قاط ورباط ومسائل اخرى .. من هذا الزمن السيء
بطرس نباتي
مفارقة لا ادري أهي مفارقة او هو مظهر من مظاهر ما يسمى الاتكيت وعذرا للأستاذ صباح بويا وكتابه عن الاتكيت أسجل هذا حينما اجد مسؤولينا وهم يلبسون القاط والرباط حتى لو احترقوا من الحر وفي مكانات لا تتلائم وما يرتدونه ، ومن احدى المفارقات التي أصبحت معتادة في هذه الايام بالذات والتي انقلها لقرائنا الاعزاء ، المهجريين والنازحين من سهل نينوى الكل يعلم بمعاناتهم ومدى ضيقهم و الامهم وجراحاتهم ، وخاصة هؤلاء الذين يفترشون العراء في عنكاوا وغيرها ، والمؤلم جدا ان من يقوم بزيارتهم من المسؤولين والذي يود الاطلاع على حياتهم التعيسة، يكون عادة مرتديا افخر ما عنده من قاط وربطة عنق انيقة تتلائم مع لون القاط وقميص مكوي وكأنه ( رايح للحفلة بيها هز يا وز) ، غير مبال بوضع الناس المحيطين به ربما القسم الاعظم منهم لم يغتسلو و لمدة طويلة ، عجبي كيف مثل هؤلاء اصحاب القاط والرباط سيساهمون بتذليل ماساة هؤلاء المنكوبين؟.
الباحث ..عن صورةدخل احدهم الى مقر جمعية مارعودا الزراعية التي تستظيف هذه الايام مجموعة كبيرة من عوائل النازحة من سهل نينوى ، ساله الاخ زياد رئيس الجمعية ماذا تريد؟ اجابه : اريد ان التقط بعض الصور مع هؤلاء النازحين ، قال له ماذا ستفعل بها؟ أجاب أريد ان اعمل اطروحة حول المهجرين ، قال له انت تريد تلبس قاط ورباط على حساب هؤلاء المفجوعين ، وصيتي لك اذهب واشتري لهم صندوقين دجاج او بعض علب حليب الاطفال وساجعلك تصور معهم وانت تهديهم هداياك ماذا تقول ؟، انصرف الرجل الباحث عن قاط ورباط بدون ان يلقي علينا تحية الوداع لعله يتوفق في مكان آخر ..
شر البلية ما يضحكانقل نص هذا الخبر عن صفحة عنكاوا (سيسافر المطران سرهد جمو رئيس الأبرشية الكلدانية في مدينة سان دياكو الأميريكية الى البيت الأبيض حاملاً معه قائمة من 25 ألف من الكاثوليك العراقيين الذين يسعى الى إدخالهم الى الولايات المتحدة.) السادة المطارنة والبطاركة الذين زاروا المهجرين في عنكاوا صرخوا بهم قائلين أياكم والهجرة وترك الاوطان لا أحد يهاجر وسيادة الرئيس مسعود البارزاني يردد كلما يلتقي بابناء شعبنا هذه العبارات الخالدة والمفعمة بالامل والصدق (ابقوا هنا ولا تهاجروا فنحن نبقى معا او نموت معا ) ومؤخرا حتى السيد عبادي قال للمسيحيين لا تهاجروا، واتصور بين خبر الذي جاء من امريكا وما يصرحون به هنا راح نبقى ( بين حانا ومانا وراح نضيع ويضيع لحانا )المشكلة ليست فيمن يبقى ويصمد في الداخل او من يهاجر ان هذا العدد 25 ألف) كبير جدا فلو تحقق ورحل هؤلاء ، أتصور بان عدد الكوتا سيكون واحد فقط يمثل المسيحيين ويلبس القاط والرباط وليس خمسة أو عشرة يلبسون القاط والرباط ووزراء بدون شغل او عمل كما هو عليه الحال الان ...
استاذ بملابس الشورتقبل سنوات التقيت باحد الاساتذة في امريكا وكان الوقت صباحا واكيد انه كان في طريقه نحو الجامعة وجدت انه يرتدي ملابس بسيطة (تي شيرت)و(شورت) سالته الى اين تذهب؟ قال للتدريس قلت وبهذه الملابس ضحك مليا وهو يعرف قصدي ثم قال دعك من القاط والرباط اني محتفظ به للحفلات والمناسبات فقط .
دعوة للتحرربهذه المناسبة اي بمناسبة القاط والرباط ادعوا الاخوة في البرلمان العراقي والكوردستاني من ابناء الكوتا ان يتحرروا من الرباط على الاقل لأني أتصور بانهم لا يستطيعون الكلام وطرح قضايانا لكونهم مخنوقين باربطة العنق اللعينة وليسايروا موضة مسؤولي ايران في هذا الامر..
عندما يختلفون في هذا الزمن الصعبفي هذا الوقت العصيب الذي يمر به العراق واقليم كردستان والذي يتطلب من القوى السياسية وخاصة في الاقليم التماسك والوحدة نقلت الينا الفضائيات للأسف ومن مبنى مجلس محافظة السليمانية مدى الخلاف على مركز المحافظ او رئيس المجلس رغم ان الاكثرية كانوا مرتدين للقاط والرباط وبعظهم الملابس الكوردية ألا انهم اظهروا بانهم مختلفين لحد العظم ،وانهم ليسوا بالمستوى الذي كان يتصوره ناخبيهم عندما ادلوا لهم باصواتهم وهذا الامر اي الاختلاف على المناصب والحقائب ليس بجديد على عراقنا الديموقراطي جدا ، ويبدو ان شعارنا الذي سنحمله معنا حتى النفس الاخير هو ،( لو ألعب لو أخرب الملعب) ..
الله يساعد فؤاد معصوميقال بان رؤساء معظم جمهوريات العالم وعلى راسهم اوباما زعلانين جدا لكون السيد فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق رغم ظروف البلد أتخذ له ثلاثة نواب لابسين قاط و رباط ( بس شلون نواب)، (حفظهم الله ) (ما ادري شلون راح واحدهم يباوع بوجه الثاني ويتحمل) ، ولكن رغم ذلك يشتركون جميعهم بكونهم يرتدون القاط والرباط أي ليس بينهم من يمثل الموديل الايراني ، الامر الاخر المتفقين عليه هو كل واحد منهم يتقاضى رواتب ومخصصات ومنافع اجتماعية، ما يقارب 80 الف دولار امريكي ، بينما راتب اوباما المسكين لا يتجاوز33الف دولار( ما يجي يشتغل نائب رئيس او برلماني بالعراق أحسن له )، وأنهم يريدون تغيير مكاتبهم بخمسين مليون دينار عراقي ، ويكولون بالعراق ماكو فساد...
عندما تصبح وزيرا بدون تدريصرح الوفد المفاوض الكوردستاني مع بغداد بانهم لم يكونوا على علم بترشح بعض افراد الوفد لتسنم الحقائب الوزارية وان رئيس الوزراء تصرف بدون مشورتهم ( يعني من كيفه) ، عجبا ، أني هم كنت لابس قاط ورباط لعد عبادي ليش ما اعطى اسمي واعطى اسماكم ؟!!...
وايضا بدون ان يدري ..خرج علينا وزير حقوق الانسان ( حتى الحقوق لديها وزير تصور... ولكن الشعب العراقي ليس له اية حقوق) خرج سعادته وطبعا كالعادة من على شاشة احدى الفضائيات ،وهو فرحان ..
قال وبالحرف الواحد : والله لم ارشح نفسي لتسنم الوزارة ولكني تلقيت مكالمة هاتفية قالوا لي انت اصبحت وزير لحقوق الانسان تصوروا الرجل ( شكد صادق ) ثم قال أحدهم وكان من (امرلي )(البلدة البطلة الصامدة المحاصرة لمدة اشهر) ( سعادة الوزير لم يصف امرلي بهذه الاوصاف ) وقال له استاذ شفتك بالحلم لا بس دشداشة بيضاء أكيد راح تصير وزير ، لا ادري ما علاقة دشداشة بيضاء بالقاط والرباط وسعادة الوزير ، (وقد استشهد بهذا الرجل الحالم وقال عنه بانه من امرلي لكونه يعلم مدى اعتزاز العراقيين باهاليها الصادين.. يعني يريد يملحها زائد.. ) يا أخي اينما كنت جيب ناس وأجعلهم يحلمون بك وستصبح وزيرا في العراق حالما ينتهي الحلم... وإلى اللقاء في مسائل أخرى من هذا الزمن السيء...