هل يعرف كتاب كلدايا بانفسهم ماذا يريدون؟
يقول فيلسوف اللغة لودفيغ وتغنشتاين بان احدى مشاكل الفلسفة هي سوء فهم منطق اللغة. وكان قد قال بان اللغة مليئة بالخدع والحيل والكلمات المبهمة التي هي عبارة عن هراء لا معنى لها. وهو كان قد قدم عدة تحاليل لغوية في ذلك بحيث ان تحاليله شملت حتى ابسط العبارات اليومية , منها مثلا كانت سيدة قد قالت بعد اجراء عملية للوزتين لها بانها تشعر الان مثل كلب دهسته سيارة, وقال وتغنشتاين بانه متاكد بانها لا تعرف كيف يشعر الكلب عندما تدهسه سيارة. فهو كان يريد التفريق بين الجمل الواقعية التي لها معنى والجمل الغير الواقعية التي لا معنى لها. وفي كتبه حول الربط بين اللغة والعالم الخارجي قدم عدة تحاليل حول عدم وجود شئ واقعي للكثير من الجمل في العالم الخارجي التي يتم استعمالها
وفي هذا له مقولة " حيث انك لا تستطيع الكلام، عليك أن تبقى صامتاً ". احد تابعيه كان قد شرح الهراء, حيث قال بان الهراء يولد بدافع الضرورة عندما يعتقد شخص بان عليه ان يكتب شيئا حتى عندما لا يعرف عنه شيئا او لا يفهمه بنفسه. لذلك هناك هراء في المنطقة الرمادية بين الحق والباطل واللذي هو صعب الفهم. الفرق بين الشخص الكذاب وبين من يكتب هراء هو ان الشخص الكذاب يعرف بالحقيقة في راسه وبذلك يحترم الحقيقة. اما الشخص اللذي يكتب كلمات مبهة لا معنى لها فهو لا يعرف شيئا عن الحقيقة وغير مهتم بها. المثير هنا ان اغلبية الناس تنجرح مشاعرها عندما يتم الكذب عليهم. اما سماعهم لكلمات لا معنى لها فهم يمتلكون تسامح معها اكثر من الكذبة.
الكثير من الصراعات والخلافات في العديد من المواضيع تبدوا بانها غير متقصدة ولكنها تنتج من سوء فهم اللغة, سوء استعمالها, وايضا استعمال كلمات مبهمة لا يفهمها احد او لا يعرف ماذا يفعل بها, او استعمال كلمات هي بكل بساطة هراء.
"البطريركية لا تقوم برفع النهضة الكلدانية"
"البطريركية لا تقوم بتنشيط القومية الكلدانية"
انا كنت اعتقد بان تحديد المقررات والتي تكون عبارة عن واجبات يتم تحديدها بالاجابة على عدة اسئلة منها مثلا:
ماذا: ماذا ينبغي فعله. لماذا: من اجل ماذا يجب فعله. متى: متى يبدأ بالعمل به: اين: في اي مكان. كيف: كيف يتم انجازه جمع تبرعات او مفاتحة جهات... هكذا نستطيع ان نعطي مثال: فتح مدرسة لغوية من اجل تعليم اللغة الكلدانية من اجل تقوية الشعور القومي وذلك يبداء به اعتبارا من الشهر القادم في المكان الفلاني وبالطريقة التالية...
ولكن مذا تعني كلمة "رفع النهضة"؟ هل هناك شخص يعرف ماذا تعني؟ للعلم هذه كانت من مقررات المؤتمرات التي اشرف عليها ايضا من يعملون في موقع كلدايا.
ماذا تعني كلمة "تنشيط "؟ كيف يبدو التنشيط؟ هل هناك شخص شرح شيئا؟ هم قالوا بانهم قدموا عدة دراسات ولكن في الاخير لم يعرف احد منهم ماذا تعني رفع النهضة وماذا تعني التنشيط ولهذا بالضبط فشلت المؤتمرات لان لا احد عرف ماذا عليه ان يفعل. فهي كلمات مبهمة . وفوق هذا هم يريدون من الاخرين ان يقوموا بالنهضة والتنشيط.
الصراع هنا والخلافات هنا هو ناتج من استعمال لغة وناتج من سوء استعمالها. والشخص المقابل لا يفهم منها شيئا. وعندما لا يفهم شيئا هم لا يوضحون ايضا ومن ثم يتهمون المقابل بانه ضد كل شئ.
الكاتب ابرم شبيرا كتب مؤخرا مقالة بان القوميين الكلدان والاشورين يتبعون اسلوب القوميين العرب. وكلامه صحيح.
القوميين العرب كانوا يقولون : رفع النهضة العربية, تنشيط الوعي القومي العربي. وهي كانت مجرد شعارات لم يفهمها احد منهم وحتى اللذين كتبوها لا يعرفون ماذا تعني ولحد الان السؤال هو : ماهي النهضة التي قام بها هؤلاء القوميين العرب؟ والقوميين الكلدان سرقوها منهم واستعملوها. ونحن الان علينا ان نبتلي بهم وبثقافة العرب.
ولكن مع هذا انا نعم لا اعتبر نفسي مقياس للجميع كما وعدت في مكان اخر. انا ساعتبر نفسي شخص جاهل واطلب من موقع كلدايا ان يشرح ولو لمرة واحدة ماذا يريدون بالتحديد وبالضبط. وذلك ساعتبره تنفيذ لوعدهم عن انهم سيقومون بدورات محو الامية لنا نحن المسيحين الباقين واللذين لا نتبعهم.
نحن نعرف كلنا باننا كلنا جهلة ومتخلفين وبان من يكتب في موقع كلدايا هم لوحدهم من يمتلك كتابات وتحاليل رصينة , وهنا نحن نطالبهم بدورات محو الامية لنا.
المقالات التي كانت قد ناقشت الشعور القومي الضعيف عند الكلدان كانت قد تناولت عدة نقاط منها: ان ارتباط الكنيسة الكلدانية بالفاتيكان ادى الى ان يشعر تابعيها بان ليس هناك فرق بين كنيسة كلدانية و اخرى امريكية او هولندية او استرالية كاثوليكية, اي يمكن الذهاب الى اي كنيسة بغض النظر عن القومية واللغة والجنسية. وهذه النقطة كان موقع كلدايا قد تناولها في ان عليهم الاهتمام بالكنيسة كقومية. ولتحقيق ذلك فان الانطباع اللذي اعطوه يقول بان ذلك يتحقق بعدم الاعتراف بسلطة البطريريكة التي تحمل اسم الكلدانية.
هذه النقطة ينبغي ايضا ادخالها ضمن دورات محو الامية لنا نحن الجهلة.
ومن جهة اخرى كان هناك مقرر اخر للمؤتمر الكلداني وهنا الاقتباس:
أوصى المؤتمر بمتابعة موضوع هجرة أبناء شعبنا المسيحي بصورة عامة والكلداني بصورة خاصة ومخاطرها على مستقبل تواجد شعبنا في الوطن، والتواصل والتنسيق مع الحكومة العراقية وحكومة الأقليم والمنظمات العالمية الأنسانية، لوضع المعالجات وإيجاد الحلول اللازمة لوقف نزيف الهجرة.
هنا ايضا ليس هناك اي شرح , وهنا ايضا تقليد للقوميين العرب. ماذا تعني المتابعة هنا؟ وكيف تكون؟ كيف كانت الدراسات حولها؟ وهل فهم احد حول كيف سيتابع؟ هل شرح احد مع من سيلتقي؟ كيف ؟ اين ماذا ؟ متى؟...
كيف لنا نحن الجهلة ان نفهم؟ الم يفكر هؤلاء باننا بحاجة الى محو الامية؟ ولكن مع هذا نحن فكرنا بان نساعد انفسنا حسب قدراتنا الضعيفة. وقلنا بان هذا سيكون بالخروج في تظاهرات وخاصة في المناطق حيث المسيحين يشكلون العدد الاكبر. وبان هذا يحتاج الى جمع تبرعات منهم الخ.
ولكن هذه التصورات لم يعد احد منا نحن الجهلة يمتلك الجراءة للتحدث عنها. فمن يتحدث منا عن هذا المقرر سيتم اعتباره مجرم يريد احتجاز المسيحين في العراق. واللذي لا يتنازل عن هذا المقرر اللذي شارك في وضعه كتاب الموقع فانهم بانفسهم سيقومون بالتهجم علينا, وسيعتبروننا مرة اخرى جهلة ومرة اخرى سنحتاج الى دورات محو الامية.
وكان هناك ايضا مقرر اخر في المؤتمر الكلداني واللذي شارك فيه كتاب موقع كلدايا والاقتباس هو:
التنسيق مع كنيستنا الكاثوليكية الكلدانية بإعتبارها المؤسسة التي حافـظت عـلى إرثـنا وهـويتـنا الكلدانية عبر قرون طويلة.
يا سلام لنترك التنسيق هذا فهو موضع خارج نطاق استيعابي. ولكن الغرض من التنسيق سيكون المحافظة على الارث الكلداني. وهنا ايضا من ضمن عدة دراسات ومتابعات واجتماعات لم يفكر احد بان يشرح لنا نحن العامة الجهلة حول كيف تبدو عملية المحافظة هذه؟ اين الشرح؟
ولكن علي الان ان اتوقف لان الموضوع سيبدو خطيرا لي, فمن يدعي الان المحافظة على الارث سيعني احتجاز المسيحين بحجة الدفاع عن هذا الارث الغير المهم. فالانسان اعلى من اي شئ ويمتلك قيمة تفوق الارث. ولكن ليس كل انسان, فعلينا نحن كلنا بناء على اوامر موجهة لنا ان نعتبر الاخرين سواء اشوريين او سريان او الاراميين مسيحين اعداء لنا. وهذا نابع من التربية المسيحية التي نحن لم نكن نعرف بها. المسيح كان يقول بان هناك بشر هم outgroupو ingroup
كان هناك استاذ يقول بان من يستعمل لغة تحوي اخطاء املائية فهذا غير مهم, المهم هو التمكن من ايصال الفكرة وبدون تناقضات . كتاب هذا الموقع يبحثون عن اخطاء املائية عند الاخرين ولكن لا يرون التناقضات في المقررات التي يضعونها بانفسهم.
ولكن هذه كانت فقط مقدمة لاوضح حول لماذا انا لم افهم ولا حتى حرف واحد منهم ولا افهم ماذا يريدون.
وهي محاولة لان يشرحوا النقاط اعلاه ولو لمرة واحدة ولكن بشكل واضح خالي من اي كلمات مبهمة.
وكما قلت فانني اعيد بانني لا اضع نفسي مقياس لاي شئ, واي قارئ اذا كان قد فهم منهم شيئا فيمكنه ان يجاوب بدلا عنهم ولكن ايضا هو مطالب بان يوضح بدقة ويضع لي اقتباسات منهم حول كيف استنتجها.
انا اقسم بكل مقدس بانني لا اعرف ماذا يريدون بالتحديد وبالضبط. ببساطة انا لا افهم منهم اي شئ. وانا متاكد بانهم لا يعرفون بانفسهم ماذا يريدون ومتاكد بانهم بنفسهم لم يفهموا الجمل التي اقتبستها اعلاه والا لكانوا قد شرحوا شيئا.