المحرر موضوع: نبذة مختصرة من سيرة المناضل الآشوري الخالد نورالدين زيا بوبو ( د. هرمز زيا )  (زيارة 3532 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اويا اوراها

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 122
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نبذة مختصرة من سيرة المناضل الآشوري الخالد
نورالدين زيا بوبو ( د. هرمز زيا )

   
ينحدر المناضل القدير د. هرمز زيا بوبو  من عائلة لها باع نضالي مشرف في الحقل القومي الآشوري , وهو أبن ذلك الجبل الشامخ الخورأسقف زيا بوبو دوباتو الذي لم تستطيع تهديدات طغاة البعث الفاشي وأستفزازات أجهزته القمعية من ثني عزيمته والنيل من مبادئه القومية المتجسدة فيه والتي كانت بصلابتها لم تقل شأنا عن صلابة شمعون الصفا في تمسكه بالتعاليم المسيحية السمحاء ,كما لم ولن تتمكن المحاولات المخابراتية البائسة وتهديداتهم على حمل الخور أسقف وأبناء عائلته في التعاون مع أنظمتهم المشبوهة تلك التي  شددت كثيرا من حملات المضايقة عليهم , ليودي به المطاف أثر ذلك وبعد تيقنه من أن السلطة الدموية سوف لم تتركه بسلام  ألى المغادرة  والألتحاق بالحركة الديمقراطية الآشورية مع جميع أفراد عائلته  ليعطي للحركة زخما أعلاميا للتعريف بالقضية الآشورية أقليميا ودوليا , وبالفعل تمكن الخور أسقف زيا بوبو دوباتو أن يحضر مؤتمر جنيف في شهر آب من عام 1988 ليكون أول رجل دين مسيحي آشوري بعد البطريرك الشهيد مار أيشاي شمعون يطرح قضيتنا الآشورية في المحافل الدولية , ناهيكم عن تمثيله للشعب الآشوري في مؤتمر نصرة الشعب العراقي المنعقد في طهران شهر كانون الأول من عام 1986 .
   أن فقيدنا الخالد د. هرمز زيا برحيله يوم 4 - تشرين الأول - 2014 ترك وراءه أرثا نضاليا ثرا على الصعيدين الوطني والقومي الذي بداياته الفعلية كانت منذ أواسط السبعينات من القرن الماضي يوم كان أحد قياديي التشكيل السري الذي عرف في حينه ( بتنظيم الجيش الآشوري السري ) عام 1976في مدينة الموصل ودهوك , وهذا التنظيم بمعية التكتلات الأشورية ألاخرى الناشطة سياسيا وفكريا وثقافيا ألتأمت وبعد حوارات سياسية مستفيضة لأكثر من سنتين كي تعلن أخيرا  في كونفرانس تأسيسي يوم 12 - نيسان - 1979 عن أنبثاق الحركة الديمقراطية الآشورية .
   لقد كان الرفيق د. هرمز زيا من الأعضاء الفاعلين في تنظيمات الداخل للحركة بمحافظة نينوى لكن وبحكم أختصاصه وألمامه بالأمور الطبية وحاجة رفاقه العاملين في ساحة الكفاح المسلح بالمناطق المحررة بشمال العراق منذ 15 - نيسان - 1982 ألى مختص بالمجال الطبي أستدعت الحالة ومن دون أدنى تردد وكله ثورية ونكران ذات ومثالا للألتزام والأنضباط بالنزول ألى  ساحة الكفاح المسلح في تشرين ألأول من عام 1982 أي بعد ستة أشهر من تاريخ أنزال المجموعة الأولى من مقاتلي الحركة .
أنتخب الدكتور هرمز في كونفرانس عام 1983المنعقد بقرية كونداكوسه عضوا في القيادة المؤقتة للحركة الديمقراطية الآشورية , وأوكلت له في نفس العام مسؤولية قيادة الذراع العسكري للحركة وبرز دوره كقائد ميداني في ساحة الكفاح المسلح وذلك بفعل قيادته الناجحة لمفارز الحركة الديمقراطية الآشورية , كما وتم ترشيحه في صيف عام 1988 لتولي مسؤولية الأعلام رسميا من داخل الحدود الأيرانية . كما ومثل الحركة في الحراك السياسي داخل أجتماعات المعارضة العراقية في العاصمة السورية دمشق وليوقع على أول بيان مشترك مع المعارضة العراقية في 27 - كانون الأول - عام 1990 , وأيضا كان له دورا فاعلا من خلال مشاركته في مؤتمر بيروت للمعارضة العراقية بمعية عددا من رفاق القيادة ونخبة  من المثقفين الآشوريين . في 11 - آذار - عام 1991 .     
   كان للقيادي الغيور دكتور هرمز زيا دورا رياديا بجانب رفاقه في أنتفاضة آذار عام 1991التي شارك فيها وكله أيمان بالآتي  أضافة ألى سلوكه درب المخاطر في عملية أدخال السلاح من سوريا التي كانت معقلا للمعارضة العراقية وأيصاله ألى رفاقه في العراق . كما وساهم حينها في فتح المقرات للحركة داخل محافظة دهوك . وبعد انتفاضة آذار عام 1991 ذاع صيته بين الجماهير أكثر خصوصا في المحافظة الأنفة الذكر نظرا لمواقفه المتميزة بالجرأة في الدفاع عن مصالح وحقوق أبناء شعبنا خصوصا إثر الأحداث التي جرت بعد عودة أهالي المحافظة  من المناطق الحدودية والفوضى العارمة التي كانت قد حلت من جراء عمليات السلب والنهب والتي تعرض أبناء شعبنا لقسط كبير منها .
وفي مؤتمر الحركة الديمقراطية الآشورية الأول الذي كان قد أنعقد في 14 - أيلول - عام 1992بقرية كونداكوسه  أنتخب المناضل هرمز زيا عضوا للمكتب السياسي , ليتسنم بعدها مسؤولية فرع دهوك الذي كان يعتبر الفرع الأكبر والأكثر أهمية ضمن الخارطة التنظيمية لزوعا، وقد ترك بصماته في تنظيم الحركة وجمهورها في دهوك إلى يومنا هذا أضافة ألى   المسؤولية العسكرية التي ضل يتولاها ألى المؤتمر الثاني للحركة عام  1997 .
   لقد كان فقيدنا الخالد مدافعا غيورا عن القيم والمبادئ والأهداف النبيلة التي نادى بها وعمدها شهداء الضمير ( يوسف توما , يوبرت بنيامن , يوخنا أيشو , جميل متي , شيبا هامي .. وكل العظام الذين ساروا على خطاهم ) , وعضوا مؤمنا بنهج الحركة وخطها الفكري والسياسي ورافضا للتطبيق الكيفي لتلك المبادئ , كما وكان الرفيق هرمز زيا نواة للمدرسة التطبيقية والواقعية الجريئة داخل صفوف الحركة القائمة على المبادئ والأخلاق التنظيمية والمواقف والقرارات السياسية الشجاعة والرافضة لأبسط المكتسبات الشخصية , حيث حاول جاهدا ألى أعادة الهيبة لهذه الحركة من خلال وضعها على مسارها القومي الصحيح  والعودة بها ألى أساساتها التنظيمية وخطها الفكري ونهجها السياسي وسياقات العمل الجماعي على الصعيد التنظيمي  كي تأخذ مكانتها اللائقة بين الجماهير الآشورية أولا ورد الأعتبار لها على الساحة العراقية والأقليمية ثانيا , لكن عمق الخلافات والتشتت والأستفراد واللامبلاة ... ألخ من الأمور كانت قد  أودت ألى عدم أنجاح ما كان يعمل جاهدالاجله رفيقنا الغيور د. هرمز .
    في شهر حزيران من عام 2013 تبنى الفيقيد الخالد  وبصحبة مجموعة من قياديي الحركة نهجا سياسيا وفكريا جديدا قائم على مبدأ الأصلاح والتغيير الفكري والتنظيمي الذي وعلى أساسه تم تشكيل كيان ابناء النهرين الذي يعتبر أنعطافة ضرورية وحتمية لا بد منها في مجال العمل القومي ولينتخب السيد هرمز زيا رئيسا للمجلس السياسي للكيان في الأجتماع الذي تم عقده بمحافظة دهوك يوم  7 - شباط - عام  2014  .. لكن وللأسف الشديد أن يد المنية قد أنتشلته مبكرا وفراقه لم يكن في آوانه لما كان في جعبته الكثير من العطاء والأستمرارية في خوض أكبر التحديات مهما كانت عواقبه لألتصاقه العميق والحميم بالقضايا القومية وكل ما يصب في خدمة مصالح شعبه الكريم ..
   برحيل الدكتور هرمز زيا بوبو الذي يعتبر رمزا لشرف الكلمة وشرف النضال حيث سطعت نجمة أخرى متلألأة في سماء العمل القومي الآشوري الحقيقي ولو أن الموت قد غيبه عنا وهي لخسارة جسيمة على ساحتنا القومية لكنه سيبقى في القلوب وسيدوم كرفاقه الغيارى ( يوسف توما , يوبرت بنيامن , يوخنا أيشو ) حيا  فينا ونبراسا للحق ومنهم يستمد الأخيار والأحرار وكل الشرفاء عزيمتهم , وستبقى مسيرته النضالية الصادقة وضاءة ومحط تقدير وأحترام لدى الذين آمنوا بالقيم والمبادئ , وسيخلده نضاله المجيد هذا الذي قوائمه الفكرية هي الثورية ونكران الذات ومضامينه الصلابة والأصرار على المبادئ وظاهره الأمانة والتحدي والرسوخ في سفر الخالدين , لقد كنت يا رفيقنا الصلب عنوانا للأنظباط والألتزام التنظيمي ورمزا للعنفوان , وها أنت اليوم تتوج وكلك شموخ بأكليل الخلود بعد نضال دام أكثر من ثمانية وثلاثون عاما لكن كابوس رحيلك ألذي هو أعظم رسالة سيستمر في ملاحقة وأقلاق مضاجع الذين تنكروا لتاريخ نضالك القومي البهي ...  وبنيلك لشرف الخلود وبهامة مرفوعة حيث ترد الأمانة الحقيقية كما هي بعيدة عن كل تشويه ألى أصحابها العظام ( يوسف توما , يوبرت بنيامن , يوخنا أيشو ...)
ختاما لتتغمدك رحمة الرب , والصبر لجميع أفراد العائلة الموقرون ولكل أصدقائك , والموفقية لكيان أبناء النهرين ..           
   أويا أوراها
ملبورن   
  ramin12_79@yahoo.com