أنا راجع اليك .. يا وطنــــي ؛
يا أحلـى وطــن في الوجــــود !
يا أغلــــى من دمــي وشرايينـي !
فقد ملّــت نفسي وروحي ..
من هذه الحياة على أرض الغُربـــة اللّعينــــة !
لقد ضاعت هنــــا .. أجمـــل ســــنيني ..
لم تعد تعــدّ ولا تُحصـــــــى !
يا وطني الغالي .. ياقـرّة عينـــــي !
كم انا مشـــتاقٌ الى روابيكَ المخضّــــرة !
كم انا مشتاقٌ لخبـز التّنــور !
لأكلــة البرياني ؛ للدّولمـة ؛ للكبّـة والبقلاوة الموصليّــة !
والشّــاي العراقي المعطّـــر بالهيــــــل !
ولحلقـــات السّــمر مع الأحبّـة
على شواطئ نهر دجلــة الحبيبــــة !
في ليالي الصّيف ..
ولســـوالف الآباء الظّريفة في ليالي الشّـــــتاء ؛
أمام الموقـــد النّفطـــــي !
كم انا مشــــتاقٌ الى آبتسامات وتحيّات الأصدقاء
عندما كنــتُ اخرج من داري !
وكم مـرّة ؛ حـزمتُ حقائبي ..
ونويـــتُ على الرّجـــوع ..
ولكـن كان صدى صوتٌ يرنّ
بشـــدّة في مســامعي ..
يقولُ لي : كيف ترجـع للوطـــن ؟
من ذا الذي يرحبّ بك ؟
مـن ســترى من أحبّتكَ ؟
لا تلقـى أحـــداً !
وإذا لقيتَ الذينَ كنتَ تحبّهــــم ..
فإنّ الحياة القاسية التي هُم فيهـــا ..
قــد غيّــرتهــمْ !
معظمهــمْ ؛ قـد فـرّوا من جحيم الحرب
الدّائرة في الوطــن منـذ أكثر من عقد مـن الزمــــن !
عقــد من أعـــوام عِجــــــاف !
فرّوا من سياسة التّفرقــة العنصريّـــة ؛ ومن سياسة المحاصصة الطّائفيّــــــة !
فرّوا من القتل على الهويّــــــة !
هربــوا الى بلدٍ ثانٍ .. يصونُ ويحترم لهُمْ
الحقــوق كبشـــــر ؛ ويعيشون فيهِ بحريّة وكرامـة إنسانيّة !
بعيديــنَ عن لعلــة الرّصاص في شوارع المـــدن !
بعيـــن منْ أنْ يكونوا للمفخّخـــــات ( ضحيّــــــة ) !
فإلـى متـى ابقى هنـــــا ؛ نكـرة ؛ فاقــداً للهويّة الوطنيّــــة ؟
أنا مشــــتاقٌ اليكَ يا وطني العزيز الغالي !!! .
* بقلمـــي *