المحرر موضوع: متى تكون جرائم معينة ابادة جماعية ومتى هي ليست ابادة جماعية واسئلة اخرى غامضة للعديدن  (زيارة 3250 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
متى تكون جرائم معينة ابادة جماعية ومتى هي ليست ابادة جماعية واسئلة اخرى غامضة للعديدن

بعد ان فتحت شريط حول عدم قيام كنائس العالم والفاتيكان باي شئ فعلي لايقاف الابادة الجماعية ضد المسيحين في العراق تعرض شريطي الى تعليقات متعددة وكان هناك تعليقات اخرى في شرائط اخرى والتي جعلتني في ان افتح شريط خاص بها.

الابادة الجماعية مترجمة عن Genocide , ما معنى Genocide؟

Geno تعني النسب أو الجنس أو العرق او سلالة او قبيلة

cide تعني قتل او مذبحة

جرائم الابادة الجماعية تمتلك عالميا اهمية اكبر من بقية الجرائم وهذا لان اسباب وقوع الضحايا يختلف, ففي الحروب العادية التي تجري من اجل السيطرة على الاراضي او لاسباب اقتصادية او خلافات حول الحدود تختلف عن قتل البشر اللذين لم يشتركوا في اي صراع وتم قتلهم فقط لانهم منتمين الى قومية مختلفة , يمتلكون لون مختلف, عرق او دين مختلف. ولكي يكون ممكنا تحديد متى تكون جرائم معينة ابادة جماعية ومتى لا تكون ابادة جماعية فلا بد من وجود مقايس دقيقة يتم الاعتماد عليها والا فان كل شئ سيكون اعتباطي ولا يكون هناك حاجة الى هكذا قوانين. الاجابة على هذه الاسئلة موجودة اصلا في الوكيبديا بلغاتها المختلفة, الا انها تثير الكثير من سوء الفهم حولها, لماذا هناك سوء فهم وكيف هو هكذا سوء فهم فهذا ما اود توضيحه هنا.

كيف يتم تعرف الابادة الجماعية في شبكات الانترنت وفي المقالات والكتب؟
   
الابادة الجماعية تعني ارتكاب أي عمل من الأعمال الآتية بقصد الإبادة الكلية أو الجزئية، لجماعة ما على أساس القومية أو العرق أو الجنس أو الدين، مثل:
(أ) قتل أعضاء الجماعة.
(ب) إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي الخطير بأعضاء الجماعة.
(ج) إلحاق الأضرار بالأوضاع المعيشية للجماعة بشكل متعمد بهدف التدمير الفعلي للجماعة كليًا أو جزئيًا.
(د) فرض إجراءات تهدف إلى منع المواليد داخل الجماعة.
(هـ) نقل الأطفال بالإكراه من جماعة إلى أخرى.

ما هي انواع سوء الفهم لدى العديدن عند قراتهم للتعريف اعلاه؟

سوء الفهم الاول: الابادة الجماعية تحوي كلمة "جماعية" وهذا يعني بان اعداد الضحايا يجب ان يكون كبير جدا بان يكون بالالاف او مئات الالاف او ربما يفكر اخرين بانه يجب ان يكون اكثر من 3 مليون شخص.

سوء الفهم الثاني: من يقراء التعريف اعلاه فانه سيركز على النقاط من (أ) الى (هـ) وعندما يجد في اي مكان قتل لاعضاء جماعة معينة او الحاق الاذى الجسدي بها او الحاق الاضرار بالاوضاع المعاشية بهم فيظن على الفور بان هذه هي ابادة جماعية.

من سوء فهم الاول يصل البعض بان اهم شرط ان يكون عدد الضحايا كبير جدا. ومن سوء الفهم الثاني يصل البعض بانه لو ان عدد الضحايا كبير جدا ورافقه  الفقرات من  (أ) الى (هـ) فان هذه هي اذن ابادة جماعية.

  ولكن هذه هي ليست شروط ومقايس الابادة الجماعية على الاطلاق. اهم الشروط والمقايس للابادة الجماعية موجودة في السطر الاول من التعريف اعلاه وانا ساعيد السطر واضع خط تحت الشروط المهمة جدا:

الابادة الجماعية تعني ارتكاب أي عمل من الأعمال الآتية بقصد الإبادة الكلية أو الجزئية، لجماعة ما على أساس القومية أو العرق أو الجنس أو الدين

اذن اهم الشروط هي :

اولا: وجود قصد ونية واضحة.
ثانيا: ان تكون على اساس القومية او العرق او الجنس او الدين.


هذين الشرطين المهمين يحتاجان الى توضيح ايضا لانهما ممكن ان يؤديان الى سوء فهم اخر وهذا ما ساتوقعه في حالة عدم شرحها:

 الابادة الجماعية لا تشترط بان يحصل فعليا تدمير كلي او جزئي لجماعة. اهم نقطة هنا هي ان يكون هناك نية وقصد التدمير الكلي او الجزئي. ولهذا فان الابادة الجماعية لكي يتم الاعتراف بها فهي لا تشترط بان يكون اعداد الضحايا كبير جدا, العدد هنا غير مهم اطلاقا.

امثلة توضيحية:

اذا جرى قتل مليون شخصا او اكثر من جماعة ولم يكن هناك نية وقصد التدمير الكلي او الجزئي فان هذه ليست ابادة جماعية. وهي ايضا ليست ابادة جماعية اذا لم يكن قتل هؤلاء الملايين على اساس القومية او العرق او الجنس او الدين.

شرح بشكل اخر: اذا تم قتل بضعة اشخاص فقط من جماعة وكان هناك نية وقصد بتدمير الجماعة بشكل كلي او جزئي على اساس القومية او العرق او الجنس او الدين فهذه هي ابادة جماعية. وهي ايضا ابادة جماعية عندما لا يحصل فعليا تدمير كلي او جزئي للجماعة, المهم ان يكون هناك وجود القصد والنية بالحاق التدمير الكلي او الجزئي بالجماعة على اساس القومية او العرق او الجنس او الدين.

امثلة من التاريخ:

 ماو تسي تونغ قتل اكثر من 45 مليون شخص وهذه تسمى بالقتل الجماعي وليس بالابادة الجماعية, لانها ليست ابادة جماعية, لكون اسباب قيام  ماو تسي تونغ بهكذا جرائم لا تنطبق عليها الشروط اعلاه, فجرائمه لم تحوي نية او القصد بالتدمير الكلي او الجزئي لجماعة على اساس  القومية او العرق او الجنس او الدين.

 المانيا ايام النازية قام هتلر بقتل اكثر من مليون شخص الماني, ولكن هؤلاء الضحايا من الالمان لا تشملهم قوانين الابادة الجماعية لان الشروط اعلاه لا تنطبق عليهم. بينما قتل هتلر لليهود كانت ابادة جماعية لان هتلر امتلك القصد والنية في التدمير الكلي او الجزئي لليهود على اساس  القومية او العرق او الجنس او الدين.

ما تعرض له ابناء شعبنا من المسيحين في العراق وايضا اليزيدين هي ابادة جماعية حقيقة واضحة لا شك فيها على الاطلاق. ولهذا كنت انا ايضا قد انتقدت البعض عندما طالبوا بعدم حمل حرف (ن) في التظاهرات, لان هذا الحرف هو احدى دلائل ورموز الابادة الجماعية ولا يمكن القبول بازالة هذه الدلائل. فالمسيحين تم تهديدهم باما الدخول في الاسلام او القتل او دفع الجزية وتم شطب بيوتهم بحرف (ن) وتعرضوا بالفعل الى تهديد كبير والقصد والنية من كل ما جرى كان واضح وهو التدمير الكلي او الجزئي للمسيحين وذلك على اساس الدين فقط لكونهم مسيحين او في حالة اليزيدين فقط لكونهم يزيدين. كل صحف العالم تقول بان المسيحين واليزيدين مهددين بالتدمير الكلي وبان هناك نية وقصد منظم وواضح على تدميرهم كليا وذلك على اساس الدين.

سوء الفهم الثالث: الابادة الجماعية لا تقوم بها جهات حكومية مثل الحكومة العراقية او حكومة الاقليم لذلك فاذا لم تكن الجهة التي تقوم بالجرائم جهات حكومية فانها ليست ابادة جماعية.

مرة اخرى هكذا فهم خاطئ جدا. قوانين الامم المتحدة في تحديدها لجرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية تتحدث عن:

الجرائم التي تحدث من قبل جهات حكومية, جهات شبه حكومية, جهات غير حكومية. وهذه النقطة ستتوضح اكثر عندما اتي الى فقرة الامم المتحدة حول مبدأ "المسؤولية عن الحماية" اللذي جاء تحديدا ليعالج هذه المسالة وليزيل هذا السوء الفهم.

سوء الفهم الرابع: ما تعرض له المسيحين واليزيدين تعرض له ايضا المسلمين من السنة والشيعة. فهذه مشكلة عامة تتعلق بالعراق كله وليست مشكلة خاصة.

بشكل عام هكذا تفكير ليس فقط خاطئ وانما ليس منطقي ايضا. وبشكل عام مرة اخرى ليس هناك مجتمع نصفه يعيش في سلام وامان ونصفه يعاني من القتل والاضطهاد. حتى في المانيا ايام النازية كان وضعها مشابه للعراق فهتلر وقادة الالمان كانوا يقومون بتعذيب الالمان وقتلهم واعدامهم وكانت السجون تعج بالمعتقليين الالمان وفقد الكثير من الالمان حياتهم, وقسم كبير من الالمان تعد اعدادهم بالملايين غادروا المانيا وهاجروا الى امريكا وبريطانيا وبقية الدول. وضع مشابه للعراق. فعندما يكون ايقاع الظلم بالغير مسموح به ثقافيا فان هذه ستتحول الى ثقافة عامة التي ستسمح بقتل الاخرين ايضا, هل هناك شخص يتوقع نتيجة اخرى؟. ومن هنا لا يمكننا القول بان ما تعرض له اليهود من ابادة جماعية ليست ابادة جماعية لان الالمان ايضا تعرضوا الى قتل وتهجير.

المشكلة الاخرى ان الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تسمى اختصارا ب داعش عبارة عن تنظيم مسلح, وهدفهم تاسيس الخلافة الاسلامية, واعدادهم تقدر بالالاف والمتعاطفين معهم لا احد يستطيع ان يقدر اعدادهم. وهؤلاء كلهم يقولون بان ما يقومون به هي اوامر من القران اللذي هو كتاب كل المسلمين. القران بنفسه عبارة عن ايدولوجية تحرض على الابادة الجماعية لانها تحوي ايات التي بدورها تحوي النية والقصد في التدمير الكلي او الجزئي لجماعات على اساس الدين .
تنظيم الدولة الاسلامية داعش عندما تقوم ايضا بقتل السنة والشيعة فان الضحايا يمتلكون نفس الدين ونفس الكتاب التي تاخذ داعش اوامرها منه. وهذا ما يجعل حتى اهالي الضحايا من السنة والشيعة بان يسكتوا ويصمتوا عن الاسباب الحقيقة لفقدانهم اخوانهم او اخواتهم او اقاربهم ...داعش مستعدة لقتل اي مسلم لا يعترف بانها تمثل الخلافة الاسلامية وهذا السبب يختلف عن استهدافها للمسيحين واليزيدين. ثم المسلمين يستطيعون ان يقوموا بتعطيل الايات التي تدعوا للقتل والتي تستخدمها داعش في القتل , لماذا لا يقومون بحذفها؟ وفي كل الاحوال ما تقوم به داعش ضد المسلمين يمكن تسميته بقتل الجماعي Mass murder وليس ابادة جماعية Genocide . ومن اراد الحقيقة فان كل هؤلاء الملايين المسلمين اللذين تم قتلهم من قبل المسلمين خلال التاريخ ووصولا الى داعش هم ضحايا الاسلام نفسه, والمسلم اللذي لا يعترف بذلك هو عبارة عن شخص يعرف بينه وبين نفسه بانه فقط يتسلى باقناع نفسه وبانه سيستمر بالمعاناة طالما هناك اسلام.

سوء الفهم الخامس: من يتحمل مسؤولية ما يحدث من ابادة ضد المسيحين واليزيدين هي الجهات التي تقوم بها ومن يتحمل مسؤولية ايقافها هي الحكومة العراقية .

هذا الفهم هو ايضا ليس كله صحيح. من يقوم بجرائم الابادة الجماعية هو يتحمل مسؤولية ارتكابها, اي انه قانونيا سيعاقب على ارتكاب تلك الجرائم. اما مسؤولية ايقاف جرائم الابادة فهذه كانت تتعلق ايضا لفترة طويلة بسوء فهم داخل الامم المتحدة نفسها. وهذه الفقرة كنت قد شرحتها بالتفصيل لشخص ادعى بانه خريج القانون ولكنه فهمها بشكل معكوس.

لفترة طويلة كان هناك تناقض وتعارض بين فقرات الامم المتحدة التي تتعلق باحترام حق السيادة للدول باعتبار ان هناك مساواة بين الدول فيما يخص السيادة وبين الفقرات التي تتعلق بحقوق الانسان . بحيث في كل مرة كان هناك شكوى تقدم الى الامم المتحدة بشأن الاعتداء على حقوق الانسان كان هناك اخفاق لاخذ قرارت معينة لايقاف الجرائم ضد الانسانية وايقاف جرائم الابادة الجماعية. وهذا لان كان على الامم المتحدة ان تحترم في نفس الوقت الفقرات التي تتعلق باحترام حق السيادة للدول والتي تعني عدم التدخل في الشؤون الداخلية. فاية فقرات كان على الامم المتحدة ان تحترم؟ حق السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية؟ ام الدفاع عن حقوق الانسان التي تطلب التدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم الاعتراف بحقوق السيادة؟ تناقض وتضاد وتعارض واضح.

هذا التعارض والتناقض كان بسبب ان احترام حق السيادة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية كان غير مشروط. اي ان ازالة التناقض او التعارض ممكن فقط بوضع شروط.

من هنا ظهر مبدا مسؤولية الحماية Responsibility to protect ليضع هكذا شروط وهو ينص على:

    1- تقع على عاتق الدولة المسؤولية الرئيسية عن حماية السكان من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية والتطهير العرقي، ومن التحريض على ارتكاب تلك الجرائم؛
    2- تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية تشجيع الدول على الوفاء بهذه المسؤولية ومساعدتها في ذلك؛
    3- تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية استخدام الوسائل المناسبة الدبلوماسية منها والإنسانية وغيرها لحماية السكان من هذه الجرائم. وإذا ظهر عجز الدولة البين عن حماية سكانها، يجب أن يكون المجتمع الدولي مستعدا لاتخاذ إجراء جماعي لحماية السكان، وفقا لميثاق الأمم المتحدة.

http://en.wikipedia.org/wiki/Genocide

http://www.un.org/ar/preventgenocide/adviser/responsibility.shtml

ربما ستظهر فقرات اخرى عن سوء فهم والتي ساوضحها لاحقا.

شكرا للقراءة.

ملاحظة: من يقتنع بالموضوع ويراه مهما فانني لا اضع عليه اية حقوق بامكان اي شخص ان ينقله ويسجله باسمه.


غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
تقرير بريطاني: اضطهاد المسيحيين يقترب من “الإبادة الجماعية” في الشرق الأوسط

ويقول إنه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “أدى الاضطهاد الذي يتراوح بين التمييز الروتيني في التعليم والتوظيف والحياة الاجتماعية وبين الهجمات الهادفة إلى إبادة المجتمعات المسيحية

وتتمثل نية الجماعات في محو كل الأدلة التي تشير إلى الوجود المسيحي

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=936118.0