المحرر موضوع: شعبي يطحن كحبة الحنطة بين انياب الوحوش  (زيارة 1365 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير شبلا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 273
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شعبي يطحن كحبة الحنطة بين انياب الوحوش
سمير اسطيفو شبلا
الاضطهاد يستمر منذ ولادة الافكار الوضعية، الاخ يقتل اخاه "هابيل وقايين" نموذجاً، ويستمر القتل والتهجير المنهجي "ادم وحواء خارج الجنة" وهكذا تأتي الامبراطوريات وتحارب من اجل شهوة السلطة وليس من اجل البقاء للاقوى، يصلب المسيح على خشبة من ارذل ما رواه التاريخ من ميتة في ذلك الوقت! بعد ان اهانوه وبصقوا في وجهه ثم صلبوه ومات وقام في اليوم الثالث (شبه به عند الاسلام!!! لكن اليوم احدهم يكتب ردا على مقالتنا "داعش ومار كوركيس والموصل" ان يسوع الناصري كان ارهابياً!!!! كيف شبه به كونه روح الله كما جاء في القرآن الكريم لان الروح لا تموت) وكيف انه ارهابي؟ 
نعم انه المسيح لانه قال لنا: احبو اعدائكم،، احبوا مبغضيكم – عند صلبه قال: اغفروا لهم لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون – وفي قول اخر: احبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم – سلامي اعطيكم – الذي يأتي بالسيف بالسيف يزول – سيضطهدونكم باسمي – وتستمر الاضطهادات والمسيحية كعشب "الثيل" كلما قطعوها نبتت من جديد واقوى من قبل، وما احداث العراق/الموصل الا مرحلة من مراحل التاريخ التي فيها يضطهد العراقي الاصيل من (المسيحيين واليزيديين والشبك والعرب السنة والشيعة على السواء والاكراد ايضا) ولكننا كمسيحيين مشهود لنا عبر التاريخ القديم والجديد باننا ناس مخلصين – مسالمين – مسامحين – كفوئين – مضحين لذا سمونا حرف "النون" اي جماعة "نحن" وليس فرد "انا"
تألمنا ونتألم كل يوم لا بل كل لحظة، ولكن ألمنا في داخله فرح وهذا ما يخوف الوحوش منا، ألمنا يشبه مخاض الولادة وبعده فرح الطفل المولود! اذن كل يوم او كل لحظة نقوم فيها بعمل ما هو بالنسبة لنا (ألم وفرح – موت وقيامة)




لعنة الله على كراسيكم
لا يكفي الاحتجاج والمظاهرات والتنديدات وسحب الصور، بل لتنزلوا من على كراسيكم وتعيشون مع شعبكم المتألم لتتألموا معه! نعم تتألمون معه عندها تصبحون قادته ان كنتم رجال دين او سياسيين او حقوقيين او اداريين، تصبح كراسيكم لعنة عليكم عندما تقبضون 130 مليون دينار ولم تضعوا البسمة على شفاه (على الاقل من انتخبكم) حضرتم جلسة البرلمان لمدة 25 دقيقة وقبضتم المقسوم وخرجتم مرتاحين ونسيتم الاصوات التي منحتكم الثقة والجلوس على كراسيكم، لم نسمع احدكم ولو من اجل ذر الرماد في العيون باعلان ان يكون نصف راتبه لمشاريع يستفاد منها شعبكم الجريح والمتالم، اذن سيلعنكم التاريخ قبل ان يلعنكم شعبكم ايها القادة السياسيين والدينيين ايضا ان لم تتألموا عمليا مع شعبكم المجروح دائماً، لا تنتزع الحقوق بالكتابات والشعارات والمظاهرات الانية (مثل الذي يطفأ النار في بيته ولا يفكر بمصدر النار نفسه) يقول لكم شعبكم: سئمنا من نظرياتكم وندواتكم وفلسفتكم ولاهوتكم، انزلوا وعيشوا جرحنا وألمنا عندها تشعرون بنا وتكون قراراتكم عملية! لنتحد جميعا ونكون بلسم يشفي جروحه المزمنة




عنوان المقال من القديس "اغناطيوس الانطاكي"
فكر عنوان المقال اتى من دراسة تاريخ القديس اغناطيوس الانطاكي الذي ولد عام 30م من اعمال سوريا الحالية، حيث قال في احدى خطبه "
 "أطلب إليكم ألا تظهروا لي عطفًا في غير أوانه، بل اسمحوا لي أن أكون طعامًا للوحوش الضارية، التي بواسطتها يوهب لي البلوغ إلى الله. إنني خبز الله. اتركوني أُطحن بأنياب الوحوش لتصير قبرًا لي. ولا تترك شيئًا من جسدي، حتى إذا ما متّ لا أُتعب أحدًا، فعندما لا يعد العالم يرى جسدي أكون بالحق تلميذًا للمسيح" 
اذن شعبي اراه يطحن بين انياب الوحوش مثل حبة الحنطة التي تصبح خبزاً وتوزع على الفقراء والمحتاجين، هكذا يعيش شعبي الاصيل بين انياب الوحوش في الموصل/الحدباء – فمتى يصبح خبزاً ليطعم الجياع، وثوبا ليكسو العريان وماء باردا ليشرب العطشان، الجواب لدى الاحرار والشرفاء من ابناء شعبي ليوحدوا كلمتهم على الاقل! ان لم تموتوا مثل حبة الحنطة لا تنبت هناك سنابل 
30 تموز 2014