الاخ بيث نهرنايا تحية طيبة وبعد
في تسعينات القرن الماضي, كنت كثير الالتقاء بالاخوة الاثوريين في منطقة الصناعة في بغداد, وكان من بينهم رجال دين افتخر بهم , وبعضهم كانوا مسنين استمتع بالاصغاء الى حكاياتهم عن احداث الفرمان والتي كانوا يقصونها باسلوب شعري متناغم مع نغمة حزينة تناسب الحدث الحزين, وكان هناك شباب ومراهقين تجمعني معهم روابط صداقة وذكريات جميلة , وتعرفت ايضا على مثقفين اثوريين من جمعية اشور بانيبال في منطقة كمب سارة ( وهم الان رؤساء احزاب ومدراء مديريات في العراق), ولا اخفي عليك بانني لاول مرة سمعت بالاشوريين كان من هؤلاء المثقفين , ونظرا لعدم اهتمامي بالتسميات القومية لشعبنا , تصورت ان الاشوريين هي تسمية اتخذها الاخوة اللبنانيون والسوريون , ولم يكن في بالي انهم يقصدون الاثوريين في بغداد على الاقل.
المهم في احدى المرات حدثني احد الاخوة الاشوريين المثقفين من الجمعية المذكورة اعلاه وبمشاعر غاضبة( استغربت من غضبه):- ان الاصدقاء العرب يسئلوني كيف تستطيع ان تثبت انك اشوري, فاجبتهم انني كلما اقف امام تمثال اشور بانيبال , الثور الاشوري المجنح او اي تمثال اشوري فانني ارتعش ( اصاب برعشة ) ! وهذا دليل كافي انني اشوري.
بصراحة اخي بيث نهرنايا استغربت كثيرا لما قاله صديقي المثقف وجعلني اصفن, وبعد ان غادر محل عملي بدات افكر بما قاله صديقي محاولا تفسير لماذا يصاب صديقي بلارتعش امام الاثار الاشورية, وخطر في بالي ان سبب تلك الرعشة هو السبي الاشوري لاسباط يعقوب العشرة والذي تسبب برعب تاريخي لتلك الاسباط .
علما بانني لم يكن لي اطلاع على قصص العهد القديم انذاك ولا تاريخ الاشوري, لاكن لدي نضرة تاريخية عن تاريخنا الحديث عن طريق المسنين ( بعضهم كان ٨٧ سنة)من الاخوة الاثوريين انذاك ,الذين كان يحلو لهم احتساء الشاي في ضيافتي, والذين ما تزال بعض من كلمات القصائد والحانها الحزينة شاخصة في ذاكرتي.
ملاحظة :- لم اسمع يوما من هؤلاء المسنين او الشباب والمراهقين بانهم اشوريين سوى من مثقفي جمعية اشور بانيبال.