رابي الحبيب موفق نيسكو
سلام ونعمة المسيح
شكرًا لتوضعك ولردك الكريم على المقالة.
تنويه بسيط رابي الحبيب، قد اخيب أملكَ من هذا الرد القصير مقارنة لما بذلته من جهد في نقل المعلومات او المصادر التاريخية وكتابة المقالة. فأرجو المعذرة.
رابي موفق، لقد قمتُ سابقاً بالرد على 18 فقرة مما اتيتَ به في مقالتك تلك، ولم تقم بالرد الا على ثلاث نقاط، وهي في الاساس خارج نطاق الموضوع الذي طرحته الا وهو: انطكة كنيسة المشرق وتجريدها من رسوليتها. على الرغم من ان هناك نقطة واحدة ترتبط بالموضوع والتي تتحدث فيها عن اسماء بطاركة كنيسة المشرق ورسامتهم في انطاكيا، وهذه الفقرة قمنا بالرد عليها في الرد (السادس). ويوجد الكثير من الردود حول هذا الموضوع، غير اني سأتمهل في الرد، لحين قيامك رابي الحبيب بالرد على النقاط كلها، واذا كنت قد كتبتها في الاجزاء الاخرى، فاستسمحك لطفاً ان تقوم باقتباسها ولصقها في مقالتي هذه حسب الترتيب، لنناقش الامور بالطريقة التي تجمع ولا تفرق.
رابي الحبيب تقول:
"نعم استطيع، ولكن الحقيقة أنا هنا لم أريد أن أجيبك أصلاً، فلو كان غيرك لقلنا حقهُ، أمّا أنت تقول هكذا كلام فهو أمر أكثر من مستغرب، والسبب: وهل يوجد كتاب واحد في العالم كله يتحدث عن المجامع المسكونية لا يعرف أن مجمع نيقية الاول325م والقسطنطنية الثاني381م كان ليس بحضور بطريرك أنطاكية فحسب، بل أن المجمعين كانا برئاسة بطريرك أنطاكية، وأن مار ملاطيوس توفي أثناء انعقاد المجمع الثاني وله صورة جميلة تُزيّن كثير من الكتب التي تتحدث عن مجمع 381م، ولأني كما ذكرت هذه موجودة كل كتب العالم على الإطلاق، ولكن بما إني لاحظت انه عندك نسخة من التاريخ السعردي فراجع ذلك في (ذكر مجمع نيقية ج1ص67 أو277 لأنه هناك ترقيمان، وعن ملاطيوس ج2ص159 أو271، علماً أن مار اسطثاوس السرياني هو أول من فكَّر بعقد مجمع مسكوني ضد آريوس (الاب د. كاميللو بالين، تاريخ المسيحية ص 158)، وقد عقد مجمعاً في أنطاكية سنة 324م بحضور56 أسقف للغرض (ر. المؤرخ اليوناني الشهير خريسوستمس مع نص الرسالة ص113)، وان القديس اسطثاوس استقبل الإمبراطور قسطنطين الكبير بخطبة رائعة وجلس عن يمين الإمبراطور في المجمع بشهادة المؤرخ تيودوريطس ك1 فصل21، ورسالة البابا فيلكس الثالث.
الرد، رابي الحبيب، المصادر التاريخية كلها (الغير معربة) تؤكد بان المشاركين في المجامع كان يطلق عليهم لقب (اسقف (Bishop راجع يوسابيوس حول هذا الموضوع، وايضا قم بمراجعة كتاب Christion Theology للمؤرخ Millard Frickson.
اما عن قولك بان مار نسطورس سرياني القومية ووضعك المصادر التاريخية لإثبات ذلك، اقول لك رابي الحبيب التالي:
في الابحاث العلمية الأكاديمية، هذه المصادر التي سطرتها هنا يطلق عليها: المصادر الثانوية (secondary sources) والمصادر الاخرى المعاصرة للحدث او القريبة من التقليد بفارق زمني بسيط يطلق عليها: المصادر الاساسية (primary sources)، لذلك لا يوجد سند او مصدر تاريخي اساسي يثبت زعم القول بان مار نسطورس كان سرياني. وبالسنبة لطلبك في النقطة الرابعة، قلت باني تمنيت ان يكون اشوري.
اما عن النقاط الاخرى والتي تتعلق بالعقيدة ومن يقبل من، لم افتح بابها، بل انت من قام بهذا الموضوع رابي الحبيب، ورّدنا كان بالمثل. اي نعم يوجد شْركة كنسية بين الكنائس (الدي-منوفيزية) هذا لا شك فيه والرب يبارك هذه الشركة الى دهر الدهور، لكن لا اظن بان هناك شْركة (دي-منوفيزية) مع الكنائس الروسية واليونانية، فالكنيسة القبطية تعمل من اجل حل هذه المشاكل العالقة. نعم لا احد يستطيع ان ينكر بان كنيسة المشرق لا يوجد لها شركة ايمانية وعقائدية مع الكنائس الرسولية، على الاقل الى وقتنا الحاضر، غير ان هناك حراك كنسي مشرقي تقوده كنيسة المشرق الاشورية لمعالجة المواضيع اللاهوتية والعقائدية، وان كان الرب قد عمل بعصا موسى فبالتأكيد له القدرة ايضا ان يعمل في كنيسة تبحث عن الوحدة مع الكنائس الرسولية، وعلى العموم معظم الكنائس بدأت تتيقن بان مجمع افسس اساء فهم المصطلحات اللاهوتية المستخدمة عن طريق مار نسطورس ، وهذا بعينه كان كفيلاً لانشقاق الكنيسة.
ختاماً رابي الحبيب، اشكر مرورك وردك الكريم على المقالة، واتمنى ان نستمر في مناقشة هذا الموضوع، مؤكداً لك احترامي الشديد لشخصك وتواضعك الكريم.
رد السيد موفق نيسكو
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,760216.0.htmlالرب يبارك حياتك.
الشماس جورج ايشو