الخوئي في مؤتمر حوار الاديان : التكفير اهم مشكلة نواججها ولدينا مشكلة في تعليمنا والتاريخ والتعليم الديني.
عنكاوا كوم – انتوربين
سانتا ميخائيل عد الأمين العام المساعد لمؤسسة الإمام الخوئي العالمية ومدير فرعها في العراق السيد جواد الخوئي ، التكفير اهم مشكلة تواجه العالم العربي والاسلامي ، مشيرا لوجود خلل في الثقافة والتعليم الديني في العالمين العربي والاسلامي .
وقال الخوئي في كلمة له في جلسة خصصت لمناقشة مستقبل العراق في مؤتمر حوار الاديان والحضارات في مدينة انتوربين البلجيكية ، الثلاثاء 9 ايلول ، " اهم مشكلة نواجهها في العالم العربي والاسلامي تحديدا هي التكفير ، فالتكفير يمنعك من ابسط الحقوق وهو التنفس " ، وتابع " وهذه اللغة طارئة على المجتمع العراقي لانه مجتمع مدني بطبعه وليس مجتمع دني او متدين ".
مؤكدا على ان "الصراع في العراق ليس صراعا دينيا او مذهبيا بل صراع سياسي على الكعكعة" ، واضاف " هناك من يوحي بان في العراق صراع عربي – كردي ، شيعي – سني ، مسيحي – مسلم ، لكن انا أسال هل في ليبيا مسيحيين ؟ هل في سيناء شيعة ؟ لماذا الاسلاميين يقتلون بعضهم البعض ولماذا تقطع الرقاب ؟ هذا دليل ان هذه الجماعة التكفيرية لاتريد الحياة لاحد ، هو صراع بين الخير والشر ، بين الحياة والموت ، بين الحضارة والبربرية".
واشار الخوئي لاسباب داخلية وخارجية لوجود داعش بقوله "اتسائل لما نعطي وقتا لحل موضوع داعش ، هل فكرنا ماهي اسباب وجود داعش ؟من اين دخلو العراق ؟ هل نزلو من السماء ام عبرو من الحدود ، من يمول ويدعم داعش ؟ من اين لهم هذا الكم الهائل من الاسلحة ".
وتابع " المشكلة في تعليمنا وثقافتنا ومناهجنا الدراسية والتاريخ والتعليم الديني ، مشكلة داعش لها طريقان للحل ، الاول عسكريا ، والثاني المحاربة بالفكر والعلم ، هناك عاملان داخلي وخارجي ، العامل الداخلي اهم من الخارجي ، يجب ان نصمد ونقاوم وكعراقيين يجب ان نتحد فيما بيننا ولانسمح بتغلغل هذه القوى التكفيرية" .
مؤكدا ان " العراق يحارب الارهاب لا لاجله فقط بل لاجل العالم اجمع ، لان هولاء ( داعش ) اذا انتصرو في العراق فسيتجهو لاوروبا والعالم ".
داعيا الاقليات لعدم الهجرة من العراق بقوله " اعرف ان هذا الكلام صعب والامر غير منطقي ولا موضوعي ، لكني لست مع هجرة هذه المكونات الجميلة ( الاقليات ) لان الارهاب وداعش واخواتها تريد من الاقليات وهذه المكونات ترك العراق ، فاذا تركت العراق حققتم طموحهم وأمالهم ، سنبقى صامدين فقلوبنا في النجف قبل بيوتنا مفتوحة للجميع" .
وشدد السيد الخوئي على ان المرجعية الدينية في النجف مع الدولة المدنية وليس الدينية بقوله "خطاب المرجعية الدينية في النجف هو قيام دولة مدنية وليس دينية ، المشكلة في الاسلام السياسي هي تديين السياسة وادخال اسم الرب والمقدسات في كل مفاصل الحياة ، يجب ابتعاد رجال الدين عن السياسة وان نرجع كرجال دين الى دورنا الاصلي الارشادي الاخلاقي العلمي . السياسيين استغلو رجال الدين ، رسالة المؤسسة الدينية والمرجعية العليا تدعو لفصل الدين عن الدولة ، فنحن مانتمناه في العراق دولة مدنية وليس دينية " .
وتابع " نحتاج لدولة مؤسسات لا دولة الافراد والشخصيات ، في بلجيكا تاخر اختيار رئيس الوزراء لكن الحياة كانت تمشي بشكل عادي ، هذا الامر لم يحصل عندنا لاننا في العراق لم نبني دولة مؤسسات بل البلد قائم على افراد واشخاص وهذه هي الطامة الكبرى في الشرق الاوسط والعالم العربي بشكل عام ".
واوضح الخوئي ان الدولة المدينة هي الضمانة الوحيدة لتحقيق العدل والمساوة بين المواطنيين بقوله "المسيحييون قبل مئات السنين كانو هم الاغلبية في البلد وهم اصحاب الارض ونحن المسلمين دخلنا بلاد مابين النهرين ، بعد مئات السنين اصبحو اقلية عددية ، الاقلية العددية والاكثرية لاتعطي الحق في التهميش والاقصاء ، مالذي يجمع العربي مع الكردي ، السني مع الشيعي ، المسيحيي مع المسلم ، فقط المواطنة والهوية العراقية ".
وتابع "العراق لدينا مشكلة تعريف الهوية ، فالشيعي يعتبر نفسه العراقي الاصلي ، السني يعتبر نفسه العراقي الاصلي ، ماذا عن الايزيدي والصابئي هل هولاء غرباء عن الارض ؟ ".
مشددا على ان " العراق لايزال بحاجة للدعم الاوروبي والدولي وعل كل الاصعدة ، حيث مازلنا حديثي العهد بالديمقراطية والحرية وبناء الدولة ".
من الجدير بالذكر بان الجلسة التي خصصت لمناقشة مستقبل العراق ترأسها نائب وزير خارجية ايطاليا ماريو جيو وشارك بها كل من غبطة مار لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم، البرلمانية الايزيدية فيان دخيل ، نائب مجلس محافظة نينوى انور هداية ، وزير الاديان والاوقاف كردستان في حكومة كامل مسلم ، البروفسيور جوزيف يعقوب ، الشيخ عبد اللطيف محمد .
وتحتضن مدينة انتوربين البلجيكية ، مؤتمر الحوار للاديان والحضارات للفترة من 7-9 آيلول ، و الذي نظمته لجنة القديس اجيديو ( Egidio )، لمناسبة مرور مئة عام على الحرب العالمية الاولى ، وتحت شعار (السلام هو المستقبل ) ، يستمر لثلاث ايام ، ويشارك فيه ممثلي لرجال دين مسيحيين ومسلمين ويهود وبوذيين وغيرهم ، وسيتم فيه مناقشة مهمة مثل : الاديان والعنف ، المؤمنين والعلمانيين في العالم ، البحث عن السلام ، الشهداء في عصرنا ، آسيا :الاديان وكرامة الانسان ، وحدة المسيحيين والسلام ، الهجرة ، الصراع والاعلام ، العالم يختنق دون حوار ، العراق وأي مستقبل وغيرها من الامور التي تخص حوار الاديان .
