لأول مرة ومنذ 1700 عاماً، لن تقرع كنائس الموصل، أجراسها تنديداً لإقتلاع المكون المسيحي أقدم بشر العالم في العراق، بالكامل بسيوف الدولة الإسلامية التي شردت نحو 150 مسيحياً إلى العراء.
نازك محمد خضير – بغداد
رصدت مندوبة "روسيا سيغودنيا" حالة النزوح للمسيحيين، عدا الذين يمتلكون جوازات سفر أرست بهم في قارات العالم الآمنة، منذ سقوط الموصل شمالي بغداد، بقبضة تنظيم "داعش" الإسلامي، قبل عشرة أسابيع.
وقال يونادم كنا، السكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية، لـ"روسيا سيغودنيا"، إن ما لايقل عن 150 ألف نسمة من المسيحيين، نزحوا من تلعفر "أكبر أقضية العراق" قرب الموصل، وسهل نينوى، إلى إقليم كردستان.
وأضاف كنا، الذي يترأس كتلة الرافدين المسيحية في الحكومة، أن الناحية اللوجستية الإستيعابية للنازحين من قبل حكومتنا متواضعة نسبة إلى حجم النازحين الهائل، إضافة إلى وجود 400 ألف نازح سوري في الإقليم، مع نصف مليون نازح عراقي.
وتفترش آلاف العوائل المسيحية، الحدائق في عين كاوه، وأنحاء من أربيل، في إقليم كردستان، الأرض للنوم والطعام أن وجد من المساعدات التي لا يصلهم منها الإ القليل، حسبما نوه كنا.
وذكر كنا، أن تنظيم "داعش" إقتلع مكونات كاملة، أكثر من 600 ألف إنسان من تلعفر غالبيتهم من الأقليات وبينهم عدد من المسيحيين.
ونزح 30 ألف مسيحي من الموصل، نحو سهل نينوى، إقليم كردستان، والخارج، بغضون ساعات إثر فتوى نحر المسيحيين الذين لم يعتنقوا الإسلام، بسيوف "داعش" الذي نسف الكنائس وحول الآديرة إلى دور للذبح والتوبة.
وألمح أبو سامر "60 عاماً" مواطن مسيحي عراقي، في حديث لـ"روسيا سيغودنيا"، إلى أن كنائس الموصل التي نسفها تنظيم "داعش" لن تقرع أجراسها وهو حدث لم تشهده منذ 1700 عاماً وفق تأريخنا.
إجلاء آلاف العوائل المسيحية إلى الجنوب العراقي
وتأميناً لحياة كريمة، تم إجلاء آلاف العوائل المسيحية إلى المحافظات العراقية الجنوبية، رغم التخصيصات المالية التي رصدت دون أن تسمح أوضاع البلاد المتردية، صرفها وأستخدامها لإغاثة النازحين من المدن الساخنة.
وأكد كنا، أننا أحتوينا الجزء الأكبر من النازحين المسيحيين عدا الذين مكنهم حالهم المادي الجيد من الهجرة خارج البلاد، في الكنائس والآديرة، لكن هذا لايكفي ومازالت مئات الآلاف ينامون في الشارع.
ويرتقب البصريون، جنوب العراق، وصول أكثر من 50 عائلة مسيحية من الموصل "مركز محافظة نينوى" الواقعة تحت عنف "داعش"، كذلك الحال وصلت بابل وسط البلاد، آلاف المسيحيين مؤخراً.
حال المسيحيين أقل تشرداً ومأساةَ بالمقارنة مع الأيزيديين والشبك والتركمان، الذين قتل العديد منهم تحت صليل سيوف "داعش" الذي سبى 500 امرأة أيزدية وأغتصب المئات منهن وخليط من الأقليات الأخرى.
وأعتبر هيمن باجلان، عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، معاناة المسيحيين، أقل هلاكاً من الآيزيديين الذين فقدوا مئات النساء "سبايا"، وعشرات الأطفال ماتوا عشطاً في جبال سنجار ملاذ هروبهم.
البرلمان العراقي يستنجد بالجهات الدولة لإنقاذ النازحين فوراً
وكشف تقرير لبرلمان العراق، عن تهجير أكثر من 1037 عائلة مسيحية من الموصل، قضاء تلكيف، وقرقوش، إلى قضاء القوش والحمدانية ومؤخراً تعرض هذه المناطق إلى القصف مما أدى إلى هجرة مضاعفة نحو مناطق شيخان ودهوك.
وصوت البرلمان حديثاً، على توصيات اللجنة الخاصة بإوضاع النازحين التي أكدت على مفاتحات فورية للأمم المتحدة والجامعة العربية لتقديم معونات إنسانية عاجلة.
ومناشدة المجتمع الدولي لإعتبار المناطق المذكورة منكوبة تستوجب التدخل لإنقاذ مواطنيها لاسيما النساء اللواتي تم سبيهن من قبل "داعش" ونقلهن إلى جهة مجهولة قد تكون سوريا.
وأطلعت "روسيا سيغودنيا" على توصيات اللجنة البرلمانية التي شددت على إيصال المساعدات المالية ومبالغ المنحة التي خصصت لهم بشكل سريع، مع إعداد قاعدة بيانات لكل العوائل النازحة لإصدار هويات تعريفية لحين استرجاعهم لمستمسكاتهم التي فقدوها أثناء النزوح.
وطالب البرلمان، الحكومة بتخصيص منح شهرية لكل عائلة من النازحين والمهجرين من "الأنبار، صلاح الدين، ديالى، نينوى"، تسد رمق المعيشة المميتة، بما لا يقل عن 600 دولار أمريكي.
وأكثر من 500 عائلة مسيحية طًردت من الموصل بعد أن تعرضت للسلب، على يد تنظيم "داعش"، مطلع الإسبوع الجاري، سُجلت لدى الهلال الأحمر والصليب الأحمر، وعند وزارة الهجرة العراقية والكنائس واللجان الخيرية المسيحية.
وتعرضت العوائل المسيحية في مدينة الموصل شمالي بغداد، لحظة فرارها من منازلها، إلى السلب والنهب بالكامل، من مال ومصوغات ذهبية إلى هواتف محمولة، على يد تنظيم "داعش"، قبل الموت.
وعرض التنظيم في بيان له مساء الجمعة الماضي، على المسيحيين، اعتناق الإسلام، أو عهد الذمة "وهو أخذ الجزية منهم"، فإن هم أبوا ذلك فليس لهم إلا السيف.
واختتم بيان "داعش"، أن أمير المؤمنين الخليفة إبراهيم، قد مَنّ على المسيحيين بالإجلاء بانفسهم فقط من منازلهم، وفق موعد آخره وفق تأريخ هجري حتى الثانية عشر ظهراً اليوم السبت "الذي مضى".
...المزيد:
http://arabic.ruvr.ru/news/2014_08_12/275872355/