المحرر موضوع: الحل هو باقامة جسراً جوياً أو دولة مستقلة  (زيارة 1661 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جــلال برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 158
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحل هو باقامة جسراً جوياً أو دولة مستقلة
بقلم: جلال برنو
barnoj56@gmail.com/ Oct. 13,2015

ان الظهور المفاجيء لقوة أنصار الشريعة المتمثلين بداعش في سوريا والعراق ، باغت شعوب منطقة الشرق الأوسط بأسرها وأذهل العالم بقوتهِ الكبيرة وامكانياتهِ المادية والعسكرية الهائلة ، طبعاً باستثناء أمريكا والدول الغربية وكيانات أخرى في المنطقة كتلكَ التي تهدف الى الأطاحة بحكومة الأسد في سوريا ومنها حزب العدالة والحرية الحاكم ذو التوجه الأسلامي في تركيا.
أن تنظيماً بوزن داعش قادرعلى أن يبسط سيطرتهِ على مساحات شاسعة تمتد من شرق سوريا الى شمال شرق العراق ومن ربيعة الى تخوم بغداد وبابل ومناطق أخرى ، يرعب كل من يقف في طريقهِ بهجماتهِ وصولاتهِ ، فتغادر الجيوش المنظمة بعديدها وأسلحتها  ثكاناتها بعد مقاومة خجولة وأحياناً بدون مقاومة كما حدث يوم الأستيلاء على مدينة الموصل وغيرها من المدن والقرى العراقية . حينها قلنا أن أنصار الشريعة قد وجدوا مَن يحتضنهم من بعض سكان الموصل ! ولكن بات واضحاً وجلياً أن قوات البيشمه ركَة هي الأخرى انسحبت في 6 و7 آب من قرى وبلدات سهل نينوى ومن سنجار ، وكانت النتيجة موت المئات وسبي مئات من النساء ونزوح عشرات الآلاف الى مدن وقرى اقليم كوردستان الأمنة .
هكذا تنظيم لا يمكن الا أن يكون مخطط لهُ ونشأته‘ ونموه السريع لا ريب أنهُ نتيجة لمؤامرة خفية وكبيرة لا يستطيع الأنسان البسيط وربما يصعب على المحللين السياسيين الوصول الى خيوطها بسهولة . تنظيم يجتاز طريقهُ بيسر ،  يهزم جيوش منظمة ، ويسيطر على أراضي شاسعة ، يمحو حدود دولتين ، يبيع المنتجات النفطية علناً لوسطاء وتجار غير مقنعين ، تنظيم يسلك طريقاً طويلاً من الرقة في شرق سوريا الى الموصل والى تخوم أربيل ، يسير في نسق بمركباتهِ وآلياتهِ العسكرية وبيارقهُ السود عالية  ترفرف في الهواء الطلق ، يثير الغبار وراءهُ كعاصفة هوجاء ، يدخل مدينة الموصل يُهًجر مسيحييها قسراً ويغزو سنجار وينكل بمَنْ علق في المدينة ، يسبي النساء ويحاصر اللاجئين الى جبلها ووهادها والكثير من المآسي التي يندى لها جبين البشرية . كل ذلك يحصل والأستخبارات التي تعرفت على هوية ذابح الصحفيين الغربيين من نبرات صوتهِ ، يبدو أنها عجزت عن مشاهدة تحركات قوافل داعش من الرقة في سوريا  الى الموصل في العراق !!!
وفي هذهِ الأيام  تقود الولايات المتحدة الأمريكية تحالفاً مؤلفاً بما يفوق الخمسون دولة ضد ما تسميهِ بالتنظيمات الأرهابية دون أن نلمس تقدماً ملحوظاً على الأرض ، فبعد ان نفذت طائرات التحالف مئات الغارات على مواقع التنظيم الذي ينتشرعناصرهُ  في أراضي مفتوحة ، أغلبها غير محصنة بالعرف العسكري  ، دون أن تحقق تقدماً كبيراً لصالحها ! فلا تزال الموصل ومعظم بلدات سهل نينوى في قبضة التنظيم ، وتحريرمركز مدينة الموصل  يتطلب عاماً حسب تقديرات المسؤولين الأمريكان :  حيث جاء على لِسان الجنرال الأمريكي المتقاعد جون أَلنْ ، منسق عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الأسلامية ، أن التخطيط لمعركة استعادة الموصل قد يستغرق عاماً !  ولا زالت زمّار غربي الموصل تحت سيطرة التنظيم ، وكذلك حال مدينة هيت والكبيسة في محافظة الأنبار الى حد تاريخ اليوم ، وهذا التنظيم يحرز تقدماً مخيفاً باتجاه قلب مدينة كوباني الكوردية في سوريا حتى بات سقوطها وشيكأً ، رغم الدفاع المستميت من قبل قوى حماية الشعب الكوردي  بمساعدة عناصر من حزب العمال الكوردستاني و مصاحبة الضربات الجوية المكثفة من قبل قوات التحالف ... والتصريح المخيف والمخيِّب للآمال جاء على لِسان وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانينا نشرتهُ صحيفة ( يو- أسْ- تو- دَي ) :  " ان الحرب على تنظيم داعش ستستمرنحو ثلاثين عاماً " ملقياً اللوم في ذلك على قرارات الرئيس أوباما  !!! أما نحن الناس البسطاء لا ندري كيف أن تحالفاً أصغر استطاع أن يطرد جيش صدام الجرار من الكويت عام 1991 ودمرهُ بصورة كامة عام 2003 في غضون أيام معدودات ؟؟؟
لقد اعترفت الأدارة السابقة في الولايات المتحدة  بأنها كانت على خطأ عندما ظنت أن العراق في زمن صدام حسين يملك أسلحة دمار شامل بعد أن غزت العراق ولم تعثر على تلك الأسلحة المزعومة . وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس ابان فترة رئاسة جورج بوش الأبن أن الأمريكان ارتكبوا مئات الأخطاء خلال غزوهم للعراق الذي بدأ في 2003  . تلك الأخطاء التي دفع ثمنها ملايين العراقيين منهم من خسر حياتهُ ومنهم مِنْ ذاق مرارة الهجرة الى خارج البلاد أو النزوح الى مناطق في داخلهِ .
وقبل أيام قال الرئيس الأمريكي أوباما أن ادارتهُ أخطأت في تقدير قوة التنظيم ومدى خطورتهِ !!! وكانت نتيجة ذلك الخطأ موت الآلاف وتهجير آلاف أخرى من الناس الأبرياء ونالت الأقليات العددية في العراق  النصيب الأكبر من تداعيات السياسة الخاطئة .
تُرى الى متى يدفع المواطنين الأبرياء في الشرق  ثمن أخطاء ساسة الغرب ؟
أعتقد أنهُ استناداً لما سبق أن معظم هؤلاء الناس الغربيين جُهلاء في التاريخ والجغرافية وعلم الأجتماع الأديان الأخرى غير المسيحية واليهودية ... ربما باسثناء النخبة ، وأقصد بالنخبة أولئك الناس الأكادميين المتخصيين . أقول هذا لأنهُ الحقيقة ولأنهُ واقع الحال بحسب اعتقادي ، وحتى ان كان اعتقادي هذا غير صائب ، فأنا واثق بأن طريقة تفكير الأنسان الغربي تختلف عن طريقة تفكير الأنسان الشرقي بفارق كبير .
هؤلاء الناس الغربيين مثل كائنات البحار يظنون أن كل شعوب كوكب الأرض تعيش في المياه ، متناسين أن شعوب أخرى وثقافات متنوعة تشاركهم في كوكبهم . على سبيل المثال هم يتحدثون عن حقوق الأنسان مدونة في لائحة (طويلة ..عريضة ) ويريدون تعميمها على كل شعوب الأرض ويوماً ما على كوكب المريخ ، دون مراعاة اختلاف الثقافات ، وحتى فلاسفتهم ، عندما يشنون حرباً على الدين ، يوجهون سهامهم الى تعاليم وفلسفة الكتاب المقدس ، والدليل على ذلك لم نقرأ لفيلسوف غربي تطرقهُ على فحوى الأديان الأخرى ، والسبب ببساطة لأنهم لم يقرأوا  كتب الأديان الأخرى . ومثال آخر ، صياغة لائحة حقوق الأنسان بمقاسات الثقافة الغربية حيث ان ما ينادي بهِ العالم الغربي بما يُسمى  - حرية الأديان -  دون أن يتمحصوا  بالتفاصيل ، فعلى سبيل المثال دين يسمح بالزواج بأكثر من أمرأة ، أو يسمح بالزواج من القاصرات ، أو دين يأمر أتباعهُ بعبادة حيوان معين ، والمتدين يفترض أن يقوم بتربية هذا الحيوان الذي قد يكون حامل لفايروسات مسببة لأمراض معدية خطيرة ، وهذا ما رأيتهُ بأم عيني في فيينا حيث كان شباب آسيويون يطعمون جرذان ويحرسون على عدم ايذاءهم والأهتمام بهم كنوع من ممارسة  الطقوس الدينية .
بقي أن أقول وأعتقد يتفق معي الكثير من عامة الناس ، اننا لا نستطيع فهم وهضم ما يجري لأهلنا في الوطن الأم سواء كان ذلك نتيجة خطأ أو أخطاء يرتكبها الساسة الغربيين في الشرق الأوسط ، أو نتيجة مؤامرة ... أي كان حجمها ، فنحن عاجزين عن فصل خيوطها ، ولا نمسك بأي من تلك الخيوط في أي حال من الأحوال ، وليس من الحكمة ان نعول على الغرب أن يدافع عن وجودنا لأنهُ سبق وأن غدرت بنا حكومة بريطانيا والتي كانت دولة غربية مهيمنة في القرن الماضي ... ولا أعتقد أن طريقة تفكير سياسيو بقية الدول الغربية تختلف كثيراً عن طريقة تفكير الأنكَليز ، فَهُم على استعداد أن يبيعوا شعبنا مقابل برميل من النفط الخام !  وليس لنا أن نعوّل على شُركائنا في الوطن لآننا عاشرناهم على مدى 1400 عاماً من عمر الزمان ونتيجة معاشرتنا لهم معروفة ولسنا بحاجة الى سرد الويلات والنكبات التي وقعت على شعبنا من قِبلهم ، كان السيف مسلطاً على رقابنا وفي فترات استراحة السيف كنا خائفين ، خانعين ، ذليلين ونعيش بلا كرامة . وليس لنا أن نعوّل على الكنائس الغربية وفي مقدمتها الكنيسة الكاثوليكية لأنها لا تأبه بما يجري لأتباعها من مسيحييي الشرق ، ولا يهمها أمرهم ، انما المهم لديها هو تقديمنا الولاء والطاعة واستلام الأوامر ، ولأنها ببساطة لا تملك أية سلطة على السياسيين الغربيين .
لم يبقى لنا ما يدفعنا للتفائل بالمستقبل وضاقت بنا فسحة الأمل ، لقد حاولنا ونحاول البحث عن حل لمأساتنا المتواصلة ، لكن دون جدوى فاما أن نستغيث بالغرب ونتوسل اليهم ليقيموا لنا جسراً جوياً ينتهي بنا الى حيث الأمان بقبولنا لاجئين ومن ثم مقيمين الى الأبد في بلدانهم أو أن ينظروا الينا بعين العطف وينشأوا لنا وطناً يأوينا مهما كان صغيراً ، المهم أن يوفر لنا عيشاً هادئاً وكريماً ، لأن نهاية وجودنا على أرضنا التاريخية  بات واقعاً وحقيقياً وفق الحسابات التي تتطرقنا لها وكأساً مراً ينتظرنا من الصعب جداً ابعادهُ عنا .
 
 



غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي جلال برنو
شلاما
اعتيقد ان كل ما حدث وما قد يحدث  وعلى وجبات سياسية ليس الا جزء من مخطط سياسي جديد لاستحداث وحدات سياسية جديدة على الخارطة الجديدة للمنطقة
ونظرا لفقدان ثقة شعبنا بجيراننا في الداخل من المسلمين وكذلك بالقوى الغربية وكناءسها وكما تفضلتم
فان شعبنا يعيش في دوامة ضبابية قاتمة تمتع من  ايجاد  مخرج سليم من تحت ايادي الاخطبوط السياسي الماص للدماء
ومع كل ذلك اعتقد
ان شعبنا بصبره وحبه لارضه وتاريخه سوف يصمد ويواصل العيش في الوطن رغم الخسارة العددية الهاءلة في نفوسه
وتشكر على الطرح

غير متصل جلال برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 328
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
رابي أخيقر ميوقرا ، لقد بات واضحاً جداً أن هناك مؤامرة كبيرة قد تنتهي الى رسم خارطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط , وعليهِ يتعيّن علينا العمل على ايجاد وطن آمن يحتضننا على أرضنا التاريخية مهما كان صغيراً ، يعيدنا اليهِ من دول الأنتشار ، نُحيي فيه ثقافتنا ولغتنا وتراثنا ، وطن يرسم الأبتسامة والفرح على وجوه أطفالنا يلعبون ويذهبون الى مدارسهم دون خوف .. لأننا جربنا العيش مع الأخر ولمئات السنين وكانت الحصيلة نتائج مأساوية ، لذا أعتقد أنهُ آن الآوان لننهي تجربتنا الفاشلة ونبحث عن مستقبل أفضل وبعكس ذلك سيبقى شعبنا يتطلع الى مواسم الهجرة نحو الغرب وسوف لن يكون بمقدور أحداً أن يوقفهُ ، لأنه سوف يُحرج من يحاول ايقافهُ بقولهِ أريد حلاً ؟  عَمْ شلامي و ايقاري