المحرر موضوع: المالكي.. تصريحات خارج الصدد  (زيارة 890 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

المالكي.. تصريحات خارج الصدد

*عبدالمنعم الاعسم

 أقل ما يقال عن التصريحات الاخيرة لرئيس الوزراء السابق، نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي بانها انفعالية، وخارج الصدد، ومُربكة، وذلك في الاصرار على فتح جروح واتهامات وملفات ودفاعات تخص المرحلة السابقة، في محاولة استباقية لتبييض صفحات تلك المرحلة وإلقاء مسؤولية الخطايا والاخفاقات على الآخرين، خلاف ما يُفترض ان يكون خطاب رجل الدولة منسجما مع موجبات التعبئة وتحشيد القوى، كمهمة اولى، لالحاق الهزيمة بالمشروع الارهابي، الخطر المحدق بالبلاد، وحماية وحدة الصف والمواقف حياله.
 فان حديث المالكي حول "مكونات" مسؤولة عن احتلال الموصل وإعفاء ادارة القرار السياسي وكبار العسكريين من ذلك، والاشارة الى "العافية" التي كانت عليها ميزانية الدولة غداة تشكيل الحكومة الجديدة وعدم وجود إهدارات وفساد وسوء انضباط، وعن "رجاحة" الموقف من ملف العلاقات مع الاقليم وشؤون النفط والتصدير والموازنة، ثم، الطعن بسياسة الانفتاح الاقليمي وإطلاقه الريب القديمة ضد دول مجاورة في وقت تجري محاولات ترشيد العلاقات معها، كل ذلك يصلح لوجهات نظر أو تعليقات صحفية عابرة، لا ان تُنسب الى مسؤول مرموق في الدولة.
 لكن المهم، كما يبدو، ان المالكي، يتحسس من اية اشارة الى "اخطاء" الحكومة السابقة، ولا يقبل المساس بتلك السياسات والمواقف التي انتهت الى الخسائر الفادحة في الارواح والثروات والسمعة، وهذا يتعارض مع البرنامج الحكومي الملزم للجميع باعتماد التغيير في السياسات والهياكل، بل ويتعارض مع منطق الاشياء ووظيفة اية حكومة جديدة في تنشيط وتصويب الاداء والتخلص من العقائد والادوات التي أعاقت وتعيق عملية التغيير.
 على ان المشكلة في تصريحات المالكي ليس في افتراقها عن السياسات المعلنة للحكومة وعن فروض التغيير الذي تتطلع اليه الملايين، بل، ايضا،  في منهج اثارة معارك ومخاشنات مع فئات و"مكونات" وشخصيات في ظروف بالغة الحساسية، إذ تلتقطها اصوات من الاطراف الاخرى لتضعها في ماكنة ردود الافعال وطاحونة الاتهامات والشتائم والتعريضات، تتجاوز عما هو شخصي الى ما هو طائفي، بما يقدم خدمة مجانية لعصابات داعش ومشروع الردة والتطرف والعنف، وبما يعيد المشهد الى مشارف المواجهات التي جرب الجميع عبثها ودفع الشعب فواتيرها.
 اقول، قد يجد البعض اسبابا ومبررات وحقوق لدفاع المالكي عن ادارته السابقة، لكن اية اسباب ومبررات وراء تصريحاته التي حملت اعتبارات الشحن الطائفي، كانت قد استُهلكت بما فيه الكفاية.. وحذّر من ايقاظها المحذرون.
*********
"إنَّ أوصلَ الناسِ مَنْ وصَلَ مَنْ قَطَعَهُ".
  الحسين بن علي بن ابي طالب