المحرر موضوع: بعد ان كان عام 2014 عام النزوح..هل سيكون عام 2015 عام العودة ..؟  (زيارة 831 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامر ألياس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
امنيات نعلقها على شجرة العام الجديد  ونتمنى ان يكون زاخرا بتحقيقها
بعد ان كان عام 2014 عام النزوح..هل سيكون عام 2015 عام العودة ..؟
سامر الياس سعيد
ودع العالم عام 2014 ،وهو يستذكر الكثير من المحطات التي حفل بها هذا العام واوراقه التي حملت الكثير من مراحل الحزن متمثلة بما عانت منه مئات العوائل المسيحية والايزيدية من محنة التهجير، اثر سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مناطقهم حتى عد تهجير العام الاشد قسوة والاكبر من حيث عدد العوائل النازحة بالمقارنة مع المحطات المماثلة التي شهدتها مناطق عديدة من العراق بعد العام 2003 ..
وبينما لفظ العام ساعاته الاخيرة تحفل الذاكرة بالكثير مما مر به المئات خصوصا حينما تعرضت مناطق الحمدانية وتلكيف وسنجار الى سيطرة التنظيم ،والتجات الاف العوائل لاقليم كردستان طلبا للملاذ الامن الذي طالما تميزت به مدن الاقليم فضلا عن افق التعايش والمحبة التي تسمو بها الحياة اليومية ..
لاشك ان تلك العوائل التي هجرت قسرا من مناطقها تترقب الاخبار وتتمنى ان تجد من بين مئات الاخبار التي تطلقها وسائل الاعلام ما يمنحها جرعات التفاؤل بان الغد يحمل لها بشرى تحرير مناطقها مما يؤمن لها العودة  الى تلك المناطق واعادة رسم ملامح الحياة للمدن التي عانت من اشهر عجاف افرغت شوارعها وقتلت مظاهر الحياة فيها وخنقت بسمة الحياة المرسومة على وجنات الاطفال وحولتها الى بكاء مستمر..
واذ اخترنا وصفا للعام الراحل فلاشك بانه سيكون عام الاقليم لما تميز به من تقديم الملاذ الامن للعوائل الهاربة من جحيم حرب الاقصاء والغاء الاخر ،فهل سيكون العام القادم حاملا لوصف عام العودة للديار خصوصا وانها امنيات تبادلها المسيحيون خلال احتفالهم بعيد الميلاد المجيد حيث كانت تلك الامنية بديلا للتهنئة التي اعتادوا  ان يتبادلونها بعد انتهاء قداس ليلة العيد او في صباح اليوم الاول  فلم تجد الالسن الا ان تجاهر بكلمة الامنيات بالعودة للمدن التي هجرتها العوائل لكن نفوسها بقيت تهفو لليوم الذي يمثل العودة من جديد الى تلك المناطق ..
واذ تيسرت العودة لتلك العوائل فلاشك في انها ستحمل ذكريات عن ايام المحنة  التي خففت من وطاتها  عوائل محبة امتلكت قلوبا عامرة بالحب قدمت بيديها البيضاء ما اعان تلك الوجوه المتعبة وخففت من الامها بترك الديار فكانت تلك الايام ترجمة حقيقية للتعايش والتاخي ..
عام يرحل واخر ياتي ، وفي حركة الاعوام لاشي يبرز سوى الامنيات حينما ترتبط بالعبارة التقليدية (كل عام وانتم بخير) لكنها سترتبط بامنية اخرى يجدها المهجرون ضرورية بان يكون العام القادم حافلا بمشاهد العودة ..
ولكن عن اي عودة نتحدث...؟! والخوف من مستقبل المدن التي عانت من غياب اهلها وتحدي المستقبل يبدو هو الاخطر في ظل ما شهدته تلك المدن ، وهل سيتجدد سيناريو الاحداث الامنية التي كان عليها واقع مدينة الموصل حتى بعد ان تنفض عنها غبار ما لحق بها من اذى ..هل ستعود تلك الحواضر التي تميزت بها المدينة منصات لانطلاقة حمامات السلام وتحليقها من جديد في اجواء المدينة وهل ستكون شجرة الزيتون قادرة على منحنا اغصانها الخضراءمن اجل ان تتحول قلوبنا ايضا لشجرة زيتون لاتعرف  اوراقها الاصفرار بل تحتفظ بلونها الاخضر الذي يلائم كل المناخات والفصول .. امنيات تدور في مخيلة كل مهجر  وحتما سيطفي النور  حينما تتلاقى عقارب الساعة الثانية عشر من ليلة 31 كانون الاول  لنودع بالظلمة عاما رحل ولنستقبل  بالانوار العام الجديد وكلنا امل بان يكون النور الذي نستقبل فيه هذا  العام مميزا بالكثير من الامنيات  التي علقناها على شجرة الميلاد وننتظر  ان تتحول الى واقع مع كل يوم يمر  علينا ..هي اسئلة تكتسي بالوان الامنيات  لانجد من بد سوى ان نستقبل بها اطلالة العام  ولانملك سوى  ان نعزز من ثقافة التسامح من اجل ان  نطفي ما شهده العام الماضي من نيران اتت على  الاخضر واليابس ..