المحرر موضوع: أحداث آشورية ما بين موقعة ديره بون ومجزرة سميل عام 1933 - تتمة  (زيارة 2689 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور بيت شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 842
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
احداث آشورية ما بين موقعة ديره بون ومجزرة سميل عام   1933  - تتمة
   
آشور بيث شليمون

كما تعلمون تحدثنا عن أحداث صيف عام 1933 المأساوية  في القسم الاول،  والآن سوف اغطي الفترة التي تلت تلك الاحداث.  ولكن قبل البدء الحديث عما جرى بعد تلك الأحداث الإجرامية على شعبنا أود ان أؤكد للقراء ان الحديث يقتصر على شريحة آشورية صغيرة والتي اقتلعت من جذورها في منطقة سكناها – هكاري – وليس بصورة عامة عن شعبنا الآشوري بمختلف مذاهبه ومشاربه من سكان الشمال أي بلاد آشور حيث يرزخ قسما كبيرا من أراضيها اليوم  في ما يسمى تركيا.

ومن  المؤسف أن    شعبنا الآشوري غدا وافدا في نظر الحكومة العربية الدخيلة الى ما يسمى العراق من صنيعة بريطانيا الإنتدابية، وهو لم يكن يبعد أكثر من مائة ميل من الحدود الحالية، ولكن العرب ومن الجملة أسرة الشريف الحسين من مكة يغدو العراق ملكا لهم.

هذا وإني اؤكد على ما  ذكره أباؤنا المسيحيون السريان، حيث نحن قلب تلك الشريحة السريانية وكما قدمنا البراهين وليس عن لسان اعضاء الكنيسة المشرقية / النسطورية على حدة، بل من الآباء المسيحيين من الكنيسة الشقيقة الأرثوذكسية اليعقوبية أيضا وهاكم الرابط للمزيد حول الموضوع:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,759645.0.html

ولكن بنفس الوقت، فإن شعبنا الآشوري  بشقيه الأرثوذكسي والمشرقي كان له الفخر بآثور والآثورية/  ܐܬܘܪ على الدوام واليوم  بوسعنا القول وبكل فخر يعتبرالشعب الوحيد في كل الهلال الخصيب / ܩܫܬܐ ܣܗܪܢܝܬܐ الذي حافظ  وناضل في سبيل قوميته بينما الآخرون جميعا وبدون استثناء مع الأسف من آراميين، كلديين، كنعانيين، فينيقيين  داسوا على تراثهم وعوضوه بالتراث العربي ما دفع مؤلفو كتاب Syria, a Case Study  والمنشور من قبل وزارة الدفاع الأميركية القول:

" إن المسيحيين في سوريا  بما معناه يؤكدون حرصهم ومشاركتهم المسلمين في عروبتهم ما عدا الأرمن والآشوريين . "

كما يرجى من القراء مطالعة مقالي الهام حول الموضوع -  بعد خراب البصرة – على الرابط أدناه:

http://thevoiceofreason.de/ar/article/12819

.....................

وكما ذكرنا في القسم الأول كيف عاد المقاتلون الآشوريون الى سوريا للمرة الثانية حيث بدأت المفاوضات حول إسكانهم من جديد. ومن المعروف أنه كان هناك مشاريع عديدة لإسكانهم قبلا في دول عدة ومنها : مدغسكر، غويانة البربطانية والبرازيل واخيرا استقر الامر اسكانهم في سوريا وفي منطقة الغاب في وسط الغربي من سوريا غرب مدينة حماه، والغاب كانت عبارة عن مجرد  مستنقعات وكان المشروع يرمي بالقيام في تجفيفها ولكن لم يكتب له النجاح  وعوض بدلا عنه اسكانهم  على نهر الخابور.

نهر الخابور، الرافد الأساسي لنهر الفرات وينبع في سوريا في بلدة  رأس العين/ ܪܫ ܥܝܢܐ الحدودية مع تركيا. هذا وبعد مفاوضات مع الحكومة العراقية التي ساهمت ماليا في دعم هذا الإسكان الى جانب عدد  من الدول الغربية التي بدورها ساهمت بسخاء ماليا في إسكان الآشوريين في منطقة الخابور وذلك في شراء عدد من القرى التي كان يسكنها البدو العرب  1 .
 
وهنا يجدر بنا  الإشارة الى الجرائم التي ارتكبتها حكومة رشيد عالي الكيلاني  حيث كان لها أصداء كبيرة في الغرب بالرغم من محاولة الحكومة العراقية  بطرق جمة  العمل  من تقليلها في عصبة الأمم ولكن باءت بالفشل الذريع ومن احداها في تجنيد  أبناء شعبنا في العراق للتوقيع على عدد من البرقيات التي هي أملت فحواها  وارسالها الى صحيفة الأهرام المصرية للنشر للرأي العام وهنا أضع نماذج منها  2 :
   
حضرة رئيس تحرير " الأهرام "
بعد التحية -  اتشرف بان أرسل لحضرتكم  في طيه صورة البرقيات المرفوعة لجلالة الملك المعظم وللمقامات العالية في بغداد من رؤساء الطوائف المسيحية 3 والآشورية  معربين فيها عن اخلاصهم للعرش الملكي السامي وتأييدهم المقرون بالشكر ! للحكومة العراقية في خطتها الأخيرة حيال حادث الآشوريين الأخير للتكرم بنشرها في جريدتكم الغراء وتفضلوا بقبول فائق الإحترام .

                                                                           قنصل العراق العام

بغداد – جلالة الملك المعظم
مكرر رئيس الوزارة الجليلة
نحن رؤساء الأكثرية الآشورية نتشرف ونرفع للسدة الملكية إنكارنا وبراءتنا من الفئة الآشورية الباغية التي كفرت بأنعام جلالتكم وحكوماتكم المتعاقبة والشعب العراقي النجيب ونرى واجبا علينا أن نرفع لجلالتكم وحكومتكم الموقرة شكرنا وأريحيتنا بالأعمال التأديبية  4 الباهرة  التي قامت بها قوات الدولة وتطهير قطرنا العزيز من عناصر اللؤم التي تريد الفتك في بناء الوحدة العراقية.
المطران يولاها ، القس اوديشو، القس هرمز، رئيس يوحنا .... الخ

برقية من دهوك في 22/ 08/ 1933

حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم – بغداد
نحن ابناء ورؤساء الأطثرية الآشورية نتشرف ونرفع للأعتاب الملوكية استنكارنا لأعمال الفئة الآشورية الباغية. ونعلن براءتنا من تلك الفئة ونرى واجبا علينا أن نرفع لسدتكم الملكية وحكوماتكم الجليلة شكرنا وارتياحنا للأعمال التأديبية التي قامت بها قوات الدولة وتطهير بلادنا العزيزة من عناصر الفساد والشر التي قصدت هدم بناء الوحدة العراقية المقدسة.
صورة منه الى فخامة رئيس الوزراء – بغداد

من رؤساء عشيرة البازي الرئيس خيدو بن دانيال، حنا ميخائيل بازي الخ...
الموصل في 20 آب سنة 1933 – بغداد – جلالة الملك المعظم
إن إجتماعنا الآن مة رؤساء الأديان الثلاثة ومختلف الطوائف والشيوخ وأعضاء الهيئات التمثيلية والمحلية على مائدة معالي وزير الداخلية حكمت بك سليمان ليس إلاّ مظهرا صميميا من مظاهر الوئام الطائفي والتضامن الوطني وقد استدرجنا الشعور الوطني الفياض إلى عرض الإخلاص لسيد البلاد... وليست حوادث التياريين 5 المؤسفة سوى تخبط طائش منهم انتهى في مجراه القانوني إلى أخذ نصيبه العادل من الجزاء وإنما يؤلمنا أن نجد بعض ذوي الأغراض يحاول إتخاذ هذه الحوادث وتأججها ذريعة للفت في عضد التكاتف الوطني...

أحمد الجودي، يوسف عمانوئيل بطريرك الكلدان، مفتي الموصل حبيب العبيدي، آصف وفائي، أحمد البارزاني، عجيل الياور، المطران توما، النقيب عبد الغني، ضياء يونس، سعد جلميران، المطران جرجس الخ...
وهكذا علقت مجلة المسرة، التي نشرت هذه البرقيات بقولها:
تلك هي الحقائق الرسمية كما بسطها ممثلو العراق أمام عصبة الأمم في جنيف وكما روتها بعض الصحف ممن قد اخذوا في هذه الأقطار بهوس الجامعة العربية أو الوطن العربي .
أما الحقيقة – غير الرسمية -  الحقيقة الواقعية المؤلمة فهي أن الآشوريين قد    ذبحوا ذبح النعاج  ...
الصفحات السود في سجل العراق كما جاءت على لسان عراقي شهم ألا وهو الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي  6 :
ولكنها – وبإيعاز من قائدها – تجاوزت هذا الحد وانغمست في الأيام العشرة التالية في ما أسمته  " مطاردة الآثوريين الفارين " وكانت أعمال المطاردة هذه أعمال حقد وانتقام  ... فأساءت الى سمعة الجيش وفتحت له سجل تاريخ العراق أولى صفحاته السوداءّ !
ويستطرد القول، وبعد هذا فلا عجب أن تنطلق كوامن الحقد والشر في نفوس الجنود وأن يندفعوا تحت ستار مطاردة الآثوريين والتفتيش عنهم الى إشاعة الذعر والخوف ونشر الموت والدماء بين السكان ... ولم تقتصر أعمال المطاردة على قوات الجيش بقط بل اشتركت معهم جموع كبيرة من العشائر العربية والكردية وكان بكر صدقي وبحجة حماية مؤخرة الجيش قد وزع السلاح على عشائر الزيدية، والسليفانية، من العشائر الكردية، وعلى عشائر الجبور وشمر من العشائر العربية، وعلى بعض من أبناء الطائفة اليزيدية وشجعهم على الإنتقام من الآثوريين 7 .

كما  شدد القيسي في كتابه – الآثوريون – بالقول:

" ومن جهة ثانية فلم يكن الآثوريون عملاء للإنكليز أو أدوات لديهم، كما تصورهم الأدبيات العراقية، وإنما كانوا قوما ينشدون تحقيق هويتهم الدينية والقومية، لكن طبيعتهم العنيفة وغرارة قياداتهم السياسية وسوء تقديرها للاحداث ثم تقلبات الحرب السياسية أودت بهم الى المصير النكد ..."
وهنا أرى جدير بنا أن نختم كلامنا هذا عما جرى على شعبنا من مآس وقتل وتشريد الى هذه اللحظة بما قاله الناشرحول الموضوع - عبد المجيد حسيب القيسي :

" ... ورغم قدم الموضوع وعفاء أكثر من نصف قرن على احداثه، فإن مبرر إعادة البحث فيه ليس التذكير او التعريف فحسب،  بل لأن الحدث الأثوري كان بأسبابه ودوافعه وبسير أحداثه ونتائجها، وعلى المدى القصير والمدى البعيد، أول  وأخطر صدع في الكيان السياسي العراقي  الناشيء وقت ذاك، ثم ظلت الصدوع والخروق تتوالى وتتسع وتتطور حتى عامنا هذا، عام 1999 ، حيث بلغت ذروتها ومداها فبلغ السيل الزبى واتسع الخرق على الواقع! 
             http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=748485.0

.......
1-   حيث كان شبه منطقة صحراوية رغم وفرة المياه  العذبة ما عدا بعض من شجر الصفصاف الذي كان بدوره ضحية البدوي بقطعه واستخدامه وقودا – وهذا ما حصل في جبل عبد العزيز بالذات ( المحاذي لنهر الخابور ) حيث العرب قطعوا غابات شجر البطم حتى تقريبا لم يبق له أثر!
2-   إن مصدر هذه البرقيات هو ما نشرته كما أشرنا اليه سابقا – مجلة المسرة – للكنيسة الكاثوليكية في بيروت لبنان والمؤرخ في عددها تشرين الثاني من عام 1933
3-   لاحظ التعبير – من رؤساء الطوائف المسيحية والآشورية، أي يقصد بالطوائف المسيحية من إخوتنا تحت التسمية الكلدانية والسريانية !
4-   وما على القارئ اللبيب أن يرى الوقاحة بأسوأ صورها بوصفه هذه الأحداث الإجرامية – باعمال تأديبية وهنا صدق الكاتب العراقي – القيسي – في كتابه " الآثوريون بالقول:  ولكن المسألة الآثورية اقترنت في أذهان العراقيين- كما سنرى – بكثير من الأفكار التي خلقتها الدعايات المضللة والفهم القاصر، فابتعدت بها عن حقيقتها وأضفت عليها مفاهيم خاطئة!
5-   يقصد هنا ب" التياريين " الشعب الآشوري برمته، كون عشيرة تياري تعتبرإحدى كبريات العشائر الآشورية، وعلى نفس الغرار فإن آباءنا المسيحيين كانوا يطلقون على العرب ب ( الطيء ) كونها إحدى كبريات العشائر العربية أيضا.
6-   رجاءا النظر في كتاب الأخ القيسي في آخر صفحة من كتابه وشكرا.
7-   المصدر هنا هو – لونكرك من الصفحة 235 ولكن مع الأسف وهذه عادة العرب في تشويه التاريخ حيث لا يوجد في الترجمة العربية وهو من ذكر الكاتب  مشكورا.