نيراريات – 27 -
أشكر داعش جزيل الشكر , فلولاه لما انفجرتْ قريحة الصراخ في حنجرتي , وما توحّدتْ أشلائي المبعثرة هنا وهناك , وما أهتزّ ضمير العالم المقبور ليعود حيّا , وما قفز القلم من تلقاء نفسه الى راحة يدي ليجبرني على الكتابة , وما ثارت براكين السخط في وجدان الشعوب , وما تقزّزتْ ملايين النفوس من الذي يدعو أليه , وما سقطتْ الأقنعة عن وجوه مزيّفة , ولما شدّني أكثر الى وطنيتي وآشوريتي ومسيحيتي .
شهر عسل داعش قريب على الأنتهاء , فألى أين الذهاب أيتها الكلاب المسعورة ؟ .
بعد أن شاهدتُ بأم عيني نخوة الشبيبة في المسيرات التي تستنكر الأفعال الأجرامية الأرهابية , أيقنتُ كامل اليقين أن الجيل الآشوري الجديد هو ثورة جديدة , ينبغي أن نغذّيها بكل ما نملك من طاقات وألا سيُطلق علينا أسم " غبار التاريخ " .
آن الأوان لكل آشوري أن يرسم في ذاته جغرافيته الجديدة في المثلث الآشوري , ولا تكون مجرّد حلم يتلاشى مع بزوغ الشمس , بل تكون عقيدة راسخة في وجدانه يزول ولا تزول .
أتمنى من الجيش العراقي والبيشمركة وكل من يقاتل ضد ألأرهابيين الداعشيين أن يلقوا بجثثهم النتنة خارج حدود العراق كي لا تُدنّس تربته الطاهرة .
لأنهم يهابون ماضينا وحاضرنا , كان عليهم أن يُهجّروا مستقبلنا عن الوطن .
يوم الشهيد الآشوري ليس يوم حزن ولا فرح , بل هو يوم يجعلنا أن نقف على خط يفصل بين الموت والحياة , بين البقاء والفناء , بين الحرية والعبودية , وبين الأنتصار والهزيمة .
قليلوا الأيمان + فاقدي العزيمة + متزعزعي الأرادة = خنازير تتمرّغ في وحل الذل .
بعد أن تتسلم الثورة السلطة , فأما أن تلبس ثوب الديمقراطية الأخضر , أو ثوب الدكتاتورية الأحمر , وفي كلتا الحالتين تفقد لونها الأصلي .
في السابع من آب , ادعوا شهيد الأمس ألى وليمة اليوم علّهُ يفتح لي باب الغد .
لستُ أفهم هذه الحكومة , هل هي حكومة مُتدقرطة أم مُتدكترة ! , حتى الوطن احتار في أمرها , لذلك قرر وطني أن يهرب من الوطن ويطلب اللجوء الأنساني الى وطن آمن يستوطنه .
القمع هو الوقود الحقيقي لأشعال فتيل الثورة .
في مسيرة الثورة وجوه متعددة : مخلصون , متآمرون , لصوص , أنتهازيون , أنهزاميون ووووو .. مقصلة واحدة تفي بالغرض .
صنع الله الشمس لتكوني لها الضوء , ثم صنع القمر لتكوني له النور , وخلق الوردة لتكوني لها العطر , و أخيرا فكّر في خلقي لأكون لك عاشقا مجنونا .
في البدء كان الحب , وكان الحب عند حبيبتي , وكانت حبيبتي هي الحب.
سقطت التفاحة على رأس نيوتن ففقد جاذبيته .
عندما رأيتُ أن قنديل القمر الذي علّقه الله في السماء منذ بدء الخليقة لم يعد كالسابق قادرا على أنارة ليل العشاق , كلّمتُ الملائكة أن ينقلوا الى الله اقتراحي بوضع وجهكِ مكان القمر العجوز
بعدما عشقتك تغيرتْ خارطة حياتي التي كانت تحيطها صحارى قاحلة , فأصبحت حدودها كما يلي :
يحدها من الشمال جبال جمالكِ الشامخة , ويحدّها من الشرق شمس ابتسامتك المستديمة , ويحدّها من الغرب بحر حنانكِ العميق , وتحدّها من الجنوب ظلالك التي تتجسّد في وجداني .
رسم الله صورتنا بيديه , ورسمنا صورته بعقولنا .
* * *
نينوس نيراري آب / 12 / 2014