المحرر موضوع: تذكار القديس مار زيا في استراليا وعذاب شعبنا المسيحي في العراق  (زيارة 4427 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جورج ايشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 421
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تذكار القديس مار زيا في استراليا وعذاب شعبنا المسيحي في العراق

كل مشكلة قمت بحلها أصبحت قاعدة استعملتها بعد ذلك لحل مشاكل أخرى (رينيه ديكارت).

لقد كانت واقعة مؤلمة ومُحزنة حينما شاهدنا عبر شاشات التلفاز والمواقع الإلكترونية وقوع مدينة نينوى (الموصل)  التاريخية العظيمة بيد العصابات الارهابية (داعش). واللامُ تعاظم اكثر عندما رأينا اطفالاً ونساءً ورجالاً وشيوخاً من مختلف الاديان والطوائف يُقتلون ويُنهبون ويُغتصبون ويُهجرون من مُدنهم وقـُراهم. ونزفَ الجرحُ اكثر حينما تابعنا بحزن بالغ اخبار سقوط سهل نينوى الذي كان يعج بكثافة سكانية مسيحية كبيرة، ليتشرد بعد ذلك سُكانه المساكين تاركين ورائهم  كل شيء ثمين تحت ايدي عصابات داعش الارهابية.

مئات الالف من العوائل المسيحية اتخذوا المُدن الشمالية العراقية ملاذاً لهم، كما فعل غيرهم، هاربين من بطش داعش الشيطاني. فبحسب الاخبار التي نرصدها هنا وهناك، يوجد قسم كبير من هذه العوائل المُشردة يعيش في فُقر حاد بلا مأوى، عدا الساحات التابعة للكنائس، ولا يمتلكون القدرة للأكل حتى الشبع، وليس لديهم الطمأنينة للعيش بفرح وسلام كما يهوون، وذلك خوفًا من الغد الاتي.

المأساة هي مأساة حقيقة، لدرجة ان كثير من الشخصيات السياسية لدول كبيرة شجبت هذه الافعال الشنيعة المرتكبة بحق شعبنا، والبعض منهم زار المتضررين في شمال العراق. هذا ايضًا ناهيك عن المظاهرات الكثيرة التي اقيمت في بلدان مختلفة لتندد بالاضطهاد الذي طال ابناء شعبنا المسيحي. صلوات وتضرعات كثيرة بالسنِة مختلفة اقيمت في اماكن عديدة من اجل اخوتنا المُضطهدين في العراق. مساعدات من كل صوب ارسلت من اجل هؤلاء المساكين.

لكن مع كل الاسف، بالرغم من وضوح المأساة التي يعيشها ابناء شعبنا في العراق والتي قد تقودنا الى كارثة انسانية خطيرة لا يعلم عواقبها الا الله، غير ان بعض من ابناء شعبنا في المهجر لا يزالوا يعيشون في قصورهم العاجية مفرطين رباطهم عن الواقع المر والمؤلم الذي يكتنف حياة كثير من ابناء شعبنا. وهذا بالتحديد ما يدفعنا للحكم بان هؤلاء القوم لم تكن ابدًا لديهم مواقف انسانية صادقة تعكس حزنهم وتوجعهم لما يحدث لإخوتهم في العراق.  اذ ان المواقف الصادقة ثابتة ولا تتغير لكي تمت للواقع بصلة. غير ان مع كل الاسف مواقف بعض الاحباء في كنيسة مار زيا الطوباوي في سدني وبالتحديد في تذكار القديس مار زيا الطوباوي بتاريخ 28 / 09 / 2014 عكست لنا صورة غير مشرفة لا بل حتى اتجرأ للقول بانها مواقف مُخيبة ومخجلة جدًا اذ يستاء ويتذمر المرء منها تحديدا في مثل هكذا اوقات.

اذ نحن نعلم علم اليقين، بان التاريخ يشهد والطقوس الكنسية تؤكد بان جميع المناسبات الدينية لها طقوس كنسية معينة، هو تقليد كنسي متعارف عليه لدى جميع الكنائس الرسولية. ومناسبة تذكار ابائنا القديسين هي احدى المناسبات الدينية القديمة التي وضعتها الكنيسة ليتذكر المؤمنين فيها عظمة وقوة الرب التي عملت في ابائنا القديسين وايضا لكي يتبارك عامة الشعب بصلواتهم وبتضرعاتهم من اجلنا ومن اجل العالم اجمع. غير ان احباؤنا في كنيسة مار زيا الطوباوي في سدني فاجأونا بموقف لم يكن في الحسبان، بالأخص في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها ابناء شعبنا في العراق. فبدل التضرع وزيادة الطلبات في المناسبات الدينية لأجل من هم متضررين في جميع انحاء العالم وبالأخص لأجل شعبنا المنكوب، نرى هؤلاء الاخوة الاحباء يرقصون بكل برود على جراح ابناء شعبهم وذلك في تذكار مار زيا الطوباوي.

 اي نعم نحن اعتدنا في كنائسنا بان نشاهد مثل هكذا مواقف سلبية في تذكار القديسين، رقص، غناء، وصرف مبالغ طائلة على اللحوم والتي كان من الافضل ارسالها للمحتاجين (على رأي عادل امام في مسرحية الواد سيد الشغال "بعزموا ناس في عندهم لحمة برّدو") غير اننا بصراحة لم نكن نتوقعها على الاقل في مثل هكذا ظروف. فحتى ان كان لدى هؤلاء الاخوة رؤية مختلفة حول ما يحدث في العراق وفي الشرق الاوسط عمومًا، فلا يجب ان يتصرفوا كما لو ان شيء لم يحدث، فهناك اناس ينزفون كل يوم ولا يستطيعوا ان يستريحوا لدقيقة واحدة من هم هذه الحياة، فلماذا اذا لا يحترم هذا الشيء؟

على اي حال، اي شخص حر في تقيم المواقف، واي شخص حر في تصرفاته، لكن لو كان الحديث عن جماعة في داخل الكنيسة، فهذا يتطلب من الجميع وقفة تأمل واحتجاج، اذ لا يجب على الاطلاق ان تشوّه الكنيسة برمتها بسبب بعض الاشخاص الذين اقل ما نستطيع ان نقول عنهم بانهم اناس غير مكترثين لا يريدون عمل الخير ابدًا. فلو كانوا بالفعل يريدون عمل الخير لكان لديهم الان حراك ديني او سياسي او اجتماعي فعال ومستمر يهدف لإيجاد حل دائمي او على الاقل حل مؤقت ليرفع عن  كاهل المتضررين اولاً والذين يمدون لهم يد المساعدة ثانيًا أعباء ثقيلة وضغوطًات هائلة والتي باتت تكبر يومًا بعد يوم.

 لذلك نتمنى من اخوتنا هؤلاء بان يتصرفوا كما يلق بأبناء النور وان يوجهوا انظارهم دائما الى معاناة شعبنا ويشعروا بهم في كل وقت وان يتشبثوا بالطقوس الكنسية التي هي رمز افتخارنا .

الخير وراء القصد
جورج ايشو


بعض الصور من تذكار القديس مار زيا في ساحة كنيسة مار زيا الطوباوي سدني.   



كمية اللحوم التي طبخت في ذلك اليوم!!!!!


هذه صورة لتذكار مار مينا العجابي في الكنيسة القبطية


مقطع من محاضرة الأسقف مار ماري عمانوئيل عن تذكار القديسين
https://www.youtube.com/watch?v=nxYy9FA4oTo


غير متصل سيزار ميخا هرمز

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1071
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ جورج المحترم
بداية احي غيرتك على مأساة شعبنا وبالحقيقة كلنا في حالة ألم مستمرة ,, والغيورين من امثالك فانهم لا يبغلون باي امر ممكن للتخفيف من تلك المأساة وهكذا الجميع
اخي جورج
مثلك انا كنت في حيرة من أمري في الفترة السابقة لقبول دعوات زواج او تناول او عماذ او بعض الحفلات الخاصة ,, فصور وحالة شعبنا حاضرة امام عيني ثم بعد صراع وتفكير عميق وصلت لحقيقة
ان الهدف الرئيسي لقوى الشر هو وقف عجلة الحياة فلا نشارك الافراح مثلا او نؤدي طقوسنا الايمانية في كنائسنا خوفا من التفجير او هجوم ارهابي
أخي جورج الحياة تستمر ولا تتوقف فكما ان هناك حالات وفاة محزنة هناك حالات ولادة مفرحة
شاركت في احتفال زواج واعتمدت على مقولة المسيح له المجد أفرحوا مع الفرحين وابكوا من الباكين ..
بخصوص الشيرا
هو تذكار قديس او طوباوي من كنائسنا المشرقية تخصص له يوم ضمن السنة الطقسية لتذكاره والكثير من هولاء القديسين هم شفعاء لكثير من قرانا ويقوم اهل القرية بالتذكار والاحتفال ..
من الامور التي لاحظتها في استراليا هو البذخ الى درجة التبذير في هذه المناسبات من الممكن ان تكون هناك توعية لهذه المسألة وان يكون الشيرا اكثر مرتبا ويعطي معاني للتذكار كان تعرض السيرة الذاتية للقديس وبعض القصائد او الفعاليات الثقافية او حتى مسرحية تسلط الضوؤ على القديس او القديسة او عرض خبرات لشفاعة القديس او القديسة .. الخ وانا لا ارى اي مشكلة ان يكون هناك فقرة الرقص الفلكوري فهذا من تراثنا ..
الكنيسة كانت وما زالت تكرس و تنتقد هذه المسائل حتى في التعازي موجودة هذه الامور البذخ .. لكن الحد من هذه الظاهرة يعتمد على الوعي والنضوج فانا مثلك ايضا بدل من التبذير والبذخ يمكن تسخيره لشعبنا المتالم هناك ولكن ؟؟
ارجو اني استطعت من توصيل الفكرة .. وشيرا دمار زيا بريخا
سيزار ميخا هرمز


غير متصل جورج ايشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 421
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي الحبيب سيزار ميخا المحترم
سلام ونعمة
بداية اشكر مرورك الكريم على الموضوع واشكر مداخلتك القيمة.
اخي الحبيب سيزار، لقد قلت اشياء جميلة جدًا، لكن هناك نقطة واحدة اختلف معك فيها. اذ تقول: "وانا لا ارى اي مشكلة ان يكون هناك فقرة الرقص الفلكوري فهذا من تراثنا". بصراحة اخي العزيز انا لا اتفق معك في هذه النقطة، لان هذا الرقص حتى وان كان فولكلور تراثي ليس بكنسي،  يبقى دنيوي ولا يمت للطقوس الكنسية باي صلة، فلا يجب ان نخلط الحابل بل نابل. بصراحة اخي الحبيب لا اعرف ما دخل اغنية (كما اي باينا زورتي) بتذكار القديس؟ لقد ادخل هذا الرقص التراثي واغانيهِ في كل الاشياء والدليل حتى الطقوس الكنسية لم تسلم منه. فلذلك يجب علينا ان نبطل هذا الشيء وان نرجع الى حضن الطقوس كما هي الكنائس الاخرى.
وشكرًا لك مقدمًا لقراءة هذه السطور..
في المسيح
جورج ايشو