المحرر موضوع: تركنا وأبتعد لكي لايكون (جليسها)..  (زيارة 1025 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 694
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                           تركنا وأبتعد لكي لايكون (جليسها)              لطيف نعمان

ابان الحرب العراقيه الايرانيه
الوقت شهر آب
 المكان في اقصى شمال العراق ليس بعيدا عن حلبجه في المنطقه الحدوديه بين العراق وايران وبين الجبال الشاهقه والوديان السحيقه والغابات الكثيفه للبلوط ، وينابيع الماء الصافي ، وفي الوديان اشجار الفاكهه المختلفه - قرى كرديه عديده يرثى لها تم تهجيرها في المنطقه وباتت بيوتها خالية من البشر ..
أبو مصطفي رجل مؤمن يتقي ربه يحرص على اداء الصلوات في اوقاتها - يسبّح دائما ..
أما الآخرين معي في مكتب التشكيل فلا احد بهم يصوم أو يصلي وهم خليط من المسلمين السنه ، والشيعه ، والكوردي ، والتركماني ، والكلدو آشوري ، والارمني ، واليزيدي ..
نعيش معا متحابين متجانسين لايفرق بيننا اي شيء ..
أبو مصطفى لم يكن راضيا علينا البته لكنه مع ذلك كان يمازحنا على الدوام وهو يقول :- كلكم ستذهبون الى جهنم خالدين طالما لاتصلّون ولا تصومون ايها الطراطير ، ايها الزناديق ...
كان الغسق رائعا لما وصلت الى اصدقائي وأنا عائد من الاجازه الدوريه ، وحقيبتي ممتلئه بما لذ وطاب من اطعمة مختلفة ..
تجمع الجميع حولي يقبلوني بشوق وفرح - وكان هذا احد الاعراف الجميله والرائعه لما يعود جنديا من اجازته الجميع يرحب به ويستقبله ببهجة وسرور ..
قال كاكه عمر :- كاكه لطيف نحن جوعى هات مالديك ..
فتحت حقيبتي واخرجت منها الدجاج المشوي والكليجه مع الكيك ..
بينما كنا نهىء المائده قلت ياجماعه من الحلال والحرام يجب أن اكون صريح معكم .. الوالده عندما تعمل المعّجنات تحرص ان تضع قليلا من الويسكي معها لكي تقضي على النكهه الزفره الناجمه عن البيض - كذا الحال مع شوي الدجاج ..
كان أبو مصطفى قد أخذ سجادة الصلاة ليتهيء للصلاة لما سمع الكلام تركنا وابتعد مسرعا لكي لايكون (جليسها) وهو يدردم بكلمات متقاطعة لم اسمعها لكني لمست انزعاجه وتذمره من كلامي ..

عنكاوا 7/12/2014


غير متصل كمال يلدو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 563
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لا اظن ان هناك شعبا راقيا ورائعا شبيها بالشعب (الهندوسي)  فهؤلاء لا يأكلوا - كما يعرف الناس - لحوم البقر الحمراء، لكنك لا تسمع منهم (استغفر الله) و (هذا كافر) أو (هذا نجس) بل بالحقيقة هم يذهبون الى كل مطاعم العالم ولم نسمع يوما بأنهم طلبوا أو (اجبروا) صاحب المطعم من (عدم بيع اللحوم الحمراء)، يدخلون الى المطعم (ايا كان) ويطلبوا صحن من الخضار ويأكلوا ، ويشبعوا ، ويشكروا (ام الهند) ويمضوا في طريقهم...لهذا هم وصلوا للفضاء، بينما مازال القوم الذي يحكم بلداننا حائرا ان كان شرب (بول البعير) لغرض الشفاء، مرة في اليوم ام ثلاث مرات....وعلى اية وجهة يجب ان يكون الأنسان!