المحرر موضوع: زرعوا الأحقاد والإحن ... حصدنا الكوارث والمحن  (زيارة 1082 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل احسان جواد كاظم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 421
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
زرعوا الأحقاد والإحن ... حصدنا الكوارث والمحن
احسان جواد كاظم


كل الحق كان للتوصيفات والتعليقات والآراء الغاضبة التي ابداها الكثير من مواطنينا الأيزيديين والمسيحيين, والتي بلغت بعضها اتهامات صريحة للعرب والكرد بخيانتهم وتقديمهم لقمة سائغة لكلاب داعش الارهابية, وتنكرهم لحقوق الجيرة التاريخية والعيش المشترك وخيانتهم لوشائج المحبة التي كانت تربطهم, حد تصريح الكثير من المواطنين برغبتهم بمغادرة هذه البلاد التي لم تحمهم و لم تصن كرامتهم. وقد حفلت مواقع التواصل الأجتماعي بأتهامات مباشرة وآراء صريحة من مواطنين أيزيديين لقوات البيشمركه الكردية في سنجار بخيانتهم واتهموا القيادة الكردية بمقايضة وجودهم كأثنية متميزة مقابل سلاح يضمن انفصال كردستان عن العراق.
 وكان مراسل قناة الميادين قد سأل مسيحي مهجرمن الموصل :" هل لكم رغبة بالعودة الى دياركم؟ أجاب بمرارة: نعم, بشرط ان لايكون جيراني عُربي" في اشارة منه الى عمليات الغدر التي قاموا بها جيران الأمس بحقهم, واشتغالهم كأدلاء لمجرمي داعش عليهم ونهب بيوتهم وممتلكاتهم قبل ان تضع دولة داعش أيديها الآثمة عليها.

لم تجهد الدولة الاسلامية داعش كثيرا في تخريب بنية المجتمع العراقي. فقد جاءت لتجد الارض ممهدة لها و ثمرة سنوات الأستبداد والشوفينية البائدة المرّة قد أنضجها نهج المحاصصة الطائفية - العرقية وباتت يانعة, فقطفتها .

فلم تألو احزاب المحاصصة الطائفية - العرقية, خلال كل فترة تسلطها على الحكم في الدولة, جهداً في تغذية النزعات البدائية واثارة الأحقاد وزرع الضغائن بين ابناء الوطن الواحد, بأعلان ما يفرق وحجب ما يوحد من خلال تضخيم الهويات الفرعية على حساب الأنتماء الوطني وانتشارمظاهر التشيع والتسنن والعروبة والكردايتي والعشائرية والمناطقية, بحجة التهميش اوالمظلومية او الشوفينية القومية, لكي  تتسابق لجنى أقصى المكاسب الفئوية في صراع محموم فيما بينها أضرّ بالعملية السياسية عموماً وبمصالح الشعب.
 آثر مواطنونا ممن يسمون بالأقليات القومية والدينية, بحكم تجربتهم التأريخية, النأي عن صراعات الكباروعدم الأنحياز لأي طرف من القوى المتصارعة, لصيانة خصوصيتهم الثقافية, لكنهم لم يسلموا. فقد حاولت هذه الأطراف فرض وصايتها عليهم لدواعي قومية او جغرافية او طائفية, ولأستخدامهم كورقة ضغط ضد غريمها السياسي الآخر, وتوريطهم في لعبة مطامعهم الدنيئة.

 وبعدما كانت سياسة التعريب الشوفينية التي مارسها نظام الدكتاتورية البائد نهجاً مرفوضاً ادانه الكثير من اساطين السياسة اليوم, فأن ممارسات تكريد مناطق او تشييع قصبات, جرت على قدم وساق, لابل اصبحت احدى معالم العهد الجديد حتى جاءت داعش لتلغي الجميع, بجرّة خنجر, وتضع مصيرهم في حكم المجهول بدعشنة كل مجال من مجالات الحياة العامة.
 ويحفل الواقع المناطقي بممارسات تغيير الطابع الديموغرافي في هذه المنطقة الحساسة من العراق والتي تضم اجناس وأثنيات واديان وطوائف متعددة, كقضاء عينكاوة على سبيل المثال, الذي كان منذ قرون كلدانياً مسيحياً بشكل كامل لتتغير تركيبته السكانية اليوم لتصبح كردية بالأغلب. ثم مدينة الموصل والغاء الوجود الأيزيدي فيها بعمليات القتل المنظم لهم على يد تنظيم القاعدة الأرهابي, ثم افراغها أخيراً من مسيحييها, وتهديم كنائسهم فيها على أيدي عصابات داعش وجعلها مدينة مقفلة للسنة, لابل يقوم ارهابيو داعش بتصفية كل سني لا يخضع لأهوائهم المريضة. ولتتواصل جرائم داعش بحق الأثنيات الاخرى بعد تمددها في سهل نينوى وقيامها بتخريب مزارات الكاكائيين في المنطقة وتقتيل الشبك الشيعة وتهجير المسيحيين من الكلدان والسريان والآثوريين والأرمن وصولاً لكارثة سنجارالمروعة بحق مئات الالاف من الأيزيديين.
 وكانت احزاب شيعية متنفذة في السلطة قبل ذلك قد دفعت بأتجاه تغيير الواقع الديموغرافي في سهل نينوى بدفع الشبك الشيعة لشراء دور ومحلات المسيحيين بأسعار خيالية, بأموال وصلتهم من هذه الأحزاب المتنفذة التي اغتنت بين ليلة وضحاها, للتوسع في بناء الجوامع والحسينيات في مناطق المسيحيين, مما كانت له تداعيات سلبية بسبب تداخل المناسبات والطقوس والشعائر الحزينة للشبك الشيعة مع احتفالات المسيحيين بأعيادهم, ومحاولة جيران الأمس المتآلفين من الشبك فرض واقع جديد على جيرانهم من ابناء المنطقة الأصليين, مما ولد نزاعاً في عام 2009  أدى الى حرق كنيسة وقتل وجرح العديد من المسيحيين في برطلة.
 ( انظر رسالة الكاتب كاظم حبيب المفتوحة للسيد عمار الحكيم حول التغيير السكاني في سهل نينوى).
  http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=389340

ان سياسة زرع الضغائن بين اقوام واثنيات المنطقة التي مارسها الكبارمن العرب والكرد, أدت الى شيوع مشاعرعدم الثقة لدى هذه الاقليات بهم وبوعدوهم التي نكثوا بها, مما دعاها الى مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية لها والمناداة كذلك بأنشاء تشكيلاتها المسلحة الخاصة لحماية مناطقها. وهو ما أودى بمشاريع الكبار لأحتوائها وضمها تحت اجنحتهم وأوهت بمطامع التوسع الجغرافي ومناطق النفوذ ومشاريع الانفصال.

أغدقوا علينا بالمصائب واغتالوا تآخينا. وقفوهم انهم مسؤولون !                       
 


غير متصل Hermiz Hanna

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 190
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
  lمقالة رائعة و جريئة تحلل نتائج التغييرات الديموغرافية التي تعرض له البلد على يد النظام السابق ولاحقا الحكومات الحالية.  لقد عشنا ممارسات مشابهة خاطئة لما حصل من عملية التعريب الذى جرى على ايدى النظام السابق باستقدام العوائل العربية الى مدينة كركوك وترحيل العوائل الكردية عنها و قد كان الوافد الى كركوك يتمتع بامتيازات ومفاضلة على المواطن الاصلي المولود في كركوك من حيث الحصول على قطة الارض  و التعيين في الدوائر وغيرها من المنافع.  وللاءسف قام الاكراد بممارسة عكسية مماثلة باستقدام عوائل كردية ساكنة في مناطق في اطراف كركوك واسكانها في هذه المحافظة و نزوح اعداد كبيرة من العوائل العربية الى كركوك نتيجة الظرف الامني المتردي في مناطقهم الامر الذى ادى للاسف
 الى خلق تركيبة سكانتيةمعقدة يصعب ادارتها من قبل اية جهة لعدم قبول اية فئة بالاخر وتحقيق العيش المشترك الامن للجميع .