المحرر موضوع: هل بتوحيد خطوطنا الكتابية نوحد شعبنا!  (زيارة 1545 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور بيت شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 842
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل بتوحيد خطوطنا الكتابية نوحد شعبنا!

آشور بيث شليمون

عن طريق الصدفة، قرأت مقالين في موقع نيرغال/ Nergal Gate حول توحيد الخط السرياني، ومن الطريف  أن البعض إعتقد سوف نتخلص من معضلة التسمية بمجرد توحيد خطوطنا وهاكم الرابط   حول هذه النقطة  من الموقع نفسه :
 http://www.nirgalgate.com/nirgal/feeds.php?lang=ar&page_name=archive&id=1305

توطئة:

في البداية، تاريخ الكتابة أو الخطوط الكتابية تاريخ طويل ومعقد للغاية، لأن شعوبنا مرت بمراحل متعددة وفي تلك  المراحل استخدمت عدة أنواع من الخطوط الكتابية بدءا بالمسمارية  السومرية ومرورا بالألفبائية الكنعانية، وحتى الألفبائية مرت بمراحل عديدة .

وهنا،  ينبغي علينا أن نفرق بين نوع خط الكتابة ولغة الشعوب التي استخدمت هذه الخطوط الكتابية، وبمعنى آخر إن كثيرا من هذه الشعوب اختلفت عن بعضها البعض رغم استخدامها نفس الكتابة وعلى سبيل المثال، الشعب الآشوري البابلي باستخدامه الكتابة المسمارية لم يعد – سومريا – بمجرد استخدام الخط المسماري السومري، ولا الفرس غدوا عربا بمجرد  استخدامهم  الخط العربي، ولا الترك غدو لاتينا بمجرد استخدامهم  الأحرف اللاتينية  بعد القرن العشرين منذ   تبنيهم الخط اللاتيني الخ .
والجدير بالذكر أن اللغة السريانية كما قلنا هي لغة نشأت في القرن الثاني الميلادي وما بعده على انقاص اللهجات اللغات السامية في الهلال الخصيب أي اللغة الأكادية، البايلية الآشورية، اللغة الإبلية، الكنعانية الفينيقية، العمورية الآرامية والكلدية.
وللمزيد حول تكوين هذه اللغة، يرجى النقر على الرابط ادناه أو زيارة موقع تللسقف وتحت صفحة الكاتب آشور بيث شليمون حول الموضوع ومواضيع ذات صلة:


http://thevoiceofreason.de/ar/article/3470


بعد قراءة مقالين اللذين يصبان  في  نفس الموضوع وفي موقع – نيرغال -  رأيت من  الضرورة  أن أبدي برأيي  حول الموضوع ولو جاء متأخرا.

في الحقيقة، ليس لنا اليوم مشكلة خطية، وكلنا نعلم أن الغرض من تلك الخطوط  هو إعطاء او اسباغ شخصية خاصة بالبعض كي تكون مختلفة عن الآخر، وتولد الخط النسطوري واليعقوبي يصب في نفس الخانة  والهدف وهو للتمييز بين هذين الفريقين، وليس ذلك فحسب حتى ذهب البعض الى تغيير اللفظ  والنطق وفي هذا المضمار العلامة تيودورس بركوني/ ܬܐܕܘܪܣ ܒܪ ܟܘܢܝ قال كلامه الشهير،  ان لغتنا انتقلت غربا ونحن تبنبنا اللغة الغربية ويعني أننا اهملنا لغتنا الآشورية البابلية وتبنينا اللغات الكنعانية والعمورية والآرامية وهم بالمقابل تبنوا لغتنا.

وكلنا نعلم أن اللغة الأكادية، الآشورية البابلية في اغلب الأحيان  تنتهي بالرفع/ الضم، بينما في الغرب من الهلال الخصيب تنتهي بالفتحة وهذا ليس وقفا على لغاتنا السامية فحسب، بل حتى ينطبق على اللغات الأوربية وأفضل مثال على ذلك ما يلفظ باللغة الإيطالية بالضمة في اللغات الاخرى يظهر غير ذلك وهلم جرى .

ومن أطرف الأشياء وهو ما حدث حول لغتنا في بلاد آشور أن المنشقين وجدوا هم بدورهم إثر انفصالهم وإنشقاقهم  وهنا أقصد – الكلدان –في محاولة إدخال اللفظ الجديد كما هو في العربية لكل ( خاء ) الآشورية * ب ( الحاء ) العربية أو الآرامية، ولكن الشعب في بلاد آشور لم يتقيد بها كليا رغم  ذلك حيث الى حينه في معظم المفردات احتفظ بها باللفظ الآشوري الأصيل حول أي لفظ الحرف الثامن ( خاء ) ولا حاء  .

ومن جهة اخرى، نرى لا حاجة مطلقا في عمل كهذا، كون معظم الشعوب لها خطوط مختلفة وعلى سبيل المثال الشعوب العربية بخطوطها النسخي، الرقعي،الكوفي الخ، ولكن ذلك لم يمنع شعوبها  من استخدامها جميعا وكذلك شأننا في الموضوع .
لذلك نحن لسنا بحاجة الى أي تغيير، بل نحتاج الى تثقيف شعبنا بها ومن المؤكد ليس هناك مشكلة في الأمر.

كما أعتقد استخدام الحرف – الإسطرنكيلي – في كتابة العناوين فقط  ولا باستخدامه كتابيا، كوننا نشوهه عندما نكتب به وفي نفس الوقت نستخدم الحركات الضرورية .

وليكن معلوما، الوحدة المسيحية التي حدثت في مطلع القرن الثاني وما بعده في الهلال الخصيب  يعد من   المستحيلات الأربع إذ لا يمكن تحقيقها اليوم  اطلاقا لسببين إثنين:

أولا، ليس لنا النصاب القانوني في أرض جغرافية واسعة لقلة عددنا،
ثانيا، معظم المسيحيين من أصول سريانية، اليوم تعتبر وتؤمن أنها عربية حتى النخاع.

وبهذا، سيكون المجال الوحيد لتطبيقها في بلادنا الآشورية أي شمال العراق حيث تستخدم  بكثرة من قبل الجميع .

 و كان هناك فرصة ذهبية لنا ولكن للأسف لم نستطع تطويعها لصالحنا رغم أنه كان هناك محاولات وإهتمام غربي في هذا الشأن، كوننا غارقين حتى آذاننا في المذهبية الضيقة التي فيها لم نفقد قوميتنا الآشورية وأهدافها المقدسة، بل فقدنا المسيحية ذاتها وما علينا إلا أن نقرأ ما يدور في خلد الحاقدين في موقعين إثنين هذه الأيام ألا وهما -  كلدايا نت والآخر التنظيم الآرامي الديمقراطي، حيث للأسف عداوتهم  وحقدهم للقومية الآشورية تفوق عداوتهم حتى للفرق الإسلامية التكفيرية بكل أسف!

ختاما، كما قلت مرارا وتكرارا وأقولها من جديد، إن السريان والسريانية التي جمعت شعوب الهلال الخصيب تحت لوائها، ليست هوية – قومية ، بل هوية دينية  وبمعنى آخر ليس لها عاصمة، ملك، أمبراطور ولا قوات مسلحة، ولا إدارة مدنية بل شعب ديدنه الأوحد تمسكه بالديانة المسيحية، هذه الرسالة الخالدة لمدة جد قصيرة وبعدها بأفعالهم وأعمالهم والتي خرجت وخرقت  المسيحية الحقة ذاتها حيث ابتدأت الإنقسامات والأنشطارات ودفعنا الثمن غاليا لأخطائنا بقدوم العرب المسلمين الغازين وحصدنا وما نزال الى هذه اللحظة نحصد المآسي والويلات وصدق قول المؤرخ البريطاني أرنولد جي توينبيArnold J. Toynbee  القول كما عربها المؤرخ اللبناني فيليب حتى في كتابه تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين بما يلي :

" وإذ اجتاح الإسلام هذه الأصقاع عصف بها حتى لم يبق منها إلاّ صور متحجرة لمجتمع سرياني منقرض " . **

....................

*    انظر كتاب البروفيسور أ. ولفنسون ( تاريخ اللغات السامية ) صفحة 235 حيث يقول:
لا يوجد في اللغة الآشورية حرف (  ح  ) ونحن اليوم نعوضه بحرف (  خ  ) الثامن من الأبجدية، ونقول أسرخدون ولا أسرحدون .

     **  انظر تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين الجزء الثاني للمؤرخ فيليب حتي – دار الثقافة –
           بيروت  ص 139