نداء ورجاء الى قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية وقيادة كيان أبناء النهرين
آشور قرياقوس ديشو ashourdisho@yahoo.com
السادة أعضاء اللجنة المركزية للحركة الديمقراطية الاشورية المحترمون
السادة أعضاء قيادة كيان أبناء النهرين المحترمون
أخوتي الاعزاء :
المواقف الشجاعة يصنعها الرجال الابطال الغيورين الذين يؤمنون بنكران الذات والتضحية والذين مابرحوا يعملون في سبيل مبادئهم القومية والانسانية ويضحون لتحقيق اهداف أمتهم وخدمة شعبهم . الرجال الذين يؤمنون بأن المنازلات الحقيقية ليست بالتحدي والعناد والثبات على الموقف الشخصي. بل في مبادرات وتحالفات حقيقية لبناء جسور المحبة والتعاون ولرفع من شأن مؤسسات واحزاب شعبنا وأمتنا ومسيرتها القومية.
أخوتي في قيادة زوعا وقيادة كيان أبناء النهرين : أن الاحداث التي يمر بها شعبنا و الوطن والمنطقة والعالم أجمعه تشهد الكثير من التغيرات التي تحصل على الهيكل الجغرافي والسياسي والفكري و التنظيمي للكثير من الدول والشعوب والمنظمات والاحزاب ونستطيع أن نلمس سقوط دول وحكومات وانهيارافكار وخطط و أيدولوجيات كبيرة وفشلها أمام هذه المتغيرات.والجميع اليوم يتهيأ لأستقبال الحلة الجديدة التي سيظهر عليها العراق وجيرانه والاقليم كله .لذا يحتاج النظام القومي السياسي والحزبي لشعبنا اليوم الى تقوية أركانه بدعامات تنظيمية و فكرية وثقافية وأقتصادية جديدة ليمكنه من مواجهة هذه التغييرات القادمة والوقوف بوجه مخططات الاعداء أو من يحاول شل حركة هذه الامة وتقدمها ويحاول ألغاء دورها في عجلة الحياة. وخاصة أننا الطرف الصغير في هذه المعادلة الصعبة .ولاسيما أننا نرى حتى تلك الحركات والمكونات التي كانت تطلق على نفسها بالوطنية المعارضة والصديقة تحاول أن تلدغ مسيرتنا القومية وتسلب حقوق شعبنا . وهو ما يجب أن يدفعنا لنفهم بوضوح بأن المصلحة القومية فقط يجب أن تكون هي الهدف أما الاحزاب والمؤسسات والمنظمات السياسية ستبقى هي الوسيلة دائماً .
أن حالة عدم الاتفاق والاختلاف الجوهري في مسيرة النظام القومي لشعبنا والذي تعيشه أمتنا يجلب حالة من عدم الطمأنينة والحزن في نفوس أبناء شعبنا الذي كان مهتماً وداعماً لمسيرة الاحزاب والمؤسسات القومية دائماً. لذا يجب ان ندرك بأنه قد حان الوقت حتى نبدأ بترميم الصدع الذي حصل في هذا البيت القومي المناضل ( زوعا ) الذي يجمع نخبة باسلة ومخلصة ومثقفة من شعبنا عملت بجد وجهد واصرار في ظروف صعبة ومنحت شهداء أشداء خالدين في مسيرتها القومية الشجاعة .
الاخوة الاعزاء : ونحن أذ نؤمن بأن البيت القومي يمكنه أن يعالج جراحاته ويستطيع ان يحوي في خيمته كل التجارب والافكار والتطلعات طالما تخدم مسيرة واهداف شعبنا القومية لذا نناشد كلاً من القيادتين الحركة الديمقراطية الاشورية وأبناء كيان بين النهرين والمؤازرين والطيبين الى أجتماع أو لقاء تفاهم في مؤتمر أخوي لطرح الاختلافات التي باتت تؤذي الجميع حتى تسير قافلة حياتنا الى مستوى أفضل نستطيع ان نظمن بها لشعبنا الامان والخير في هذه الظروف الصعبة وحتى نكون جديرين بفخر الاجيال القادمة ولا نحسب على شلة الفاشلين والمتقاعسين الذين لم يجلبوا لشعبهم غير الهلاك والخراب ولأن الاتفاق بينكم سوف يرفع من شأن أمتنا وشعبنا وسيدفع الى المزيد من الصمود والاصرار. كما لا يمكننا أن ننكر الى أن نبذ الخلافات وعودة الامور الى وضعها الطبيعي بشكل خاص بين قيادات زوعا المختلفة والمنقسمة سيفرح الجميع وسيثلج قلوب الطيبين والمخلصين من أبناء شعبنا وانا احدهم .
أيها الاخوة المتخاصمون أن النضال القومي الحق لا يمكن أن يستند ألا على قانون واحد هو قانون العقل والمنطق والذي أساسه هوالتعاون و العمل المشترك والعطاء والتضحية ودرب الشهادة في ساحات النضال القومية والوطنية وهذه الساحة تسع للجميع وهي مفتوحة لكلاكما معاً ولكل من يعمل من أجل مصلحة هذه الامة والافعال الجادة والمثمرة فقط هي التي تكون جديرة بالتقديروالشكر.
أيها الاخوة الاعزاء أن الخلافات والصراعات هي حقيقة مؤلمة وتسبب الاحباط والضعف والهزال في كيان أي مؤسسة أو حزب وخير وسيلة لحل هذه الخلافات والانشقاقات هو التوجه الى الحوار والجلوس على طاولة التفاهم لازالة اسبابها ووضع مصلحة زوعا فوق كل اعتبار.
ولكون زوعا قد أصبح اليوم ملكاً لكل ابناء شعبنا فانا أقترح أن لا يكون هذا الحوار في داخل الاروقة المغلقة وعلى المستوى القيادات المركزية فقط كما جرى تداول الخلافات كل مرة في كونفرنسات زوعا وأجتماعات القيادات فقط حتى أصبحت القضية تبدو للكثير من أبناء شعبنا وأعضاء زوعا والمؤازرين وكأنها خلافات شخصية حول المناصب والمراكز وللحصول على المنافع الشخصية . بل يجب ان يكون هذا الحوار مفتوحاً او مسجلاً ولتكون القاعدة والاعضاء والمؤازرين حاضرين ليكونوا على معرفة ودراية بنوايا الجميع . ولتكن الصورة والمواقف واضحين امام الجميع وفي الجانب الاخرسيكون موقف المخلصين والصادقين والذين على حق من القيادات أقوى بعد ان تظهر الحقيقة امام الجميع ويهمنا أن تعلموا أن عرض أسباب المشكلة وتداعياتها امام أبناء شعبنا لا يعتبر تدخلاً او تجاوزاً على خصوصية الحزب بل واجب وظرورة لان الدعم والاسناد الذي قدمه شعبنا كل هذه السنوات الطويلة لزوعا لابد ان يقابله رد جميل من قياداته جميعاً .
أن الحوار الذي نقترحه يمكن أن تديره أحدى المنظمات المدنية العراقية المستقلة ومن الافضل ان تكون من المنظمات المدنية التابعة لشعبنا لأنها ستكون ادرى بخصوصية المشكلة وبمطالب المتخالفين ويمكن أن يحصل الحوار بوجود شخصيات قومية مستقلة قادرة على أدارة الحوار والاستشارة والمصالحة. وأن هذا الفريق يمكنه فهم الحالة والعمل على تسوية الخلافات من خلال اجراء تحقيقات وتقييم المعلومات المتوفرة حول قضية الخلافات لكل عضو ويمكنها أن تتصرف بالحزم والتأني في أخذ الوقت اللازم لجمع المعلومات المطلوبة عن أطراف الخلاف واستعراض هذه المعلومات امام الطرفين والتاكد من مصداقيتها .
أن الدعوة التي نطلقها لأدارة الحوار بواسطة طرف ثالث ومنح أمر ادارة هذا الاجتماع الى منظمة مستقلة .لا يعني أننا نغفل المستوى الثقافي والعلمي والمعرفة التي يمتلكها أخوتنا في هذه القيادتين بل لاننا ندرك بان الخلافات بهذا المستوى يتطلب طرف ثالث حريص للوصول الى الاهداف وله القدرة على تعيين النقاط التوجيهية لادارة الحوار والسيطرة عليه من خلال خبرتها في ادارة الاشخاص وحل الخلافات والتحكم على مشاعر الغضب والعواطف وتقييم المتحاورين والتوسط بين المتخاصمين وتستخدم مهاراتها وخبراتها لجمع المعلومات المناسبة حول المشكلة والتعرف على الجوانب الايجابية والسلبية في مواقف الاشخاص المشتركين في الحوار وتحاول ان تبقي باب الاتصال مفتوحاً مهما كان الاختلاف وشدته
أخوتي الاعزاء في زوعا وكيان أبناء النهرين :
أن أنهاء الخلافات والصلح او المصالحة اذا قام به أنساناً بسيطاً أو فنانا أو عاملاً أو طبيباً أو مهندساً او رجل دين هو عمل طيب ونبيل لا غبار عليه طالما سيجلب المحبة و الامان والاستقرار بين الاطراف المتخالفة من أعضاء الحركة الديمقراطية الاشورية وقياداته والتي تعتبر اليوم رمزاً من رموز الحركة القومية لأمتنا الاشورية . فالخلافات بين قيادات زوعا اليوم وبعد كل ما سمعنا عنه وقرأنا عن أسبابه هو ليس فقط زعل بسيط يمكن ان يحل بالجلوس معاً في كعدة بسيطة على أستكان جاي مثلاً؟ لان هذه الخلافات جاءت نتيجة تراكمات حول امور جوهرية في التنظير والمواقف والتطبيق وسلوكيات الاعضاء كالانفراد في السلطة وعدم المساواة بين الاعضاء والقيادات والتجاوزات على النظام السياسي والثقافي والاداري للحزب كما عبر عنه الكثير من القيادات والاعضاء المنسحبين والخارجين من نهج زوعا وبعد أن دامت هذه الخلافات طويلاً وتسببت في شرخ في العلاقات وفقدان الثقة و المصداقية بين هؤلاء الاعضاء والقيادات منذ فترة ليست بالقصيرة وجلبت حزناً والماً على قلوب الاعضاء ومحبين هذا الحزب القومي .
وختاماً ندعوا من الاخوة في قيادة زوعا وكيان أبناء النهرين أن ينظروا الى هذه الدعوة بروحٍ أخوية وبأنها جاءت من خلال نيات صادقة ومحبة وان تحصل أستجابة الطرفين لينشدو الى حوار بناء هادئ ومخلص عله يخدم مصلحة شعبنا وامتنا وهو يعيش في مأساته الأليمة اليوم . ومن الله التوفيق
أخوكم آشور قرياقوس ديشو
تشرين الثاني - 2014