كارثة انسانية وحضارية وتاريخية في حال عدم معالجة هذه الظاهرة، داعيا المسيحيين الى فهم ما يخطط للمنطقة ويتكاتفوا بالمحبة ويلتفوا حول كنيستهم لعبور "العاصفة".

يذكر أن تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، في (العاشر من حزيران 2014)، واستولى على المقار الأمنية فيها ومطارها، وأطلق سراح المئات من المعتقلين، ما أدى إلى نزوج مئات الآلاف من أسر المدينة إلى المناطق المجاورة وإقليم كردستان، كما امتد نشاط داعش بعدها، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى.

ويتعرض المسيحيون في العراق إلى أعمال عنف منذ سنة 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو في آذار 2008، كان أبرزها حادثة اقتحام كنيسة سيدة النجاة من قبل مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة في سنة 2010.

وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد أحداث غزو العراق.