المحرر موضوع: المعارضة العربية الى أين ؟  (زيارة 1088 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
المعارضة العربية الى أين ؟
[/color]

     في كل بلدان العالم المتمدن هناك سلطة تشريعية المتمثلة بالبرلمان المنتخب من قبل الشعب ، فهو المسؤول
عن سن القوانين والدستور ، وهناك سلطة تنفيذية تشرف عليها لجان البرلمان ، لتكون منفذة امينة لتلك القوانين
ولا تتجاوزها ، وهناك احزاب خارج السلطة ، تسمى بالمعارضة ، والاخيرة تكون بمثابة العين الساهرة والرقيب
على اعمال الحكومة ، لمناقشتها وابداء الاراء حولها ، ليكون الشعب على بينّة مما يجري ، واعلى سلطة تنفيذية
تخضع للسلطة التشريعية و، السلطة القضائية المستقلة ، والاخيرة لها الحق باستجواب اعلى سلطة
تنفيذية ، وحتى رئيس الدولة ، كما حدث في الكثير من البلدان ، عندما خالفت الدستور والقوانين ، وللرئيس
فترتين انتخابيتين فقط ، حبث لا يكفي أن يكون الرئيس وطنيا ، أن يلتصق بكرسي الحكم ، بل عليه افساح المجال
لغيره حسب القانون .
     وما دمنا بصدد المعارضة ، نرى ادمان الشعب العربي على الخضوع والخنوع ، وتعوّد على الأنقياد بدل
القيادة ، وتنفيذ الأوامر ، بدل ان يكون له دورا في قيادة لبلد .
     ونظرة شمولية على الأنظمة الاستبدادية ، ووضع ما يسمى بالمعارضة فيها نرى خللا كبيرا ، ففي مصر مثلا
، يتربع حسني مبارك منذ اغتيال السادات ، وبعد الضغوطات الدولية والامريكية ، اعطى فترة قصيرة للراغبين
بالترشيح ، وقد ضمن الفوز بهذه الحيلة ، ثم فبرك تهمة لأحمد نور ويقبع الآن في السجن بحجة مخالفته قانون
الانتخابات ، فخبا نجم ( كفاية ) التي كان الشعب المصري يعلق عليها الامال الكبيرة ، اما الاخوان فكانت المفاجأة
بفوزهم بثمانين مقعدا ، على الرغم ان السلطة لا تعترف بهم كحزب سياسي ، وزجت الكثير منهم في المعتقلات
بحجة القيام بظاهرات ضد السلطة .
     وفي السودان ، فلا تزال الحرب الاهلية تستنزف قدرات البلد منذ اكثر من عقدين ، وفي الصيف الماضي
اتفقت مع جون قرنق ليكون نائبا لرئيس الجمهورية ، ثم تم اغتياله بعد عدة اسابيع ، وهناك مشكلة دارفور ، وبعد
تخبط السلطة في حلها ، صدر قرار الامم المتحدة بأرسال قوات للأقليم .
     اما في الجزائر والمغرب وتونس ، فلا صوت للمعارضة ، ما عدا بعض الاشارات الضعيفة الخجولة هنا وهناك
، اما في ليبيا فلا يزال القذافي بكل شذوذه وجنونه وكتابه الاخضر ، يسيطر على مقدرات هذا البلد الصغير ذو
القدرات الضخمة ، بعد تخليه عن كل برامج الاسلحة غير التقليدية ، و تعويضات لضحايا طائرة لوكربي
التي اسقطها القذافي فوق اسكتلندا ،لاجل البقاء في السلطة ، ومن ثم احتواء المعارضة وحتى ملاحقتها في الخارج .
     اما علي عبدالله صالح فاستطاع بذكاءه  بتدجين المعارضة بالترهيب والترغيب ، وتحويلها اداة بيد
السلطة .
     اما في الكويت والامارات العربية وقطر والسعودية ، فهي معارضة ضعيفة تهاب وتهادن السلطة ، وتخرج
منها بعض التصريحات والاعتراضات ، كذر الرماد في العيون ، وهي كزوبعة في فنجان ، وفسم من هذه لمعارضة
يقبع في بلدان اوروبا ، وهي تعيش متخفية خوفا من تصفيتها من قبل حكوماتها  .
     اما في العراق فهنا الطامة لكبرى ، فالمعارضة اقنعت الامريكان بمساعدتها للتخلص من نظام صدام لخطورته
، وان له علاقة بتنظيم القاعدة ، وله اسلحة التدمير الشامل ، وبعد سقوطه تحولت بقاياه الى ما يسمى بالمقاومة ،
فتقتل وتذبح وتخطف ، وتستلم الالاف لاطلاق صراح الضحايا ، وبالتعاون مع بقايا القاعدة الهاربين من افغانستان
مع السلفيين من دول الجوار ، تفجّر السيارات المفخخة في التجمعات السكانية وتقتل الابرياء يوميا بالعشرات
دون ان يهتز أي شعور من دول الجوار من العربان ، بل يساهمون في تغذية النعرات الطائفية للانزلاق الى الحرب
الاهلية . والصومال الصراع لايزال مع المحاكم الاسلامية والحكومة بالتعاون مع اثيوبيا مع الآف الضحايا .
     اما سوريا فبعد طردها من لبنان بالاجماع الدولي بعد اغتيالها للحريريوالشخصيات اللبنانية الاخرى ، حركت
حزب الله ليفتعل حربا مع اسرائيل ، فتّم تدمير البنية التحتية للبلد واكثر من الف شهيد اكثرهم من المدنيين الابرياء
، يبدو ان النظام السوري صمد بوجه العزلة الدولية ، بأستغلال الخلافات العربية ،وتأجيج بؤر الصراع في لبنان
والعراق وفلسطين ، كما كان يفعل حافظ الاسد ، ويظهر من تقرير جيمس بيكر وتوصيته بالحوار مع سوريا
وايران للقضاء على الارهاب  .وهذا يعني ان سوريا لا زالت لاعبة لا يمكن اغفال دورها في الشرق الاوسط .
     اما في لبنان فحزب الله تحول الى دولة داخل دولة ، فبعد انسحابه من الجنوب ،حوّل فوهات الأسلحة الى
صدور اللبنانيين ترهيبا ، وغدا اقوى من الدولة بفضل سوريا وايران ، لتقويض الشرعية وفرض شروطه ،
بالتعاون مع عميل سوريا نبيه بري ، والحزب القومي الاجتماعي , وبقايا حزب البعث السوري ، مما ينذر
بشل  الحر كة التجارية وتدمبر ما تبقى من اقتصاد وتخويف المستثمرين .
   اما في فلسطين ، فبعد فوز حماس ، وعدم اعترافها با لاتفاقات التي كان قد ابرمها ياسر عرفات ، وعدم
استعدادها للاعتراف بحق اسرائيل في الوجود ، وهي اساسا منظمة مدرجة ضمن الارهاب ، ففرض عليهم
الحصار والعزلة ، وقطعت عنهم المساعدات الامريكية والاوروبية ، فكان فوزها ازمة كبيرة للفلسطينيين  .
     ان هذا الوضع الماّساوي المظلم التي الت اليه المعارضة العربية ، لا يبشر بخير ، وهي غير قادرة على
ازاحة الانظمة القابعة على صدور شعوبها ، واذا حدث فيكون عن طريق الانقلابات العسكرية ، فهل يعقل
عدم وجود دولة عربية واحدة منتخبة ديمقراطيا ؟، كبقية بلدان العالم ، عدا لبنان والعراق ، والاثنان غارقان
في الصراعات المذهبية ، والولاء لخارج اوطانها ، فالمعارضة بحاجة الى العصا السحرية لتغيير الاوضاع ،
ما دام هناك صراع على المغانم والمناصب والارتزاق ، فالى متى تبقى هذه المعارضة في سباتها وتشرذمها
وصراعاتها ؟  فلا خير في امة لا تعلم اين تكمن مصلحنها وفلاحها  .

                                                                                         بقلم – منصور سناطي [/b][/font][/size]