نيراريات – 34 –
يأخذون مني الوطن فأبكي ولكنني لا أنهارُ , يطردون أمتي فأحزن ولكنني لا أيأسُ , يخطفون حبيبتي ليبيعوها كسبيةٍ فأفقدُ صوابي ولكنني لا أتجنّنُ , فهناك من يُرجع لي وطني , ويعيدُ أُمتي الى أرصها , ويحرر حبيبتي من السبيِ , هو سلاحي ورفيق دربي في النضال - قلمي -
لنبذل المساعي وننشأ لنا وجودا عسكريا , فبعد أن ثبت لنا أن الجيش العراقي والبيشمركة قوات زجاجية , ثارت الغيرة والكرامة في نفوس الآشوريين مطالبين بتكوين وحدات قتالية دفاعية وهجومية , ولي الأمل الكبير في الذين خدموا في الجيش العراقي وبالأخص ذوي المراتب العليا والخبراء العسكريين من بني أمتنا أن يجتمعوا ويشكّلوا الجيش الآشوري الحر , لا يكون منضويا تحت إمرة أية جهة سياسية حتى لا يتحول الى ميليشيا لا تخدم إلا مصالح تلك الجهة , منظماتنا السياسية تتبنى القرارات السياسية , أقترح إطلاق تسمية - حرّاس الأمة والأرض - على هذا الجيش .
من أين جاء علماء الرياضيات منذ القدم بالأرقام , فكما يقول المنطق اللاهوتي بوجود إله واحد فقط , هكذا لا أرى في علم المنطق الرياضي غير الرقم الواحد فقط وهو أنتِ .
لا أدعو الشعراء إلى مأدبة عشاء فاخرة , أدعوهم إلى مأدبة القصائد الثائرة .
تشتدّ طاقتي كلّما اشتقتُ إليكِ وأنتِ لستِ معي , فإذا صحوتِ من غفوتكِ على صوت الإنفجارْ , تأكّدي أنني قررتُ الإنتحارْ .
مضحكة أنتِ , وتريدين ان تختبري أحاسيسي , هل أنتِ عالمة أحيائية وأنا فأر للتجارب المختبرية ؟.
أنتِ امرأة اللامبالاةْ , لايُهمّكِ إذا ربحتِ أو خسرتِ المباراةْ , حياتكِ فخفخة ومغالاةْ , وأنا حياتي صقيع الأنكسارات والمعاناةْ .
كفى لا تقولي شيئا , إنني لا أسمع ولا أرى ولا أحسّ ولا أشمّ ولا أتذوّق , خلاصة الكلام هو : تحرّكتْ شفتاكِ بهمسة , ففقدتُ حواسي الخمسة .
الخط البياني يشير إلى عشرات الزلازل تضرب قارة جسدي كلّما مسّته أصابعكِ .
بالغات مارسن الحب العذري مع قصائدي القاصرات فحبلنَ وانتظرنَ سنينا ولم تلدن .
إنزلقتْ الكرة الأرضية من تحت قدميّ وتدحرجتْ بأقصى سرعتها , ثمّ استقرّتْ بين نهديكِ , فبقيتُ أنا معلّقاً مثل هلال في الفضاء .
ماذا جرى لشفتيكِ لا تزوران مزارع شفتيّ , وغدتْ لا تأتيها إلا مرة في السنة , كمنجلين لا يزوران مزارع السنابل إلا في موسم الحصاد .
أرصدكِ كالرادار وأنتِ تخترقين مجالات مساماتي المفتوحة , أحاول حجزكِ باية وسيلة كانت وإنْ كان على حساب قواي العقلية .
الذي أعرفه عنكِ لستِ امرأة متوحّشة , فلماذا تمارسين معي مبدأ الإفتراس !
كلّما تذكّرتكِ تجرفني فيضانات الشوق أنا وزورقي ونتحطّم سوية على صخرة الذكرى , وكلّما نسيتكِ تحرقني نيران العشق أنا وخيمتي حتى الرماد فتنقلنا الرياح من هاوية النسيان إلى أخرى .
الجناحان لا يساعدانكِ على الطيران من غير وجود الهواء , هل اكتشفت قيمة وجودي يا من كنتُ في حياتكِ الهواء ؟ .
هل اشتقتِ إلى الحديث معي ؟ ما أروع صمتك الصارخ !!
صلّيتُ إلى الله ليمسخني حصانا ولا أتعبُ من الركض واقتفاء آثار قدميك طوال العمر , لا يضرّني إذا لم تلتفتي إلى الوراء بقدر ما ينفعني أن أنظر إلى الأمام .
كيف أطردكِ من حياتي يا حياتي ! هل رأيتِ أو سمعت قبلا أنّ زهرة رفضتْ قدوم الربيع , أو أنّ أرضا عطشى هربت من سقوط المطر , أو أنّ قلبا انتهر حبا صادقا , أو أنّ شاعرا أجهض ولادة قصيدة جديدة ! ؟ .
وأنا أيضا قطعتُ رؤوسا , فكم قطعتُ رؤوس اقلام لأكتب بدمائها السوداء مأساة أُمتي .
القلم + البندقية + المال = الحرية
في وطن الحزب الواحد لستُ مُلزما أن أنتمي , ولستُ مُخيّرا أن لا أنتمي .
هذه الخطابات أتعبتني وجعلتني أُصاب بالدوار , فإلى متى أيها الخطباء تتردّدون في اتخاذ القرار , فإما الأصرار وإما الدمار .
لستُ كاتبا بورجوازيا , إنني أكتب للعامة وليس للخاصة لأنّ همومي هي هموم العامة , ولكنّه أحيانا تتبرجزُ العامة على كتاباتي , وتتكادح الخاصة مع كتاباتي .
إذا جدّدتِ القصيدة ذاتها فهي حركية , وإذا بقيتْ ساكنة فهي مستنقعية .
القصيدة الثورية قصيدة فعلٍ تظهر بوجهها الحقيقي وتكون مباشرة , والقصيدة اللاثورية قصيدة قولٍ تطلي وجهها بالمساحيق التجميلية لأخفاء حقيقتها .
لولا أنني أرسلتُ أصابعي العشر كالبروق إلى غيمتكِ الحائرة , لما أمطرتْ .
كسرتُ شعاع الشمس لأجعله قلما في يدي , وسحقتُ تويجات وردة في طور التفتّح لأجعل عطرها حبرا أكتب به تاريخ حبي لكِ الذي يطابق تاريخ ميلاد السماء.
رغم أنني قلتُ كلاما كثيرا ولكنني لم أقل شيئاً , ولن أقول شيئاً إلا عندما أقول أقدس كلمة بعد الله - أحبكِ - .
للأسف بدأنا نحن الآشوريون نبني بيوتا بلا أبواب وشبابيك , فانحصرنا بين الجدران لا نرى ولا نسمع بعضنا الآخر .
إلقي العصا السحرية من يدكِ كي أخرج من حجر التمثال , لا أريد أن أكون إسطورة خرافية بل حقيقة عارية وحقيقتها أنتِ .
دحضتُ الهندسة الإقليدية بهندسة نيرارية , ألا تشعرين بتغيرات التناسقات في جسدكِ المثير ؟ .
لا يتفنّن في كسر الباب إلا الحارس , ولا يُسقط الأيمان من القلوب غير الكاهن , ولا يُشتت الأُسرة غير الوالدين.
نينوى حمامة بيضاء تشرّدتْ في السماء وستحطّ عاجلا أم آجلا على أكتافنا .
إذا كانت أمواج الثورة عمياء , فإنها ستتكسّر على الساحل الصخري .
الثائر هو الذي يتبنّى حب الثورة , والشاعر هو الذي يتبنّى ثورة الحب .
أكملي حياتكِ معي , لكي أُكملُ موتي فيكِ .
درس وتعمّق في علم اللاهوت , فحصل على شهادة في الإلحاد .
لا يسكتُ نباح الكلب غير عظمة القصّاب .
كواكب سيّارة تدور حول شمسي في نظام عجيب , وشمسي تدور حول خصركِ في نظام أعجب .
لولا جمالكِ لما تناسلتْ وتكاثرتْ نسور قصائدي , جمالكِ بيت الرحم لجميع قصائدي التي كتبتها والتي سأكتبها .
أصابعي العشر قبائل أفريقية بدائية تتّحد فيما بينها وتقرع طبول ممارسة طقوس الحب كلّما دخل وجهكِ حدود أراصيها .
تنمو الحشائش وأزهار الربيع في حقول شفتيكِ , وتولد في شفتيّ شرارات تُشعل الأخضر والأصفر .
عندما تحضنينني بكلتا يديكِ , كأنما أعود من نحلة إلى يرقة وأحتمي بأصابعكِ التي تنسج حول جسدي شرنقة حريرية ذهبية اللون .
هذه هي حصّتي من الحياة , أتجنّن فيكِ كجنون البرق في الغمامة , إلى يوم القيامة .
* * *
نينوس نيراري كانون الأول / 9 / 2014