المحرر موضوع: وحدة و تماسك الشعب الأيزيدي ... اهم من الأستفتاء  (زيارة 1433 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وسام جوهر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 105
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وحدة و تماسك الشعب الأيزيدي ... اهم من الأستفتاء
بقلم وسام جوهر
السويد ‏10‏/02‏/2007
wisam01@gmail.com

كما هو معلوم و حسب ما ورد في الدستور العراقي من المنتظر تطبيق المادة 140 الخاصة بتطبيع الاوضاع في كركوك، شنكال، شيخان، تلكيف، خانقين و كافة المناطق المتنازعة عليها بين الحكومة المركزية و حكومة أقليم كوردستان، بحلول نهاية عام 2007 الحالي. ما يهمنا في هذا المقال هي مناطق سكنى الايزيدية من بين هذه المناطق المتنازعة عليها و التي من المقرر تحديد مصيرها من خلال استفتاء بعد تطبيع الاوضاع و اجراء احصاء عام فيها. جميل جداُ ان يتم حل مثل هذه النزاعات باساليب حضارية و ديمقراطية يكون فيها للمواطنين الكلمة الحاسمة. المشكلة تكمن في حقيقة الاوضاع في العراق الذي لم يعد فيه الكثير مما يمكن اعتباره طبيعيا و منطقيا حيث تداخل الكل و الجميع و لم يعد بالامكان تمييز الابيض من الاسود. لم يعد بالامكان تمييز المقاومة من الارهاب و لا فرق الموت من الميليشيات التابعة لأطراف مشاركة في الحكومة و البرلمان كما لم يعد بالامكان من التمييز بين الوطنيين و اللاوطنيين. في سهل نينوى تسكن الغالبية العظمى من أيزيدية العراق حوالي نصف المليون موزعين بين أقضية شنكال و تلكيف و شيخان اضافة الى الجزء الاكبر من الاقليات الاخرى كالمسيحيين و الشبك. مشكلة سهل نينوى منذ الاحتلال الامريكي تكمن في حالة فريدة و عجيبة الحقت ضررا كبيرا بالمواطنين من حيث التهميش و الغبن و ذلك بسبب هذه الحالة التي تقضي بانتمائها الرسمي الشكلي للادارة المركزية و بادارتها الفعلية من قبل حكومة اقليم كوردستان كامر واقع و بشكل ينم عن حقيقة مسلم بها من قبل الادارة المركزية خاصة في ظل غياب الدولة المركزية في هذه المناطق رغم تنعمها بدرجة عالية من الامان مقارنة بباقي مناطق العراق بضمنها مدينة الموصل. مواطنوا سهل نينوى لا يتلقون استحقاقاتهم و اهتمام السلطات بالشكل المطلوب من الاقليم الذي يحاججهم بانتمائهم الرسمي للادارة المركزية و عليه فانهم يقعون خارج اطار ميزانية الاقليم!! و عندما يراجعون الادارة المركزية من خلال محافظة نينوى يتم ردهم باسلوب او باخر مفاده ان مواطني السهل ينتمون من الناحية العملية و كامر واقع الى ادارة الاقليم!! وهكذا و من خلال هذه المسرحية الركيكة نجحت الادارتان في تجريد مواطني سهل نينوى من ابسط حقوق المواطنة. اليس من حقهم اذن التفكير في قيام منطقة ادارة ذاتية استنادا الى ما يسمح به الدستور العراقي؟ سكان و مواطني السهل يعانون من احباط كبير و يعيشون في دوامة لا يعرفون شيء عن مصيرهم ومستقبلهم لانهم بعيدين بل مبعدين عن مراكز القرار من خلال ممارسات و اساليب ذكية من قبل الاحزاب السياسية الرئيسية في الاقليم و العراق حيث تم تعيين نفر قليل من هذه الاقلية و تلك في مناصب وزارية يتيمة هنا و هناك من اجل الدعاية الاستهلاكية الداخلية و الخارجية و لذر الرماد في العيون.بناء على ما تقدم نجد من الضروري جدا مراعاة امور كثيرة تخص عملية الاستفتاء بكافة مراحلها اي بدأ بالتهيأ و مرورا بالتنفيذ ثم انتهاء بترجمة النتائج. بداية لا بد للاشارة الى ان الديمقراطية الحقيقية لاتتحقق من خلال سياقة المواطنين الى صناديق الاقتراع كما فعلته و تفعله ديموقراطيات ال 99,99% كما كانت الحالة مع نظام البعث السابق. ما فائدة الانتخابات اذا لم تعي الغالبية العظمى من الناخبين ما يصوتون عليه و تداعيات النتائج؟ الانتخابات يجب ان تنال مصداقية عالية من حيث نزاهتها كي يثق الناخب و يطمئن بان ما يخرج من الصناديق لن يكون ما قررته مسبقا جهات متنفذة بل ان ما يخرج من هذه الصناديق لن يكون الاٌ ما قررته ارادة الناخبين. لكي يتم ذلك لا بد من الاعداد الجيد بحيث يتم انتقاء المشرفين من المحايدين و بحيث تكون هناك ضوابط و معايير واضحة لقياس كل ذلك و الاحتكام اليه عند الضرورة لاحقا. فيما يتعلق الامر بالشعب الايزيدي فالعملية اكثر من مجرد استفتاء بل يتعداه الى تهديد هويته ووجوده المستمر في العراق و ذلك بسبب الظروف و الملابسات السائدة نتيجة السياسات الخاطئة للجهات السياسية الكوردية و الايزيدية و التي تفرز نفسها ممثلة للشعب الايزيدي. هذه السياسات الخاطئة و التي تمثلت بالتهميش و اللامبلاة و عدم تحميل الملف الايزيدي محمل الجد من قبل الحزبين الكورديين الرئيسيين من جهة و الموقف المتشنج الذي اتخذته الحركة الايزيدية للاصلاح و التقدم تجاه هذين الحزبين كرد فعل عاطفي و مبالغ فيه و من ثم ردة فعل هذين الحزبين المتشنجة تجاه الحركة من حهة اخرى ادى الى خلق مناخ غير سليم للشان الايزيدي. لم يكن هذا الصراع من مصلحة الشعب الايزيدي بل يشكل خطرا حائما في سماء الوجود الايزيدي في كوردستان و العراق اذا اقرينا بان الغالبية من الشعب الايزيدي في شنكال يتعاطفون مع الحركة بينما تفعل الغالبية من ايزيدية باقي مناطق الاستفتاء العكس و لكن الامور قد تتغير ومن الصعب التكهن بذلك مسبقا.ان اجراء عملية الاستفتاء دون الاعداد الجيد له مصاحب بمغامرة تقسيم الشعب الايزيدي الى نصفين خاسرين. ما قيمة الوجود الايزيدي عندئذ في كوردستان دون شنكال؟ شنكال هي الايزيدية و الايزيدية هي شنكال. و ما قيمة شنكال دون شيخان المنطقة و ليس القضاء، حيث لالش و بيت الامارة و العمق الايزيدي او بمعنى اخر فان شيخان هي الايزيدية و الايزيدية هي شيخان. فاذا كان للجميع خطوطهم الحمراء لا بد ان يكون وحدة الشعب الايزيدي و تماسكه في العراق و كوردستان من الخطوط الحمراء التي يجب اعلانها قبل فوات الاوان و مطالب بذلك كل ايزيدي تهمه هويته و امكانية بقائه على ارض الاباء و الاجداد، بغض النظر عن انتمائاته و ميوله السياسية. على الايزيدية ان لايقعوا في الفخوخ بل يعلموا جيدا مخاطر الانقسام و تداعياته على الشعب الايزيدي خاصة و ان كافة المعايير تشير الى ان الاقليم و باقي العراق منذ اليوم اشبه بدولتين من الناحية العملية لان النظام الفيدرالي المقترح للعراق يقضي بعلاقة هشة قابلة للطلاق متى ما سنحت الظروف لذلك. ما يهمنا ان ننتمي ككل بناء على رغبة الغالبية من الايزيدية لكي نحافظ على وحدة و تماسك الشعب الايزيدي كضمانة رئيسية لزيادة فرص بقائنا المستقبلي في هذه المنطقة و على ارضنا المقدسة. اذن هناك حاجة ملحة لفرز اليات تضمن للايزيدية عدم تجزئتهم. هذه الاليات في اعتقادنا مسؤولية كبيرة و لا ينبغي للاحزاب السياسية احتكارها و الانفراد بها بل لا بد من اشراك الشعب الايزيدي من ابوابه الشعبية العريضة بدء بالامير و المجلس الروحاني والمثقفين، ورؤساء العشائر ووجهاء و شخصيات ايزيدية مستقلة و الا جازفنا عملية يعرف الجميع بدايتها و لا يعرف احدا نهايتها و هذا ما لا نتمناه و لا نحمده لشعبنا المظلوم. نرى لزوما على الدولة العراقية ان تفي بواجباتها الدستورية و الاخلاقية تجاه مواطنيها في سهل نينوى عموما و الشعب الايزيدي خصوصا لكي تكون هناك موازنة ضرورية تصب في مصلحة مواطني الدولة و الاقليم. بناء على ما تقدم نناشد الاطراف المعنية ان تتحمل مسؤولياتها على اتم شكل و ان تبادر بمفاتحة الحوار الهادئ بين الاطراف و على اساس احترام الراي و الراي الاخر و عدم الغاء الاخر لان الخاسر الاكبر لن يكون الا الشعب الايزيدي و هذا ما لا طاقة لنا به و عليه دعونا نرفع شعارا: نعم للاستفتاء...لا لتجزئة الشعب الايزيدي ... و المرجعية الوحيدة للايزيدية هو الشعب الايزيدي.

وسام جوهر
السويد [/b] [/font] [/size]