الى أنظــــار السيــد الدكتـــور حـــيدر العبادي المحتــــرم
رئيس الحكومـــــة العراقيـــــــه
تحيـــه وأحترام
يطيب لي أن أستهل رسالتي هذه, بتهنئة أقدمها لكم بمناسبة تنصيبكم رئيسا لللحكومه العراقيه وقائدا عاما للقوات المسلحه العراقيه ,متمنيا لكم الموفقيه, كل الموفقيه في إدارة أمور العراق بالاتجاه الصحيح وبالآليات التي تعيد للوطن وللعراقيين ما فاتهما و ما سبق ان أضاعاه في خضم العجاف من سنوات التغيير التي لم تأت بما يرضي ويسعد محبي العراق وشعبه الطيب بل جلبت الكوارث والويلات .
إن ما خلفته سياسات الاحتلال الامريكي في العراق ,أصبح بوضوح الشمس لكل من تهمه معرفة ومتابعة شؤون العراقيين على اختلاف انتماءاتهم الفكريه والدينيه والعرقيه, اذ بنظره منصفه الى الخارطة السياسيه والسكانيه لمجمل اوضاع العراق, سنرى وجنابكم يدرك ذلك جيدا, بأن هنالك حرب يراد لها ان تتصاعد وتيرتها وتشتد ما بين مختلف اطياف الشعب كي تنجب فيما بعد وليدا مشوها فاقدا لعراقيته وانسانيته , ونحن اذ يخبرنا الواقع ببروز حقيقة ذلك من خلال استشراء مرض نفسي اصبح فيه العراقي فاقدا للثقه بكل ما يحيط به , تلك حالة واقع مؤلم ومخيب لا يمكن نكرانه , إجتمعت في صناعته اطرافا عديده لسنا هنا بصدد الدخول في تفاصيل فعالياتها او في البحث عن دوافع الجهات التي وجدت في ثغراتها سبل تحقيق مصالحها, إنما ما نود التاكيد عليه وهو الذي يهمنا في رسالتنا هذه, هو ان سياسة الحكومات التي سبقت حكومتكم , وبسبب تشكيلاتها المبنيه على تقسيم مواقع ومناصب المسؤوليات ما بين الكتل السياسيه التي هي اصلا مُشــّكله على اسس واعتبارات طائفيه ما بين قوميه ودينيه وبين مذهبيه وعرقيه دون ان يعطى للكفاءة والاختصاص اي اعتبار في تبوء المنصب, مما جعل رئاسات تلك الحكومات عاجزة عن تأدية ما هو من صميم واجباتها الوطنيه, كان فشلها في كل شئ الا اللهم في توالي الازمات تلو الاخرى و هي كثيره وعلى شتى الاصعده حيث يطول الحديث عنها , اذ لم يسلم اي مرفق حياتي عراقي من ارهاصات وشخابيط المسؤولين مع احترامنا للملتزمين منهم, فكانت ظاهرة الفساد والاحتراب هي المحصله الحتميه للجهود المبذوله التي اتسمت بالشحة والمحسوبيه والمنسوبيه.
سيادة رئيس الحكومه المحترم
ما من شك, انكم في ترؤسكم لحكومة العراق الجديده , شاء حظكم أن تستلموا ركاما عراقيا ثخينا بثخن جراحات وآلام ومعاناة كل العراقيين من دون استثناء, نتمنى ان يكون حسن طالعكم بداية تحسين حظ العراقيين وتطييب خواطر المنهكين جراء ازمات ومعاناة لا تعد ولا تحصى, والتعاطي معها يحتاج الى عقليه عراقيه منفتحه على الجميع و مجرده من اية مساومة مبطنه او مغازلة طائفيه كانت او دينيه او قوميه , فتلك كما عشنا مرها ومريرها و جنابكم عاشها عن كثب , كانت واحده من القشات التي قصمت ظهر العراق والعراقيين وادخلت الجميع في بحر من الامواج العاتيه المدمره , ليس من مخرج آمن لضحاياها وأسراها الا بتغيير توجيه دفة أشرع السفينه المهددة بغرقها وغرق الذين على متنها من دون استثناء لا قدر الله.
لا أحدا فينا يدعي بان عملية الانقاذ هذه يمكن اتمامها بعصى سحريه او مناجاة كلاميه , لكن توافر الاراده الصادقه واعلان العمل بموجبها امام الملأ , هي الكفيلة في اعادة بث الثقه بين العراقيين وازاحة اشباح الخوف والتوجس من مخيلة الناس , في ذلك حتما سيكون ممكنا وفي اقل تقدير ان تهدئ النفوس قليلا كي تحافظ السفينه التائهه على توازنها الى حين تتهيا فرصة سحبها وارسائها في شاطئ هادئ .
وهنا, كونكم يا دكتور حيدر المحترم, القائد المدني والعسكري للبلاد, من واجبنا كمواطنين عراقيين , تذكير سيادتكم بالكارثة المرعبه التي حلت بالكلدواشوريين السريان المسيحيين وهكذا الاخوه الايزديين والشبك, والكارثه كما يعلم سيادتكم ومن معكم , فهي ما زالت على اشدها بعد ان تم قلع هؤلاء العراقيين من اماكن سكناهم التاريخيه على ايدي شذاذ الافاق من الدواعش ومن والاهم, فإن بلدات سهل نينوىسواء كانت سنجار او قرقوش وبرطله وكرمليس وتلكيف وباطنايا وباقوفه وتللسقف والشرفيه ما زالت خاويه الا من الاشباح يئمها الاشرار الداعشيون وعملاءهم بين فينة واخرى بعد ان تم نهبها وتدميرها علاوة على حالة البؤس التي يعيشها أهلها المهجرين الذين يفترشون الشوارع والحدائق العامه ان كانوا في دهوك او اربيل (عينكاوه) او السليمانيه وحتى في بعض مدن العراق الاخرى في وسط وجنوب العراق والشتاء ببرده وامطاره وثلوجه لن يرحم المشردين .
لقد صرفت الحكومات السابقه من المليارات التي لم يتحقق لابناء هذه البلدات اية فائدة من دولاراتها لا امنيا ولا اقتصاديا ولا خدميا لمدى اكثر من عقد من السنين , بل ما اكثر ان سمعنا وقرأنا عن حالات الفساد والسرقات التي تم التغطيه على مرتكبيها بسبب الاصطفافات الحزبيه والطائفيه , فظلت تلك القرى والبلدات مهمله من ادنى مقومات البقاء كأن تكون الضمانة الامنيه والحماية الكافيه لها من قبل اهاليها وما حصل كان خير شاهد على ما نقول , في ظرف اصبح كل قوي يحمي نفسه بتسليح نفسه حزبيا في غياب الدور الحكومي المطلوب , ناهيك عن سلبية الآثار التي تركها تعليق قضية المناطق المتنازع عليها وصلاحية الماده 140 من عدمها.
لذا فإن اهالي هذه البلدات المشردون يا سيادة رئيس الحكومه المحترم ,أنظارهم موجهة اليكم بالذات و الى جديتكم التي تشكرون على تكرار الافصاح عنها في اكثر من مناسبه, لكن المطلوب هو عمل شئ على الارض من اجل انقاذهم من بؤس حالهم في العودة الى قراهم معززين مكرمين ففي ذلك الدليل الحقيقي على مدى جديتكم في معالجة مشاكل مئات الالوف من العراقيين واعادة فتح مدارسهم ودوائرهم ومحلاتهم , وبحسب علمي على سبيل المثال , فان بلدة القوش التي غاب عنها اهلها قليلا ثم عادوا اليها خلال ايام , لكنهم عادوا الى حالة من الصفر الملفته للنظر حيث لا دوائر خدميه ولا مسؤليات اداريه مدعومه ومنسوده من اية جهة رسميه حكوميه لا من قبل بغداد ولا من قبل اربيل,,,,,
نكتفي بهذا القدر الذي هو بحجم الخطر المهدد لمئات الالوف يا سيادة رئيس الحكومه , متمنين لكم وللعراقيين فرجا سريعا من هذه الازمات.
الوطن والشعب من وراء القصد