د. حبيب تومي تحية
وأنا شخصياً اختلف في الرأي مع سيادة البطريرك في الرأي حينما يقول :
طبعي سريع الأنفعال خصوصاً امام التركة الثقيلة التي ورثتها ، والأحداث المتسارعة التي لا تتيح مجالاً للتفكير والتخطيط ..
فحسب رأيي المتواضع يترتب على المسؤول ( الزعيم ، القائد ، الرئيس ، البطريرك ، رب الأسرة ، وزير ... الخ ) ان يتخذ قراراته بمنأى عن اي تسرع او انفعال ومهما كان الحدث جلل ، فالقرار السليم يكون نتيجة منطقية للتفكير الهادئ ، وأزيد على ذلك ان يكون ثمة مستشارين يمكن استشارتهم ، وهو يقول :
الانسان ايا كان يغضب وينفعل ويفكر ويتحرك ويبتسم ويضحك ويتالم ويبكي...الخ هذه هي طبيعة الانسان الحقيقة والتي يعبر عنها كما هي حتى اشخاص قادة وزعماء. وهذه يعرف بها الكثيرين ماعدا المتاثرين بالماركسجية والقومجية العروبجية الكوردجية...حيث يعتبر اشخاص قادة بانهم اشخاص خارقون فوق الزمان والمكان وبان حتى قوانيين الطبيعة لا تستطيع ان تؤثر عليهم.
ما اقتبتسه انت من غبطة البطريرك يؤكد حول لماذا انا كنت معجب جدا بطريقته منذ كان مطران في كركوك. وهو هنا يعطي مثال حول ان يعترف كل شخص بعفوية حول طريقة حديثه في لحظات معينة. وليس هذا فقط فهو لا يرى اية مشكلة ايضا في ان يشير بان اعلام البطريركية يخطئ في بعض المرات في اختيار طريقة معينة للحديث. وهو هنا يعطي امثلة حول كيف على الاخرين ان يتصرفوا... لان هناك اشخاص وانت منهم لم تعترفوا يوما بان يكون لديكم اي خطا معين, ولا تعترفون باي اسلوب بكم اذا كان انفعالي او غيره... وكتاب كلدايا نت يقولون بان الخطاء الوحيد اللذي ارتكبوه في حياتهم كان عندما تولدهم الشك في احدى المرات بانهم ارتكبوا خطاء... للاسف هناك من ياخذ ما تشير اليه البطريركية كنقاط ضعف وينتقدونها بدلا من اخذها مثالا ليتعلموا..
غبطة البطريرك سيبقى بالفعل القائد والزعيم لنا كلنا وانا متاكد من انه سيبقى يعلم الاخرين بنفس الطريقة التي استعملها وهي اليد الواحدة لاتصفق...ترتيب اي شئ هي مسؤولية الجميع وكل فرد...وانتهاء قضية ما تسمى بالنخبة واختيار طريقة مسؤولية الجميع بدلا منها...
وبعد سقوط برلين سقطت المنظومة الأشتراكية ، والأتحاد السوفياتي السابق بعد اكثر من 70 تفكك الى دول ( قومية ) مستقلة ، وانطبق ذلك على جيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا ، فالنعرة القومية كانت كالجمر تحت الرماد ، اشتعلت حين هبوب رياح الحرية .
لم يكن هناك اي سقوط لبرلين وانما سقوط لجدار برلين وانشاء الوحدة بين المانيا الشرقية والغربية. وسقوط جدار برلين اثبت تاريخيا بان ليس هناك وحدة بدون اعتماد الجميع على الديمقراطية والاعتراف بحقوق الانسان. وهذه كانت مثل سكين حاد يخترق في اعماق قلب ما يسمى بالفكر القومي العربي, وهو الفكر اللذي انتم تستعملونه بالاعتماد على كوبي بيست.
مع الأسف لمؤسسة كنيستنا الكلدانية اليوم ولبعض الكتاب من ابناء شعبنا الكلداني موقف سلبي من الشأن القومي الكلداني ، في حين نجد بقية المكونات إن كانوا رجال الدين او من الكتاب العلمانيين لهم مواقف ايجابية من شعبهم ويفتخرون بهوياتهم الخاصة ويجاهرون بها ، إن كانوا من العرب او من الأكراد او التركمان او الآشوريين او غيرهم .
القوميين الاشوريين وتقديمهم لعرضعهم هو يبقى اكثر تطور للاسباب التالية:
- القوميين الاشوريين اهتموا بالجانب القومي كرد فعل على تسيس القوميتين العربية والكوردية. اما القوميين الكلدان فانهم اهتموا بالجانب القومي كرد فعل ليس على التعريب والتسيس للقومية الكوردية وانما كرد فعل على القومية الاشورية.
- من اولا استمر وواقول بان القوميين الاشوريين سيستمرون بالاهتمام بالقومية مهما حدث ومهما تغيرت الظروف والاحوال. اما القوميين الكلدان سيتوقفون عن الاهتمام بالقومية حالما اعلنت الاحزاب والمؤوسسات القومية الاشورية بانها لم تعد مهتمة باي شئ قومي. بمعنى لو ان المؤوسسات القومية الاشورية اعلنت اليوم عن حل نفسها فلن يبقى هناك اي ضرورة للقوميين الكلدان بالاهتمام باي شئ قومي. والدليل على ما اقوله انني لم اجد طيلة هذه الفترة اية مقالة تتحدث عن ما يريدونه القوميين الكلدان وانما اجد فقط مقالات تتحدث عن استئياءهم من القومييين الاشوريين...والقوميين الكلدان لن يمتلكوا مقالات اكثر من ذلك لانهم غير مهتمين باي شئ اخر. لهذا فان ما يقولونه القوميين الكلدان هو شئ زائد وعديم المنفعة ولا يحتاجه احد.
إن بناء وترتيب البيت الكلداني يزدهر حينما يكون تنسيق وتناغم بين الكنيسة وشعبها ، فالمكون الكلداني وبقية مسيحيي العراق لا يفتقرون الى الحرية الدينية في وطنهم ، بل انهم يكافحون من اجل الأمان والتعايش والحقوق القومية والوطنية ، ويتشكون من المعاملة الفظة التي عوملوا بها في الآونة الأخيرة تحت ظل احكام الشريعة الإسلامية التي تبنتها دولة الخلافة الإسلامية التي عرفت بداعش .
الوقوف ضد داعش والوقوف ضد صمت الحكومة العراقية والاحتجاج على ما قدمته وزراة الهجرة والمهجرين من مساعدات ملئية بالفئران الخ من مواضيع يومية هي بكل تاكيد وبدون اي شك لا تحتاج اولا الى تسمية ولا تحتاج بان تقول البطريركية كل خمسة دقائق باننا كلدان... ولكن كل هذه المواضيع انت وغيرك من القوميين الكلدان لم تهتموا بها يوما ولن تهتموا بها في المستقبل والاسباب وضحت قسم منها اعلاه.