حق تقريرمصير كوردستان .. مكانة ودور المسيحيين فيها
بقلم جمال مرقس
كوردستان الكبرى مجزئة بين اربعة دول مجاورة تتكون من خليط متجانز من الاكراد هم الاكثرية ومكونات اخرى كألمسيحيين ( السريان- الكلدان -الاشورين- الارمن ) وكذلك الايزدية والشبك والتركمان . الاكراد لديهم تاريخ طويل حيث يعود الى حوالي ( 700 ) سنة قبل الميلاد حسب ما هو مذكور في التاريخ وبموجب السنة الكردية المتعامل بها رسميا في الاقليم عبر هذا التاريخ الطويل برزوا عدد هائل من القادة التاريخيين وحاول ان يكون لهم كيان دولة مستقلة ضمن اطارمحيطهم الجغرافي والمحاولات الاخيرة كانت في القرن التاسع عشرومن تلك المحاولات منها المرحوم الشيخ ( محمود الحفيد ) وبعدها اعلان جمهورية مهاباد بقيادة المرحوم( القاضي محمد ) واخرها ثورة ايلول بقيادة المرحوم ( مصطفى البارزاني ) الذي استطاع ان يحصل على الحكم الذاتي لكردستان بموجب اتفاقية (11 اذار /1970 مع نظام البعث حيث دامة الاتفاقية لمدة اربعة سنوات ثم انهارة نتيجة تنصل السلطة من نص الاتفاقية .
بعد ازاحة النظام الدكتاتوري من السلطة سنة (2003) بفضل ومساعدة ( الامريكان ) انفتحت الساحة السياسية في العراق على مصراعيها وخلال هذه االسنوات وحتى هذا اليوم وبأسم الحرية والديمقراطية جرى ما جرى من المأساة لا تحص ولا تعد وبعد كل هذا وذاك من المد والشدالطويل بين حكومة الاقليم والاتحادية تبين هناك قد برزت اصوات هائلة وبالملايين قد تنسب الى 100% من اصوات الشعب الكردي والكوردستاني مطالبين بحق تقريرمصير الأقليم اي كيان مستقل لدولة كوردية وخاصة بعد مناشدة الرئيس ( مسعود البارزاني ) وتوصيته لبرلمان الاقليم بتشكيل مفوضية لغرض الاستفتاء حول تقرير المصير . هنا بيت القصيد بالنسبة لنا نحن كمسحيين العراق والاقليم ماذا علينا ان نعمل وكيف يكون موقفنا ومكانتنا في الكيان الكردستاني المستقل القادم ؟
حتما ستظهر مواقف واراء عديدة ومتابينة ولكن قبل البدء بأبداء الرأي اقترح مراجعة تاريخنا نحن المسيحين ( بكافة تسمياتنا ) على الاقل خلال قرن التاسع عشر وما بعده لكي نضع في كفتي الميزان ما لحق لدينا من الحسنات في جهة ومأساة في جهة ثاني ثم نقرر ما هو من مصلحتنا لكي لا نرتكب جريمة تاريخية لمستقبل اجيالنا القادمة . هذا الموضوع حساس ودقيق جدا نحتاج الى الدراسة و التأني في اتخاذ القرار لأنه مصيري بالنسبة لنا . اذا علينا اولا ان ننظم بيتنا المخربط سياسيا واجتماعيا ودينيا وان ننسى الماضي اللأليم ونبني بيت يسع للكل ضمن عائلة واحدة ومن ثم يقررون قادة تلك العائلة مصيرنا والى اين نتجه وبعكس ذلك سيكون مصيرنا اسوء مما عليه حاليا .
لذا امامنا فرصة ذهبية قيمة جدا يجب استغلالها لصالحنا والاسباب الموجبة كثيرة لكي نعيش سعداء احرار والكل يعلم اننا لم يبقى لدينا شبر من ارض العراق ان نعيش فيها بأمان ما عدا اقليم كوردستان الذي نحن فيه عبر التاريخ الطويل . ما حصل لنا في موصل حصل ايضا في بصرة وبغداد ورمادي وتكريت وديالى ، اذا نحن مستهدفين دينيا اولا ثم قوميا ......هذا واترك الموضوع للجمهور المسيحي اولا ثم لقادتنا الدينية والسياسية والاجتماعية ؟