المحرر موضوع: نواقيس.. أنا عراقي أنا أقرا  (زيارة 788 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زهير بهنام بردى

  • مندوب عنكاوا كوم
  • عضو فعال جدا
  • *****
  • مشاركة: 91
    • مشاهدة الملف الشخصي
نواقيس..
أنا عراقي أنا أقرا

زهير بهنام بردى
لا شك أن حملة أنا عراقي أنا اقرأ، لم تنطلق هذه الأيام ولكن بعد سقوط نينوى وغيرها من المناطق مباشرة، نشطت الحملة الآن واصابتني متابعتي لأصدائها في الصحف بانكسار نفس وحزن دفين وقد ذهبت بعيدا في الموضوع، بعد أن أشعرتني الحملة كحسنة منها بما ارتكب بحقنا من انتهاك أنساني أخر وحيف، يضاف إلى جريمة تهجيرنا وتحديا آخر يضاف إلى عبء متطلبات النزوح، الملبس والمكان، خصوصا والشتاء كما يبدو قد اعد العدة وتحزم، ففيما هو اقبل ليفرح الفلاحين فأنه يبعث الحزن للمهجرين والنازحين عن ديارهم وهو عبء يتمثل في أشكال وتعدد موجهات الانكسار والإحباط والحسرة، فلقد تركنا مكتباتنا العامرة التي تحمل عناوين كثيرة وأسماء مبدعين من كل القارات والبلدان، في مكتبتي مثلا، يقيم كتاب عباقرة ومبدعون كبار في إنتاج الأدب الإنساني العالمي وقد اقتنيت تلك الكتب، او انتظرت وصولها، في مراحل عديدة مختلفة، منذ ان كنت مغرما بزيارة معارض كتب وزارة الثقافة العراقية بين 1974 الى 1980، ثم كذلك في سفارة “الاتحاد السوفيتي” ايامها في أبي نؤاس ايام ما كانت المكتبات تتبارى في عرض أثمن ما لديها من الكتب والإصدارات العالمية، المكتبات الاثيرة الممتدة من شارع الرشيد مرورا بالسعدون والى الكرادة كما أتذكر أننا أيام الحصار وكنت اتابط يوما كتبا ومر احد تجار ذاك الزمان وهو لم يكمل دراسته الوسطى ولايقدر ان يقرا او يكمل جملة واحدة من كتاب، مشيرا الى ما كنت احمله، قائلا لي الى متى تبقى بهذا “العقل”؟ وكأنه أراد أن يقول بأنني مجنون بغرامي والتصاقي بالفكر والكتابة كما قام احدهم بمقارنة أسعار الكتب التي كنت اشتريها بسعر الذهب آنذاك وكم كنت سأصبح ثريا لو أني اشتريت غراما او مثاقيل من الذهب وهي تعادل سعر عدد من الكتب في مكتبي المزهوة باحترامي لها واهتمامي بها ولكنني الحمد وكنت أقول لامتلك مثاقيل من غذاء الفكر الإنساني الخلاق ولأفقد قيراطات من الدراهم ورنين حديدها والذي قد يفسد علي عقلي وسلوكي الاجتماعي، أعود بحسرة إلى عنوان حملة” أنا عراقي..أنا أقرا” وأطالب بمناسبتها بالتفكير بحملة جمع كتب للأدباء والمثقفين النازحين وتخصيص حصة مما تجمع من حملة انا عراقي أنا أقرا لهم، لأنهم على الاقل، ينتمون الى حاضنة الثقافة المقدسة التنويرية.