الذين لا تعجبهم الحقائق دائماً يُحاولون اللف والدوران بنفس المحور، ومِمّا شجّعهم لذلك قيام المطران سرهد بالأتصال بالجهات التي يتصور بأنه سوف يسمعون إليه ويأخذون برأيه كما يأخذ بآرائه بعض الكتاب وهماً منهم أو بدون دراية بأن ما يعمله المطران سيُنقذ أبناء بيث نهرين.
الاخ مسعود النوفلي تحية
انا لم انفي في اي مكان من ان هناك بين ابناء شعبنا من يريد الهجرة, ومن يريد الهجرة واذا كان بامكان سيادة المطران سرهد جمو ان يساعده فهكذا مساعدة مطلوبة. وهي مساعدة وموقف انا لم ولن اقف ضدها في اي يوم من الايام.
ولكن المشكلة كانت كما يلي: ان الابرشية التي يراسها سيادة المطران استعملت محاولاتها في المساعدة في الهجرة على ان المطران هو لوحده من يفكر في الاهتمام بابناء شعبنا وصورت كل الاساقفة الاخرين في العراق وفي مقدمتهم البطريركية بانهم مهتمين فقط بكراسيهم وبانهم يريدون فقط قتل واحتجاز كل المسيحين في العراق , هكذا مقولات لو تم اعادتها لمليون مرة فلا احد سيصدقها, فنحن لسنا عرب وانما نستطيع ان نقراء ونفكر بانفسنا. وهي تملك تاثير معاكس فهكذا محاولات للمساعدة في الهجرة ستبدو لي بانها ليست حبا بالمساعدة وانما فقط لاظهار الاخرين بانهم لا يفعلون شيئا.
وفي الوقت اللذي لا احد ينكر بان هناك بين ابناء شعبنا من يفكر في الهجرة , قام موقع الابرشية في امريكا بنشر مقالات معادة ومتكررة بنفي وجود حتى شخص واحد يريد البقاء في العراق. واذا كان هناك جهة تقول بان هناك من يريد البقاء في العراق وبان من واجب الجميع تقديم المساندة والمساعدة والتضامن كان موقع الابرشية عبر المقالات يتم تصويرها مرة اخرى بانها احتجاز وقتل للمسيحين في العراق.
ولكن ليس فقط الاستفتاء اللذي وضعته يوضح حقيقة اخرى وانما ايضا مقالات يومية اخرى في موقع عنكاوا يوضح عدة حقائق منها مثلا خبر اليوم تحت عنوان "تحديا لظروف النزوح ... نادي قرقوش الرياضي بالكرة الطائرة / نساء بطلا للعراق" وغيرها , هناك من بين ابناء شعبنا من يريد التحدي بعدة طرق ومن يريد البقاء, فلماذا يكون هناك رفض ومحاربة لتقديم الدعم لهم ومساعدتهم لتحقيق حقوقهم في البقاء في العراق؟
هناك من يقول من ان ابناء شعبنا من فقد الامل, طيب , لماذا هناك من فقد الامل؟ الجواب سيكون انهم يشعرون بانهم قد تم تركهم لمصيرهم وحيدين دون ان يهتم بهم البقية.
طيب من هؤلاء البقية اللذين لم يهتموا بابناء شعبنا في الداخل هم في مقدمتهم ابناء شعبنا في الخارج.
من الصحيح ان هناك نسبة كبيرة من بين ابناء شعبنا في امريكا , ولكن كل هؤلاء لم نجد بينهم اية تظاهرات ومسيرات مثل تلك التي فعلتها الاقليات الاخرى في العالم وعبر جالياتهم المقيمين في الغرب. والابرشية في امريكا كان من المفترض ان تعمل في هذا الاتجاه منذ تفجير كنيسة النجاة, الا ان كل ذلك لم يحدث , وبدلا من ذلك تم زرع ثقافة اللامعنى من التضامن وبعدم وجود اية فائدة للمساعدة والتعاضد مع من يريد ان يمتلك حقه في العيش في العراق كمسيحي, وهذه كلها تبعتها ثقافة العبثية.
لذلك فعندما يتعلم البشر ثقافة اللامعنى والعبثية وعدم الفائدة من التضامن مع ابناء شعبهم من اللذي يريد ان يمتلك حقوق داخل وطنه فعندها انا ساقع على الارض ضحكا عندما يقول احدهم لي بان هناك تضامن من اجل القضية الكلدانية او غيرها من المصطلحات. لان من لا يجد معنى وفائدة وانما فقط عبثية فيما قلته اعلاه فلن يجد حتما اي معنى في اي قضية اخرى, وحتى ان وجدت فهي ستكون عاطفية موقتة مثل بالون يتفجر بعد وقت.
ولهذه الاسباب كلها فانا ارى بان الابرشية اذا كانت قد حققت اي نجاح في قضية يتحدثون عنها بانفسهم فانها في نفس الوقت فشلت فشل ذريع في تحقيق اي تضامن مع ابناء شعبنا في الداخل وتقديم التضامن معه في حق اي شخص من ابناء شعبنا للعيش في العراق كمسيحي. وليس فقط فشلت وانما هذه الابرشية شاركت بشكل فعال جدا للوصول الى هذا الفشل, والدليل ان موقعها يمتلك عدة مواضيع تسخر من اية دعوة للتضامن مع ابناء شعبنا وحقهم للعيش في وطنهم بقرارهم هم.
ومن هنا انا كنت اتمنى ان تمتلك البطريركية قانون عام يسمح لها بتغيير الاساقفة والمطارنة , اي تغيير اماكن عملهم, انا كنت اتمنى نقل كل من سيادة المطران سرهد جمو ومار باوي سورو الى مكان اخر, ابرشية اخرى, وتعيين بدلا عنهم مطارنة اخرين من اللذين يقومون بعمل تغيير ثقافي بين ابناء شعبنا في امريكا بشكل يجعلهم يشعرون بروح المسؤولية للخروج في تضامن وتعاضد مستمر للدفاع عن حق ابناء شعبنا من اللذين يريدون العيش في قراهم وقرى اجدادهم.
واخيرا وكما قلت فانه عندما تزداد الرغبة في الهجرة فاحد اهم الاسباب هي ان هناك من يشعر انهم متروكين لوحدهم, فابناء شعبنا في الداخل لا يستطيعون ان يصدقوا بان يتضامن معهم اي شخص في هذا العالم اذا كان ابناء شعبنا من المقيمين في الخارج بانفسهم غير مهتمين بمن بقي في الداخل, وهم كانوا غير مهتمين قبل وجود داعش وطيلة هذه الفترة. والابرشية نفسها لم تدافع يوما عن حق اي شخص للعيش في وطنه كمسيحي .
لهذا فان الابرشية حتى ان عملت اليوم على محاولات تقديم المساعدة في الهجرة فهذه الهجرة احد اسبابها هي الابرشية نفسها لانها لم تحاول التضامن مع من يريد البقاء ووقفت ضد التضامن من اجل البقاء لفترة طويلة. ومن يدعي عكس ما اقوله فليقل لي وانا ساثبت ذلك من خلال مئات من المقالات من موقعهم كلدايا نت.