أن ما تشهده نينوى – الموصل وأطرافها ومدن أخرى في العراق يعد جرائم أبادة وتطهير عرقي بكل المقاييس.
هي بكل تاكيد جرائم ابادة في كل المقايس. وهنا اريد ان اشير الى سوء الفهم لجرائم الابادة عند البعض. هناك من يعتقد بان جرائم الابادة والاعتراف بها يتطلب عدد كبير من الضحايا بان يكون عدد الضحايا بالملايين كما حدث لليهود في فترة النازية. او ان هناك من يعتقد بان وقوع اعداد هائلة من الضحايا كافي لاعتبارها جرائم ابادة.
هذا السوء الفهم يمكن توضيحه بالاعتماد على ما تقوله الامم المتحدة .
تعني الإبادة الجماعية أيا من الأفعال التالية، المرتكبة علي قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو اثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه: :
(أ) قتل أعضاء من الجماعة،
(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة،
(ج) إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا،
(د) فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة،
(هـ) نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلي جماعة أخرى.
والامم المتحدة توضح ذلك بان :
اولا : المجموعة المحددة يجب ان تكون محددة بطابع ديني قومي اثني عرقي.
ثانيا : الابادة الجماعية لا علاقة لها باعداد القتلى وهي مغالطة يقع بها البعض ويستعملها اخرين عن قصد للتقليل من اهمية الابادة الجماعية حيث يقارنون اعداد القتلى مع حروب بين دول او حروب اهلية
هنا امثلة كتوضيح:
لو تم قتل مليون شخص ولم يكن غرض قتلهم تدمير او اعاقة وجودهم بسبب ديني او قومي او اثني او عرقي فان هذه ليست ابادة جماعية Genocide.
ولو قتل شخص واحد وكان هناك نية متعمدة عن قصد غرضها تدمير او اعاقة وجود مجموعة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لاسباب دينية او قومية او اثنية فهذه هي ابادة جماعية.
مفهوم الابادة الجماعية يعتمد على غرض وغاية المجرم فيما اذا كان غرضه وغايته تحطيم وتدمير وجود جماعة للاسباب اعلاه.
لذلك فان تفجير الكنائس ونهبها وسلبها والتهديدات : اما ان تتحول عن دينك او ان تدفع الجزية او ان ترحل او ان نقتلك...هي بالطبع ابادة جماعية بكل المقايس وهي اشار اليها ايضا نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان ووصفها بالقتل الجماعي للمسيحين.
في الوقت الذي نعلم فيه ان السلطات العراقية فشلت في توفير الأمن وفي تحمل مسؤولية فرض سيطرة الدولة على كل اراضيها وأنها ليست اليوم جديرة بالتعويل عليها لأنقاذ الموقف وأتخاذ التدابير اللازمة لحماية المواطنين، وخاصة ألأقليات التي تواجه الموت يوميا، نستغرب ونشجب سكوت الرأي العام العالمي والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، التي بيدها كثير من خيوط اللعبة في المنطقة، والأتحاد الأوروبي وعدم تحمل مسؤوليتها بالدفاع عن حقوق الأنسان وحق الشعوب والأقليات بحياة آمنة وكريمة.
السلطات العراقية بالفعل وبكل تاكيد فشلت في توفير الأمن وفي تحمل مسؤولية. وهنا ليس هناك احد بحاجة الى ان يوجه لها اية مطاليب. لماذا نوجه مطاليب الى جهات فاشلة؟ اليس ذلك مضيعة للوقت اللذي لن يحقق اي شئ؟
هناك صيغة تم تقريرها من قبل الامين العام للامم المتحدة حول مسؤولية الحماية والتي تقول بحرف واحد بانه
لم تعد السيادة توفر للدول حماية حصرية من التدخل الأجنبي؛ فمناط السيادة أن تكون الدول مسؤولة عن حماية كل مواطنيها. بمعنى لم يبقى امام اية جهة لتشير الى اي شئ مثل "السيادة" عند مطالبتنا للتدخل العالمي لقضيتنا ولايقاف جرائم الابادة ضدنا.
مبدأ مسؤولية الحماية يتكون من ثلاثة فقرات:
اولا: تقع على عاتق الدولة المسؤولية الرئيسية عن حماية السكان من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية والتطهير العرقي، ومن التحريض على ارتكاب تلك الجرائم؛
ثانيا: تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية تشجيع الدول على الوفاء بهذه المسؤولية ومساعدتها في ذلك؛
ثالثا: تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية استخدام الوسائل المناسبة الدبلوماسية منها والإنسانية وغيرها لحماية السكان من هذه الجرائم.
وإذا ظهر عجز الدولة البين عن حماية سكانها، يجب أن يكون المجتمع الدولي مستعدا لاتخاذ إجراء جماعي لحماية السكان، وفقا لميثاق الأمم المتحدة.وحسب ملف موقع عنكاوا فان عجز الدولة واضح جدا في تقديم اية حماية ولم يبقى لدينا حسب القوانين الشرعية الدولية سوى المطالبة بمسؤولية المجتمع الدولي لاتخاذ إجراء جماعي لايقاف جرائم الابادة ضد ابناء شعبنا.
في حالة عدم قيام المجتمع الدولي بتحمل المسؤولية لحمايتنا فهذا يتم اعتباره مشاركة من قبل المجتمع الدولي في جرائم الابادة ضد ابناء شعبنا. بمعنى اننا ينبغي ان لا نقدم مطاليب للمجتمع الدولي فقط وانما ان نشتكي ضد المجتمع الدولي لعدم قيامه بتحمل مسؤولياته وفق قرارت الامم المتحدة.
أكتبوا أعزائنا هنا في هذا الملف المفتوح لكم، أضيفوا مساهماتكم ، تكلموا بالصوت والصورة عما يجري للعراق وللأقليات فيه، أحتجوا وتضامنوا وأقترحوا الحلول الواقعية الممكنة.
وهذا هو الطريق الوحيد امامنا. ينبغي ان لا ينتظر اي شخص منا ان تفعل الاحزاب او اية جهات اخرى اي شئ. انها ستبقى تاريخيا مسؤولية
كل فرد من افراد ابناء شعبنا في ان
ننظم نفسنا بانفسنا للخروج في احتجاجات يتم توثيقها وعرضها هنا حتى تحفز الاخرين. هي ليست مسؤولية الاحزاب او منظمات ابناء شعبنا لوحدهم, وانما مسؤولية
كل شخص وكل فرد من ابناء شعبنا.
السؤال اللذي يبقى محير هو الاسباب الحقيقية الغير المعلنة لعدم قيام العراقيين وبالاخص الجمعيات والمنظمات العربية او الاسلامية وبالاخص العراقية سواء في داخل العراق او بالاخص في خارجه باية مسيرات واضحة لتعلن رفضها الواضح للاعمال الاجرامية التي تقوم بها داعش؟ الا يبدون كلهم موافقين على داعش؟
وانا انصح القراء لقراءة الرابط التالي لكونه يحوي الكثير من المعلومات والمقررات حول
مسؤولية الحماية لمنع الابادة الجماعيةhttp://www.un.org/ar/preventgenocide/adviser/responsibility.shtml