الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا خالص تحياتنا ومحبتنا
المقترح الذي طرحتموه في مقالكم هذا فكرة رائعة جداً وأمتنا ووطننا تمر بهذه المرحلة ذات الظروف الصعبة والمعقدة وهي فكرة من المفروض أن تكون موجودة أصلاً لو كان هناك فعلاً أحزاب قومية ووطنية حقيقية لمكونات أمتنا ، ولكن مع الأسف الشديد أن واقع الحال ليس كذلك وأن مثل هذه الأحزاب قد ماتتْ منذ أن ظهر عصر المصالح والمنافع الشخصية للقيادات بعد سقوط النظام السابق ، وسادت الصراعات المنفعية فيما بينها من أجل المناصب ، ولذلك لا جدوى من وراء طرح مثل هذا المقترح في ظل هذا الواقع المزري الهزيل لأحزابنا التي تدعي القومية بشكل خاص وحتى للأحزاب الوطنية العراقية عموماً ، أن قيادات هذه الأحزاب ومن أجل مصالحها قد حولتها الى مكاتب وشركات تجارية ذات مسؤولية محدودة بدلاً من أن تكون وسائل للدفاع عن المصالح القومية والوطنية ، لذلك يا صديقنا العزيز يتطلب الأمر أولاً إصلاح هذه الأحزاب سياسياً وفكرياً وثقافياً وإعادة انتاجها كأحزاب بهيكلية قومية وطنية حقيقية ذات قيادات مؤمنة بالحقوق القومية والوطنية وتضعها في مقدمة أهدافها السياسية وتؤمن بالنهج الديمقراطي والقيادة الجماعية واشاعة حرية الرأي والرأي الآخر في تعاملها مع كوادرها ومع بعضها البعض ومع الأحزاب الوطنية الديمقراطية التي تشاركها تطلعاتها وأهدافها القومية الوطنية وليس وفق ما تقتضي المصالح المنفعية الشخصية لقياداتها الأنتهازية كما كان الحال منذ سقوط النظام السابق وظهور عصر المنافع الأنانية الشخصية في العراق بين الأحزاب والكتل السياسية المتحكمة بمقدرات وثروات البلاد وشيوع الفساد وسرقة المال العام ، حيث انساقت أحزابنا السياسية هي الأخرى مع هذا التوجه العام فتعمقت بذلك الخلافات بينها بسبب السعي وراء المناصب اليتيمة التي تخصص هنا وهناك لأبناء أمتنا وكان الصراع على منصب الوزير الوحيد في حكومة الدكتور العبادي غير مثال على ما نقول . وقد بائت بالفشل كل المحاولات السابقة التي سعى إليها البعض لتوحيد الخطاب السياسي والتوجه العام في التعامل والتفاوض مع الآخرين حول حقوقنا القومية في البلاد بسبب الخلافات الشخصية والحزبية المنطلقة أصلاً من منافع ومصالح شخصية لقياداتها . عليه ولغرض تنفيذ مقترحكم يتطلب إعادة اصلاح الأحزاب السياسية الحالية لأمتنا واعادة تشكيل أحزاب قومية ووطنية بقيادات جديدة تقدم المصالح القومية والوطنية على المنافع والمصالح الشخصية ، عندها فقط سوف تختفي أسباب الخلافات والأختلافات بين هذه الأحزاب وتفرض الضرورة الى وحدة الأرادة السياسية والخطاب السياسي والتوجه العام في التعامل نفسها على الجميع ويصبح قطار الأمة على مساره الصحيح ويتجه نحو الهدف المشترك ، ومن دون ذلك لا جدوى من أي مسعى آخر . ودمتم بخير وسلام .
محبكم أخوكم : خوشابا سولاقا – بغداد