المحرر موضوع: إلى شعبي المعنون بحرف النون - اهدي كلماتي  (زيارة 1087 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عماد هرمز

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 292
  • الجنس: ذكر
  • مترجم وكاتب وسياسي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إلى شعبي المعنون بحرف النون
عماد هرمز

إلى شعبي المسيحي في العراق المصون
أقول لهم
طوبى لكم يا مسيحيون
كلنا معكم نحن المسيحيون
سواء في مشارق الأرض أو مغاربها كنا ساكنون
كلنا نون نحن اللذين لشعبنا وموطننا مخلصون 
وفي أرض أجدادنا مقيمون
كلنا نون نحن أبناء الموصل المُهجّرون
الذين عن أرضنا تخلينا مًجبرون

طوبى لك يا موصل يا بنت الأنبياء الصالحون
ويا قرى سهل نينوى يا من في التاريخ القديم أنتم مذكورون
احذروا من الأعداء الغاشمون
فلقد جاءك الإرهاب على خيولهم راكبون
مجرمون يقترفون جرائهم وهم ملثمون 
وفي أيديهم سيوفهم حاملون
نحو نينوى الخالدة متجهون

طوبا لكم يامن في نينوى وكردستان ثابتون
في وجه العدو صارخون
وللإنسانية في العالم ناشدين قائلون
أصبحنا المسيحيون في قرانا محاصرون
ومن جيراننا أصبحنا مُستحّلون 
ومن الإرهاب وبطشه مرتعشون
على أرواحنا وممتلكاتنا خائفون
من ظلام الليل مرتعبون
من وضح النهار مرتعدون
لقد أصبحنا في مدننا على يد الغاشم منبوذون

حفاة في الشوارع والدروب راكضون
وعلى أركابنا نحو مصيرنا المجهول زاحفون
والرجال رقابها محظرة للباترون
واجسادهم طعما للأسماك يُرمّون
وللرصاص الغاشم أهدافا يصبحون
فأفزعت سكان نينوى فهموا على وجوههم فارون
ولا يحملون سوى ملابسهم المرتدون 
حفاة على الصخر والحجر والتراب يمشون
طوابير من النساء والرجال والشيوخ والأطفال مقتادون
إلى الجبال أجبروهم أن يلجؤون
فخلت نينوى من أهلها الأصليون
ولم يعد هناك وريث لحضارة بابل وأشور باقون

فلم يعد خراف للمسيح لكي يوجهون
ولم يعد هناك راعي صالح به يناشدون
بمقدساتنا أصبح الإرهابيون عابثون
وكنائسنا وأديرتنا أصبحت بالمتفجرات محطّمون
وبأقدامهم لأيقوناتنا ساحقون
وتماثيلنا الدينية على أيديهم مكسّرون
وعلى شرف نسائنا وعرضنا أصبحوا يعتدون

للنساء حصة هم الأخرون
فهم للإرهاب كاللقمة سائغون
فالأمهات في الشوارع على موتاهم يلطمون
وشعرهم بأيديهم ينتزعون
وعيونهم من البكاء يُعمون 
ونسائنا مع الغنائم يؤخذون
وكالسبايا يؤسرون
وفي السوق العتيقة يُباعون
وأجسادهم الطاهرة بأيادي قذرة يلمسون 
والوحوش الكاسرة بأجسادهم يفتعلون

أما أطفالنا فلذة أكبادنا البريؤون 
فأجسادهم الطرية الناعمة للوحشية يتعرضون
في الشوارع من الهلع والإرهاب يصرخون
وهم من الجوع والعطش باكون
وفي الشوارع والطرقات مستلقون
وقسم منهم على الطرقات موتى مرميون
وتحت شمس الصيف اللهاب يُحرقون
ومن برد الليل القارص يرجفون
وحفاة في الكنائس بتماثيل الرب يلعبون
وليس لهم ما به يتسلون 
ولحنين الأب والأم مشتاقون
وأصبحت حياتهم ومستقبلهم وطفولتهم نحو المجهول متوجهون   


إلى القوميون من شعبي المعنون بحرف النون
وأنتم يامن في القوم مُفرقون
يا من بشعاراتكم القومية طبلة أذاننا تمزقون
وبقوميتكم واصلكم وفصلكم رأسنا توجعون
لسنون عدة ونحن على لم شملكم محاولون
وبح صوتنا من القول بأنه يجب على الكلدان والأشور والسريان أن يكونوا متحدون
لأنكم من نفس السلالة والجد منحدرون
وبنفس اللغة تتكلمون
وبنفس الطقوس تؤمنون
وتاريخكم وحضارتكم ولغتكم منذ القدم في الأرض ضاربون
ونفس الدماء في عروقكم وانهاركم يجرون
لكنكم على التفرقة بقيتم مصرون
وعشتهم في هذا الدهر متفرقون
يقاتل بعضكم البعض وكلاكم في القضية متهمون
وقلنا لكم اتحدوا لان سيوف العدو على رقابكم مسلطون
لكلماتنا ومناشداتنا لم تصغون
جاء اليوم الذي فيه يجب أن تكونوا متحدون
لكن يا اخوتي لقد فات الأوان وعلى ارجلكم يجب أن تـُفّرون
 فالعدو الغاشم لفروقاتكم لا ينظرون
فكلكم كلدان واشور وسريان وبدون استثناء مطلوبون
ولتاريخكم وحضارتكم واختراعاتكم لا يكترثون
 فهم لدمائكم متعطشون
وبحمورابي وسركون واكد وسومر وبابل وأشور لا يعترفون
فإلى متى على تعندكم باقون
فحاملي السيف الأخضر بعناقكم يرغبون
ولزوالكم من أرضكم وأرضهم الأموال يذرفون
ولطردكم من دياركم النفط يهدرون
وفي قعر الخلافات والقسمة نائمون
والمسيح يصلب من جديد أمامكم وأنتم لا مبالون
وعن موت مخلصكم صامتون
وعلى قميصه من جديد تقامرون
وخرافكم في الدروب ضائعون
وعدوى انقسامكم إلى الشعب ناقلون 
كفاكم فراقا ً ولتكونوا باسمه متحدون

تبا لكم أيها الإرهابيون
فالمسيح أقوى مما تتصورون
والله برئ مما تفعلون
سنظل نحن المسيحيون للمحبة مُنشدون
وسنبقى رغم الصعاب للسلام ناشدون
رافعين رايات السلام كما تعودنا نحن المسيحيون
على تعاليم ربنا المسيح مستندون
وعلى خطا ربنا في المحبة سائرون
لن يقهرنا الزمان مهما مرت السنون
تشهد لنا حضارات بابل واشور وسومر الأزليون
وسنظل نحن احفاد أكد وسومر وبابل واشور في الذكرى خالدون
وستظل أسمائهم وتاريخهم واختراعاتهم على الجدران مدوّنون
وعلى رقاقها الطينية ستظل ذكراهم وإنجازاتهم محفورون 
سنستمر في الوجود مهما فعل بنا المارقون
وسنظل بالمعجزات مؤمنون
وللعناية الإلهية خاشعون
وكل يوم من اجل خلاصنا نصلي راكعون
لا تدخلنا في التجربة يا إلهي في قلبنا منادون
وإذا كانت هذه مشيئتك فنحن مستجيبون
ولإرادتك طائعون
ولتعاليمك صاغون
وعليك نظل دوما متكلون
نحن الشعب المعنون بحرف النون
نحن المسيحيون كلنا نون
ونون كلنا نحن المسيحيون
كلنا إيمانا وقلبا متحدون
وقررنا أن نكون في إيماننا صامدون
فنحن كلنا بدمنا لربنا يسوع المسيح فادون
رغم المحن والعواقب والإرهاب فهم في النهاية زائلون
ورغم اننا في كل زمان ومكان متألمون
وستظل أرض الرافدين مهدا لأحفادنا القادمون
ستظل سماء الرافدين غطاء لأجيالنا المنبثقون
نحن في العهد سائرون
وسنظل على المسيح متكلون
نناشدكم في النون تبقوا صامدون
كلنا معكم يا شعبنا المعنون بحرف النون
طوبى لكم يا احبتي من باسم المسيح اصبحتم مضطهدون