المحرر موضوع: لنتعلم شيئاً من التسامح التواضع من السيد المسيح ـ ع ـ ... ولم لاء؟؟  (زيارة 2614 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل jalal charmaga

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 290
    • مشاهدة الملف الشخصي
لنتعلم شيئاً من التسامح التواضع من السيد المسيح ـ ع ـ ... ولم لاء؟؟



 جلال جـرمكا / سويسرا

هنالك الكثيرون منا ولحد اليوم يجهل تفسير التواضع ، منهم من يعتقد بأن القوي لايسامح أطلاقاً ..!! ومنهم من لايوجد التسامح في قاموسه..العنف ثم العنف ثم العنف.. والنتيجة لا علاج سوى مراجعة النفس وأيجاد حلولاً مناسبة والتشاور وأخيراً الجلوس على طاولة المفاوضات لأيجاد سبيل للوصول الى مافيه الخير للجميع ، هكذا قرأنا وهكذا تعلمنا من تجارب غيرنا من العظماء في المقدمة الرسول ألأكرم / محمد ـ ص ـ وقبله السيد المسيح ـ ع ـ .
أجمل ما قرأته في العام الماضي حول هذه النقطة ماكتبه أحد الكتاب قائلاً :
[ألأوطان لاتبنيها عقلية ألأنتقام والتشفي وردود ألأفعال ، بل أنها تبنى بعقلية ألأنفتاح والتسامح وألأعتراف بالأخر بالحوار البناء.. وهذا مايحتاجه عراقنا اليوم !!.]
منذ سقوط النظام في / نيسان ـ 2003 ولحد يومنا هذا :
ــ ما الذي أستفدناه من العنف غير الخراب والدمار وتجويع الشعب وتهجيره وحرمانه من أبسط الخدمات ألأساسية ناهيك عن ألأنفلات ألأمني ؟؟؟.
ــ بماذا خدمنا العنف وحتى ألأشقاء العرب ( الله لا يسامحهم ) متخذين موقف المتفرج من مآساة أهلنا وناسنا ؟؟لا بل ألأغرب أنها مناسبة ( لاتفوت ) لتصفية الحسابات على أرضنا والخاسر ألأول وألأخير أهلنا وناسنا من النساء وألأطفال والشيوخ ، ناهيك عن الخراب والدمار في الممتلكات الشخصية من مزارع ومساكن ومعامل ومؤسسات الدولة وغيرها ..؟؟.
ــ أمريكا قوية.. نعم أنهى ألأقوى على الكرة ألأرضية.. ولكنها لاتملك غير القوة والعنف... طيب لنقف :
ياترى هل تقدمت خطوة واحدة بموقفها المتصلب؟؟؟ هل قدمت أدنى خدمة لأهلنا وناسنا.. هل تعلم بأن العراقيون يعيشون في زمن الثلاثينيات من القرن الماضي..؟؟أم لاء.. حيث السهر على الفوانيس والطبخ على الحطب ..؟؟ في أي زمن نحن..؟؟أنظروا الى الدول التي كانت ترعى ( البعران ) .. وأين وصلوا ؟؟؟.
ماذا يقول ألأنجيل ، حول العنف..؟؟؟:
العنف يولد العنف إلى ما لا نهاية له "لأن جميع الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون" (متى 26: 52). أما مقابلة العنف بالوداعة فلها حظ بأن تحطم هذه الدوامة الجهنمية وبأن توجد الأسس لسلام حقيقي .
حول روح التسامح و التواضع ، تذكرت حادثتان من تأريخ وحياة سيدنا المسيح ـ ع ـ :  لما دخل إلى أورشليم دخوله الإحتفالي الذي سبق آلامه، لم يشأ أن يركب حصاناً، وقد كان الحصان عند اليهود رمزاً للحرب، وعوضاً أن يظهر بمظهر الفاتح العنيف اخذ مظهر الودعاء: "وكان هذا ليتم ما قيل بالنبي القائل: "قولوا لإبنة صهيون: هوذا ملكك يأتيك وديعاً، راكباً على جحش ابن أتان" (متى 21: 4).وحين القاء القبض عليه، أعطى تلاميذه تجاه اعتداء الظالمين، درساً بليغاً في اللاعنف: "وان واحداً ممن كانوا مع يسوع، مد يده، واستل سيفه، وضرب غلام رئيس الكهنة، فقطع اذنه. حينئذ قال له يسوع: "رد سيفك إلى موضعه، لأن جميع الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون. "(متى 26: 51-53).
حينما أذكر هذه الصفات الحميدة هذا لايعني أن رسولنا ألأكرم / محمد ـ ص ـ قد كان ميالاً الى العنف ـ معاذ الله ـ هنالك تأريخ وثوابت ولكن المشكلة أننا معشر ألأسلام والمسلمون لانلتزم بتعيمات وتوجيهات سيدنا الرسول ألأكرم ـ ص ـ نعم نعلم جميعاً :
لقد امتدت سيرة الرسول محمد (ص) ثلاثة وعشرين عاما, من بينها ثلاثة عشرة عاما مكية, وعشر سنوات مدنية, والثابت من هذه السيرة ان الرسول (ص) لم يمارس العنف السياسي الا في السنة الثانية للهجرة مع معركة بدر, وانه خرج من مكة مهاجرا خائفا على نفسه واصحابه من دون ان يدعو الى الرد على الاضطهاد بالعنف, او من دون ان تبدو في نيته اقامة دولة وهو في طريقه الى دار الهجرة.
ولا شك ان ما تعرض اليه الرسول (ص) وصحبه (رض) خلال المرحلة المكية من الدعوة, يدعو كل انسان عادي الى الرد على العنف بعنف مماثل, لكنه مع ذلك اصر على المنهج السلمي في تبليغ رسالاته, ولم يثبت  عليه ـ ص ـ انه دعا الى انتقام او حقد او كراهية, رغم الكم الكبير من الاهانات وحملات التكذيب والتسفيه والحط من الشان..لقد كان محمد (ص) طيلة الحقبة المكية مثالا للصبر والتسامح والسلم, ومن هذه الحقبة ظل كثير من دعاة المقاومة السلمية يتعلمون, من بينهم بلا شك الداعية الهندي الكبير المهاتما غاندي.
هذا ما أنتهجه سيدنا ،الرسول محمد ـ ص ـ وهكذا أنشأ ونشر رسالته التي عمت العالم بأسرها.. ياترى أين نحن معشر ألأسلام والمسلمين من ذلك الرجل العظيم؟؟.
وذاك هو سيدنا المسيح ـ ع ـ الذي أستطاع بتسامحه وحبه للأخرين أن يكسب الملايين من البشر...الفرق الوحيد بيننا وبينهم ( من غير أنفعالات ولازعل ) أن أهلنا المسيحيون ملتزمون بتوجيهات كتابهم وأقوال رسولهم ..الا يكفي حينما يطبقون :
[من ضربك على خدك ألأيمن فدر له خدك ألأيسر ] .
ياسلام عالتواضع والصبر و والعظمة من هذا الشخص الذي كان نموذجاً للمحبة وألأخوة والسلم ...اليس كذلك؟؟؟.
أما نحن ( معشر ألأسلام والمسلمون ) فلانلتزم بكلام الله ولا بالسنة النبوية الشريفة!! ياترى أين ديننا وتعليمات نبينا / محمد ـ ص ـ  من عمليات التفجير والتفخيخ وذبح البشر؟؟ .
وأذا ما نهض أحدهم وقال لي :
ــ هل يرضيك تصرفات / جورج بوش وأدارته ..؟؟.
للرد أقول له فوراً :
ــ ومتى قرأ جورج بوش ألأنجيل والتزم بتعليمات سيدنا المسيح..؟؟ أنهم بعيدون كل البعد عن ألأديان السماوية... ألأمثلة كثيرة!!!.
المهم / لنراجع أنفسنا ونتعلم شيئاٌ من عظمة سيدنا المسيح ـ ع ـ نعم لقد جاء الوقت المناسب!!...اليس كذلك ؟؟.[/b] [/font] [/size]