تعرض ويتعرض أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري (المسيحي) في العراق عبر تاريخه الى نكبات ومصائب وصعوبات وتهجير قسري لكن هذه المرة جاءت بصورة أكثر إذلالاً وانتهاكا لكل المفاهيم والقيم الإنسانية في ظل فراغ سياسي خطير وعجز وفشل الحكومة العراقية في توفير الامن والاستقرار في محافظة نينوى لشعبنا وبقية المكونات القومية والدينية الصغيرة من عمليات القتل والتطهير العرقي والتهجير القسري حيث اقدمت عصابات داعش الارهابية منذ سيطرتها على مدينة الموصل بأقتراف ابشع الجرائم بحق ابناء شعبنا الاصيل الذي يقطن في ارضه التاريخية منذ الاف السنين وذلك بإجبارهم على مغادرة المدينة والهجرة القسرية بعد سلب ونهب ممتلكاتهم ومقتنياتهم وحرق وانتهاك حرمة الكنائس والاديرة ومعالم المدينة الدينية والحضارية في مخطط مشبوه بعد تهديدهم بالقتل في حال عدم اعتناقهم الإسلام ودفع الجزية وان لم يرضخوا لقراراتهم اجبروا على ترك المدينة
وقبل ذلك أقدمت هذه العصابات الارهابية بشن سلسلة هجمات وقصف بالقذائف مدينة بغديدا والتي ادت الى نزوح عشرات الالاف من أبناء شعبنا منها صوب اقليم كوردستان ومناطق أمنة في سهل نينوى ، وطالت اليوم يد الارهاب مدينة تلكيف بعد قصفها بالقذائف وتكرر المشهد من جديد بهجرة عشرات الالاف من ابناء شعبنا من تلكيف والقرى المحيطة بها
والجدير بالذكر منذ بداية هذه الاحداث فان الجماعات الارهابية حرمت منطقة سهل نينوى من الخدمات الاساسية (الكهرباء والماء والمحروقات).
واليوم بعد سيطرة عصابات داعش الارهابية على مدينة سنجار ارتكبت جرائم مروعة يندى لها جبين البشرية لخستها ضد الاخوة الايزيدية المسالمين في سنجار ترتقي الى مستوى الابادة الجماعية حيث بسبب الذعر والخوف من بطش وارهاب داعش نزح أكثر من 200 ألف من أخوتنا الايزيديين الى اقليم كوردستان والالاف الأخرين الى جبل سنجار في ظروف انسانية ومناخية قاسية وبالغة الصعوبة ولا زال الالاف منهم عالقين في الجبال من دون اي حماية او امدادات غذائية او طبية او مأوى
اننا في المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في الوقت الذي ندين ونستنكر بشدة ما تعرض له شعبنا والاخوة الايزيدية وكل المكونات الاخرى في مناطق سيطرة داعش والتي ترتقي لمستوى التطهير العرقي والابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية فأننا نوجه ندائنا هذا الى كافة اعضاء مجلس الامن والمجتمع الدولي للقيام بمسؤولياتهم الاخلاقية لتوفير الحماية الدولية لشعبنا في سهل نينوى والأخوة الايزديين في سنجار وذلك بتوفير الامن والاستقرار لهم وبأسرع وقت ممكن حرصاً على عدم تكرار هذه الجرائم في مناطق أخرى من سهل نينوى.
ونطالب مجلس الامن الدولي وبشكل عاجل بالتدخل العسكري لمساندة الجيش العراقي والبيشمركة وقوات حرس اقليم كوردستان للتصدي والقضاء على عصابات داعش الارهابية، وحث الكتل السياسية الكبيرة على نبذ خلافاتها والاسراع بتشكيل حكومة عراقية جديدة لإعادة زمام امور البلد تحت السيطرة، ولتوفير الامدادات الغذائية والطبية والانسانية للأخوة الأيزديين العالقين في جبل سنجار ولكافة النازحين الى اقليم كوردستان والمناطق الامنة في سهل نينوى لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الأشوري وبقية المكونات الأخرى قبل حصول كارثة انسانية لا تحمد عقباها لان اعداد النازحين يفوق طاقات الاقليم لوجستيا وماليا وتوفير الخدمات الضرورية لهذه المناطق.
كما نطالب المجتمع الدولي بضرورة مساندة ودعم شعبنا المسيحي (الكلداني السرياني الاشوري) لنيل كافة حقوقه المشروعة التي تضمن حقه في أدارة شؤون مناطقه بنفسه وبمشاركة بقية المكونات في سهل نينوى.
رئاسة المجلس الشعبي
الكلداني السرياني الاشوري
