المحرر موضوع: العراق: الإيزيديون ومحنة النزوح...!!؟(*)  (زيارة 636 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باقر الفضلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 495
    • مشاهدة الملف الشخصي
العراق: الإيزيديون ومحنة النزوح...!!؟(*)




باقر الفضلي




سنجار تدخل التأريخ العراقي، عنواناً لأبشع جريمة ترتكب بحق أبناء العراق من الطائفة الإيزيدية، بعد جريمة إحتلال الموصل الحدباء، لتسجل كلمات الفاضلة النائب الإيزيدية فيان دخيل في البرلمان العراقي  بدموعها المحترقة،  نص الوثيقة التأريخية العراقية، التي تدين الإرهاب ومن يقف وراءه، ومن فتح له الطريق ليعيث في الأرض فساداً، ويهلك الحرث والنسل، ويسوم الناس سوء العذاب، تحت راية " لا الله إلا الله " زوراً وبهتاناُ، وامام أنظار العالم الذي وقف متفرجاً طيلة عشر سنوات من حصاد الضحايا الأبرياء من العراقيين، تحت يافطة ما يدعى ب " الربيع العربي" ، وما أطلقه عليه قادة ما يسمى ب " التحرير" في آذار / 2003 ، كل هذا جرى  وهو يجري اليوم، في ظل الحكومة الميمونة ، حكومة تسيير الأعمال، التي أصبح مجرد إستمرار  وجودها في دست الحكم، رغم شرعيته الدستوريه، في ظل ما أحاق بالعراق وشعبه من كوارث إنسانية، وما أثبته فشل وعجز مؤسساتها الأمنية في درء الأخطار التي أحدقت بالبلاد، وآخرها كارثتي الموصل وسنجار، منذ العاشر من حزيران/2014 ، وحده كافياً للتعجيل بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وبالصورة التي تتناسب وحجم الأخطار التي تواجه العراق، وبالموضوعية التي تعني مشاركة ومسؤولية جميع أقطاب العملية السياسية في إدارة البلاد، والإبتعاد عن تهميش أي منها، وتجاوز النواقص والعثرات التي كانت سبباً في الإخفاقات المتواصلة وإستشراء الفساد، والجنوح الى التفرد بالسلطة، والإستئثار بالمصالح الضيقة، الشخصية منها والحزبية، والإنحياز الطائفي والإثني على حساب مصلحة الوطن والشعب..!؟




فالجريمة النكراء التي ارتبكت، بحق أبناء سنجار ، ستبقى صرخة مدوية بوجه كل من أدار ظهره وأدبر أمام الغزو الإرهابي، وتناسى أن واجبه المهني والوطني والدستوري والأخلاقي، يلزمه الثبات في موقعه أمام العدو، وإن مسؤوليته تحتم عليه، الدفاع عن أبناء شعبه وعن حدود بلاده، في وجه عدو لا يرحم..!؟
 
 فإن الدولة ومن خلال مؤسساتها الأمنية والدفاعية، كفيل بها أن تستشعر الخطر المحدق بالوطن، وبكل ما يهدد سلامة وأمن المواطنين، قبل أي جهة أخرى، كما وكفيل بها أن تكون السباقة، في درء الأخطار والكوارث المحتملة وما قد يترتب عليها من آثار مدمرة ومن خسائر وأضرار وإصابات، قد تقع نتيجة لذلك..!؟








فليس هناك من دولة، وهي تمتلك كل ما يعنيه معنى الدولة من سيادة وحدود ومؤسسات أمنية وعسكرية، أن تتعرض سيادتها للخطر من قبل فرق غازية،  وهي تمتلك حق الدفاع عن النفس بموجب ميثاق الأمم المتحدة، ناهيك عما تمتلكه من إتفاقيات أمنية ثنائية مع دول أخرى، ولا تحرك ساكناً،  كما لو أن في الأمر ما يمنعها من ذلك..!؟؟








فالكارثة الإنسانية التي تحيق بالألوف من النازحين من أبناء سنجار من الإيزيديين ومن الأقليات الأثنية والدينية الأخرى مثل الشبك والتركمان والمسيحيين، تنذر بزيادة أعداد الضحايا من النازحين الى جبل سنجار،  خاصة وإن جلهم من النساء والأطفال والشيوخ المسنين والمرضى، وقد إنقطعت عنهم سبل العيش، وحيل بينهم وبين أي مكان آمن، ناهيك عن تعرضهم لشدة وقسوة درجات الحرارة المرتفعة والشحة في مياه الشرب والطعام، الأمر الذي دفع  بالطائرات الأمريكية،  من تقديم المساعدات الغذائية والإحتياجات الإنسانية لتلك العوائل النازحة في جبل سنجار،  وكذلك قصف مدفعية داعش على مشارف أربيل، وهو أمر لا يخلو من دوافعه السياسية إذا ما أراد المرء أن يتوقف قليلاً للتأمل بدوافعه الإنسانية..!؟ (1)




ومع ذلك فإن هذا لا يعفي الدولة العراقية وحكومتها وإدارة الإقليم، وكافة القوى السياسية، من القيام بواجبها الدستوري والوطني، في تقديم العون لتلك العوائل والعمل على إعادتها الى مناطق سكناها ، وتأمين كل ما يعوضها عما إفتقدته جراء إضطرارها الى النزوح الإجباري من مناطقها بفعل الغزوة الإرهابية..!؟(2) 
باقر الفضلي/2014/8/9
_________________________________________________________
(*)  https://www.youtube.com/watch?v=pG0XYx_GcVk
(1)  http://arabic.cnn.com/middleeast/2014/08/09/obama-isis-iraq
(2)  http://www.iraqicp.com/index.php/party/from-p/17925-2014-08-06-15-33-04