علينا اليوم دعم العبادي لسببين ان كنا نريد مصلحة العراق!
من اجل انجاح مهمة رئيس مجلس الوزراء السيد العبادي في بناء الدوله العراقيه التي د’مرت وتكاد تتفتت وشعبها يقتل ويهجر بسبب السياسات الخاطئه التي اتبعها سلفه المالكي، فعلى كافة القوى الوطنية من أحزاب دينية أو قوميه او يساريه ، ليبرالية ، علمانيه ووسائل الاعلام و منظمات مجتمع مدني ديمقراطي والجميع مساندة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لسببين !
أولا: السبب السياسي * التركه الثقيله الكارثية التي تسبب بها المالكي وسياسته الطائفيه ألا ديمقراطيه وتهميشه لجميع المكونات والقوى السياسيه بكافة اتجاهاتهم وقمعه لجميع الاحتجاجات المطلبية بالرغم من مشروعيتها وتفرده في السلطة فهو القائد العام للقوات المُسلحة ووزير الداخلية والدفاع والأمن القومي وفرض سلطته على القضاء والهيئات المستقله كالبنك ألمركزي وهيئة الإعلام ومفوضية الانتخابات وغيرها وسلبه البرلمان حق التشريع ومحاسبة المقصريين من وزراء ومسؤولين كبار وقيادات عسكري وامنيه فاشله وبهذه السلطات تفوق على دكتاتورية صدام حسين ففي عهد صدام كان هناك وزراء أمنيين كوزارتي الدفاع والداخليه.
* تفشي ظاهرة الفساد والتزوير والرشوه بشكل غير مسبوق في تاريخ العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 ويتصدر العراق اليوم دول العالم في هذه الامراض الاجتماعية مما أدى الى ثراء مجموعة ليست من حزب الدعوة او أقرباء له وحسب بل من القوى والأحزاب ومن كافة الاتجاهات التي استطاع المالكي كسبها من خلال احتفاضه بملفات تدينهم بسبب فسادهم او ارهابهم أو تلفيق تهمة ما لاادانتهم.
* لقد بنى المالكي جيشا لايشبه أي من الجيوش العراقيه السابقه، فلم يبنى على المهنيه بل على الولاء الطائفي والحزبي ومن الأقرباء ومعظم القيادات هم من ضباط النظام السابق ومن الفاسدين والحراميه والفاشلين من الضباط ومن الأميين ومنحهم الرتب العليا. فأصبحت الخدمه في الجيش حاجة المواطن الى الراتب الذي يعيله هو وعائلته وليس خدمة وطنية وانتهى الولاء للوطن، وكيف يقاتل الجندي و يموت من اجل الوطن وهو من دفع الملايين من الدنانير من اجل الحصول على هذه الوظيفة والنتيجة كانت هذه الهزائم وتسليم إرهابيوا داعش ثلث اراضي ومدن العراق وهناك مقوله للاسكندر المقدوني .
(لااخاف جيش من الأسود يقوده خروف بل أخاف جيشا من الخرفان يقودهم أسد).
* تدمير الاقتصاد العراقي، فالصناعه والزراعه انتهت تقريبا في عهد مختار العصرالمالكي بسبب اطلاق سياسة الاستيراد العشوائي وبدون اي ضوابط خدمة للاولياء النعمه في ايران المحاصرين من المجتمع الدولي، والتجار والمقاولين الموالون للمالكي وابنه احمد الذي يقود اكبر مافيا للمقاولات والسمسره في البلد. فالمليارات تتبخر وتذهب الى جيوب حفنه من التجار والموالون حيث تهرب الى الخارج .
ثانيا: السبب الاجتماعي والبيئي (الحكم البدوي اوالقروي) *ان السيد حيدر العبادي بغدادي اصيل أي ابن مدينه، وهي بغداد عاصمة العراق ولد فيها ونشأ واكمل دراسته الجامعية في جامعاتها وثقافته إسلاميه متحضرة بحكم بيئته ، ولو عدنا إلى الوراء خمسون عاما، لوجدنا ان ثقافة سكان مدينة بغداد كانت متطورة ومواكبة للعصر الى حد ما قبل ترييفها من قبل النازحين إليها من اطراف بغداد والمحافظات والاقضية والنواحي الأخرى. فعادات وتقاليد سكان تلك المناطق تختلف عنها في العاصمة بغداد لأسباب كثيرة منها، حيث تنعدم الى حد ما العادات العشائرية والطائفية والبدويه اوالعنصرية.. الخ من هذه الامراض، بسبب ثقافة المجتمع والاختلاط والتألف والتزاوج بين سكان بغداد والتنوع السكاني فيها فتجد سكانها يتكونون من كل الطوائف والأديان والقوميات وهذا غير موجود في بقية مناطق العراق. بالاضافه فان مدينة بغداد تشتهر بكل وسائل الترفيه من ملاهي وبارات ونوادي اجتماعية ومسارح وسينمات..الخ مما أدى الى تطورها قياسا بالمحافظات الأخرى أضافة لعمقها وقدمها التاريخي .وهذا يؤكد مقولة عالم الاجتماع والفيلسوف التونسي
ابن خلدون (1332 -1406) قبل اكثر من 600 عام عندما:
اثبت بأن العلوم والفنون لا تنشأ إلا في المجتمع المتفكك الذي ينشأ فيه بنفس الوقت الميل الى السفه والاجرام والخلاعه. فهو يرى بأن المجتمع البدوي الخالي من العلم والصناعة خال أيضا من مقتضيات التفسخ الشخصي وأسباب الرذيله فالبدوي، نظرة ، أسلم فطرة وأقرب الى روح التدين والفضيلة من المدني. وكأن مجتمع المدينه الذي يشجع النبغاء واصحاب الفنون والعلوم يشجع ايضا اصحاب الجريمه والتهتك وسوء الاخلاق. وهذا يعني أن المناطق المنغلقة على نفسها تتمسك بعاداتها وتقاليدها الموروثة لعشرات لا بل مئات السنين بدون أي تطوير. فمشكلة العراق السياسية والاجتماعية بدأت منذ انقلاب 8 شباط المشؤوم عام 1963 واعدام الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم البغدادي الى العام الحالي 2014. ولو مررنا بالحكام الذين توالوا على الحكم في العراق خلال هذه المرحلة وهم على ألتوالي:
*عبد السلام عارف الجميلي(1921-1966توفى) عسكري من منطقة الفلوجة خان ضاري طائفي سني، متدين ذو عقلية متخلفة بدوية، طائش ومتهور اتي للحكم بانقلاب 1963.
*عبد الرحمن عارف الجميلي (1916-2007ت) عسكري من نفس المنطقة ولكنه اكثر هدوء وحكمه ورث الحكم عن أخيه عبد السلام.
*احمد حسن البكر التكريتي (1914-1982 ت) عسكري من تكريت التي كانت أشبه بقريه عام ولادته، سني ذو عقلية بدوية متدين، متأمر انتمى للبعث من اجل السلطه أتى بانقلاب الى السلطه.
*صدام حسين عبد المجيد التكريتي(1937-ت2006) سني من تكريت، قرية العوجه ثقافته بدويه وعشائريه لم يتعامل مع أعداءه الا بالسلاح قاتل لا يعرف الرحمه اول ضحاياه كان شيوعيا ومن أقربائه وكان عمره 22 عاما .
*نوري كامل المالكي(1950- ) شيعي طائفي، إسلامي، عقليته عشائرية بدوية ،لم يفي بأي تعهد التزم به، من قضاء طويريج قرية اجلاجه، مدة حكمه 8 سنوات ولو استمر لاربع سنوات أخرى لانتهى العراق ولذهبنا الى المجهول وترحمنا على من سبقه.
من هذه التجربة التاريخية التي مر بها العراق من عام (1963-2014) نستنتج سبب تخلف هذا البلد الا وهم هؤلاء الحكام المتخلفين ذوي العقلية البدوية والريفيه، فقبل اكثر من 50 عاما كان العراق يتفوق على جميع الدول العربيه في كافة المجالات باستثناء مصر ولبنان وبفضل هؤلاء الحكام المذكورة أسمائهم أعلاه اصبحنا في مؤخرة هذه الدول.
لذلك لدينا اليوم امل بالبغدادي حيدر العبادي وواجبنا كوطنيون ان ندعمه.
مؤيد راعي البله