اعلام البطريركية / بغدادالى جميع أخواتنا وإخواننا الأعزاء
ان أوضاع اللاجئين المسيحيين في العراق لا تزال مأساوية وحرجة، ولا يبدو حلٌّ سريعٌ في الأفق. يعيشون في غرف صغيرة أو كرا فانات اعدتها لهم الكنيسة والطيبون، لكنهم نفسيا قلقون على بلداتِهم وبيوتهِم ووظائفِهم ومستقبلِ أبنائهم، ويحتاجون بخاصة في عيد الميلاد هذا والسنة الجديدة الى علامات مُطمئنة بأنهم ليسوا متروكين وحدهم، وليسوا منسيين. لذلك أطلب من جميع أخواتنا وإخواننا ان يصلواَ من اجلِهم لكي يُحافظوا على الشجاعة والأمل والثقة بالله أبيهم. اني اردت ان احتفل بقداس عيد الميلاد معهم في خيمةٍ وسط مخيمهم لأعرب لهم عن قرب الكنيسة منهم واستعدادها لخدمتهم ومساعدتهم.
نحن ممتنون جداً لجهودِ الصداقة والتقارب والتضامن العديدة من الداخل والخارج، فهم بحاجة الى قلوب وأبواب مفتوحة تدعمهم في محنتهم. المسيحية ينبغي ان تبقى في هذه الارض المباركة رسالة محبة وتسامح كما أرادها المسيح. ونحن مصرون على مواصلة محبتنا لجميع مواطنينا من دون استثناء والعيش معهم بسلام وامان. اننا نشتاق الى العودة الى بيوتنا وبلداتنا ونتمنى تحريرها عاجلاً وتوفيرَ الحماية لها. ارضنا تاريخنا وهويتنا، وهي لنا ارض ميعاد. كما نتمنى من صميم قلبنا ان يقوم في العراق نظامٌ سياسيٌّ يُؤَمِن حقوق جميع العراقيين ويصون كرامتهم ويحقق العدالة التي هي اساس السلام. هذا البناء الجديد لن يتحقق الا من خلال التربية السليمة والتعليم المنفتح وتعزيز قيم العيش المشترك واحترام التنوع وحقوق الانسان.
احبائي
في البشارة قال ملاك الرب لمريم لا تخافي، وكذلك ليوسف و في الميلاد قال للرعاة لا تخافوا واليوم يقول لنا وسط محنتنا: لا تخف ايها القطيع الصغير. فلنجدد بالله ايماننا وثقتنا ببعضنا البعض وبكل ذوي الارادة الصالحة بان في قلب الالم والمعاناة ينبعث الأمل بفجر جديد. هذا ميلادنا وايماننا.
تبارك عيدكم وعشتم وعاش العراق!
رابط الموضوع
http://saint-adday.com/permalink/6875.html