المحرر موضوع: الياس خوري آرامي جاهل لهويته أم آرامي مستعرب؟  (زيارة 993 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل henri bedros kifa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 653
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الياس خوري آرامي جاهل لهويته أم آرامي مستعرب؟
 
يتوهم بعض الكتاب المسيحيين المستعربين أن بإستطاعتهم أن يكتبوا حول هوية مسيحيي الشرق إستنادا على معرفتهم التاريخية السطحية .
لقد إطلعت مؤخرا على مقال للسيد الياس خوري عنوانه " اللعبة الآرامية " ينتقد فيه مواقف الأب جبرائيل الندّاف !
 
من الممكن الإطلاع على مقاله من خلال موقع أبونا على هذا الرابط
http://www.abouna.org/content/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9?fb_action_ids=10152629452663992&fb_action_types=og.comments
 

أولا - لما يردد العروبي "خوري " هذه الطروحات التاريخية المزيفة ؟

يبدو أن السيد خوري يجهل كليا أن أجداده هو كانوا من الآراميين وليس فقط الأب جبرائيل الندّاف ! و إن الهوية الآرامية التاريخية لا تزال موجودة و ليست من" إستنباط " الإسرائليين !
من يطلع على مقال السيد " خوري " يجد عددا كبيرا من التعابير التاريخية الخاطئة التي يرددها دعاة الهوية العروبية المزيفة !
 
أ - لقد لعب العرب دورا كبيرا في التاريخ الوسيط , و لكنهم كانوا يعيشون في شبه الجزيرة العربية و ليس في فلسطين و سوريا و العراق.
هنالك فرق جغرافي و زمني كبير بين التعبيرين " المشرق العربي" و " الشرق " .

*" الشرق " هو التسمية التي أطلقها الرومان على المناطق التي كانت خاضعة لهم و لم تكن شبه الجزيرة العربية و لا مصر ضمن هذه التسمية التاريخية و الجغرافية . كان السريان الآراميون يشكلون أكثرية سكانية في الشرق منذ ١٢٠٠ ق٠م الى حوالي ١٣٠٠ سنة بعد الميلاد .
الأب جبرائيل الندّاف لم يخطئ عندما أكد أن جذوره هي آرامية ...
* " المشرق العربي" هو تعبير حديث جدا و يطلق على المناطق التي إستولى عليها العرب المسلمون . التسمية " المغرب العربي" لا تعني أن سكان شمالي إفريقيا كانوا من العرب الأقحاح و لا يزال حتى اليوم البربر يشكلون أكثرية سكان المغرب العربي .
* لقد إنطلق العرب المسلمون من شبه الجزيرة العربية و إحتلوا الشرق بعد إنتصاراتهم الباهرة على الفرس و تدميرهم لإمبراطوريتهم و طردهم للبيزنطيين من الشرق !

ب - من هو " العروبي " المزيف ؟

لا شك هنالك عدد كبير من العرب الشرفاء الذين يعرفون تاريخ أجدادهم و يعرفون أن الصومالي و الموريتاني و السوداني هو أخ لهم بالإسلام و ليس بالعروبة . على كل عربي أن يحترم إنتماء الشعوب التي لا تزال تعيش في المناطق التي إحتلوها أجدادهم . القبائل العربية المسيحية التي كانت منتشرة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام قد دخلت الإسلام بعد أن توسعت الفتوحات العربية من حدود الهند الى شمال إفريقيا و الى جنوب أوروبا خلال أقل من ٧٥ سنة !
السيد الياس خوري هو عروبي مزيف أي ليس لأجداده أية علاقة بالجذور العربية ! هو سرياني آرامي و لكنه مدعي بجذور عربية تماما مثل بعض سكان جزيرة المارتينيك و الغوادلوب الذين يدعون أن أصولهم هي من الفرنج ( الفرنسيين ) لأنهم تعلموا ذلك في مدارسهم !
القبائل العربية المسيحية قد دخلت الإسلام و تاريخ المسيحيين في الشرق يثبت لنا من خلال كتاباتهم و رسائلهم أنهم كانوا بأكثريتهم الساحقة من السريان الآراميين مع أقلية من اليونانيين خاصة في المدن !
عائلة " خوري " الكريمة لم تكن عربية و لكنها إستعربت مع الزمن !
لم يكن بإستطاعة أي مسلم عربي أن يتخلى عن إسلامه و يدخل في الديانة المسيحية : إن مجرد اسم " خوري " هو برهان ساطع على تنكر السيد الياس خوري لهوية أجداده السريان الآراميين !

ج - بعض المفاهيم الخاطئة التي يرددها العروبي المزيف خوري :

* الدروز ينتمون بأكثريتهم الساحقة الى قبائل عربية معروفة و هويتهم هي العربية !
إذا كان الدروز في إسرائيل يشعرون إنهم مواطنين فيها فهذا لا يعني أن إسرائيل قد أوجدت لهم " هوية جديدة "!
* كتب السيد خوري " لا أدري لماذ قرر مستشرق يعمل في المخابرات الإسرائيلية إحياء قومية آرامية لا أساس لها سوى في المتخيّل الإسرائيلي" السيد خوري يناقض نفسه بنفسه لأنه في فقرة ثانية يكتب :
" من يعرف ألف باء التاريخ السرياني يعرف أن دخول المسيحية إلى بلاد الشام، ونشوء الكنيسة الإنطاكية، قادت الناطقين المسيحيين بالآرامية إلى تمييز أنفسهم عبر تبني تسمية السريان. فالسرياني هو الآرامي المسيحي."
* الى السيد خوري المدافع عن أوهامه العروبية المزيفة :
لا يوجد أية علاقة بين الفلسطيني المعاصر و شعب الفلسطو القديم !
سكان فلسطين المسلمين يتحدرون من العرب و سكانها المسيحيون يتحدرون من السريان الآراميين .
* يستخدم السيد خوري تعابير تاريخية خاطئة مثل " الفتح العربي " و بما أنه ليس عربيا و أن العرب قد إحتلوا أرض أجداده فكان من الأفضل و الأدق إستخدام تعبير " الإحتلال العربي " . كما إنه يستخدم تعبيرا جغرافيا خاطئا و هو" بلاد الشام " كما لو أن هذه المنطقة كانت مسكونة بالعرب قبل مجيئ الإسلام !

ثانيا - هل صحيح أن الهوية الآرامية هي لعبة من إستنباط إسرائيل ؟

للأسف بعض المسيحيين العروبيين لا يزالون يرددون طروحات تاريخية خاطئة تدافع عن إنتمائهم العروبي الوهمي . نحن نعلم أن كاتبا عروبيا مثل السيد خوري يدافع عن مفاهيمه و ليس عن هوية أجداده الحقيقية . و هذا واضح من بعض التعابير التي وردت في مقاله :

أ -" المسيحيون، ككل الشعب في البلاد الشامية، كان قبل الفتح العربي يستخدم لغتين: اليونانية البيزنطية والسريانية. ومع التعريب تلاشت اليونانية واندثرت..." المسيحيون ؟ الأصح السريان ! السريانية هي هوية شعب آرامي أصيل كان يشكل أكثرية سكانية في كل الشرق !

ب - " يمكن أن ننسب مسيحيي فلسطين كغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني إلى مزيج يمتد من الكنعانيين إلى العرب "

* شعب الفلسطو مثل الشعب الكنعاني قد زال من مسرح التاريخ !
* مسيحيو فلسطين يتحدرون بأكثريتهم الساحقة من الأنباط الآراميين !
* كان للآراميين عدة ممالك في شمال فلسطين مثل مملكة جشور الآرامية : المؤسف للسيد خوري إن علماء إسرائيل قد كشفوا عنها و إن " عروبيتك المزيفة " تمنعك من رؤيتها !
* لا يوجد في فلسطين أو مصر أو سوريا " مسيحي من جذور عربية " و لكن " مسيحي مثلك مدعي بجذور عربية وهمية "!

ج - تاريخ الآراميين في الشرق .

هنالك مئات الكتب التاريخية العلمية التي تتحدث عن تاريخ الآراميين و إنتشارهم في الشرق هذه لائحة صغيرة :

Dupont - SOMMER, A, Les Araméens PARIS 1949.
GARELLI, P, Importance et Rôle des Araméens dans L’Administration de L’Empire.Assyrien.
KUPPER, J.R., Les Nomades en Mésopotamie au temps des rois de Mari Brussels (1957).
LIPINSKI, E, The Arameans, Their Ancient History, Culture, Religion. In Orientalia Lovaniensia Analecta. T-100 (2000).
UNGER, M.F., Israel and the Arameans of Damascus. London 1957.
Sader, H. Les Etats Araméens de Syrie Depuis leur Fondation jusqu’à leurs transformation en provinces Assyriennes
SCHWARTZ, G.M, The Origins of the Arameans in Syria and North Mesopostamia in O.M.C. Haex. (1989) PP-275-291.
TADMOR, H. The ARAMIZATION OF ASSYRIA, ASPECTS OF WESTERN IMPACT
 
الى السيد خوري : تاريخ الآراميين و هويتهم ليست لعبة من إستنباط إسرائيل كما تدعي فمتاحف دمشق و حلب و حماة مليئة بالآثارات الآرامية و لكنك تجهلها كما تتجاهل هوية أجدادك من أجل حفنة من الريالات ؟

د - هل كان السريان يؤمنون بهويتهم التاريخية الآرامية ؟

الى السيد خوري و أمثاله من العروبيين المزيفيين : هنالك مئات النصوص التي تركها لنا علمائنا السريان و هي تثبت إنتمائنا الآرامي
سأنشر بعضها :
قال مار يعقوب السروجي عن مار افرام السرياني (توفي 521م) )
”هذا الذي صار اكليلاً للآراميين كلّهم…. هذا الذي صار بليغًا كبيرًا عند السريان "
ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܟܠܝܠܐ ܠܟܠܗ̇ ܐܪܡܝܘܬܐ.... ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܪܗܝܛܪܐ ܪܒܐ ܒܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ

يؤكد مار يعقوب الرهاوي في احد ميامره (القرن الثامن)
”وهكذا عندنا نحن الأراميون اي السريان“
ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܦ ܚܢܢ ܐܪ̈ܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ

كتب البطريرك ميخائيل السرياني
”بمساعدة من الله سوف نذكر أخبار الممالك التي اقيمت في القديم، بفضل امتنا الأرامية، اي ابناء آرام، الذين اطلقت عليهم تسمية سريان “

كتب ابن العبري (القرن الثالث عشر)
”لم يرغب الأراميون (اي السريان) ان يختلطوا مع الأراميين الوثنيين“
ܠܐ ܨܒܝܢ ܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ ܕܢܬܚܠܛܘܢ ܥܡ ܐܰܪ̈ܡܳܝܶܐ.

ثالثا - هل تتبدد أوهام " خوري " العروبية المزيفة ؟

أ - " يا طبيب طبب نفسك "

السيد خوري يتكلم عن الأب الفاضل جبرائيل الندّاف بطريقة غير مهذبة فهو يعلم بأنه كاهن و لكنه يسميه " السيد الندّاف " و يتهمه بجهل تاريخ العائلات المسيحية التي تنتسب الى المسيحيين العرب؟ و هو يتهم هذا الكاهن الموقر بأنه ألعوبة بيد إسرائيل لأنه يؤمن بجذور آرامية !

ب - لو كان السيد خوري مطلعا و أمينا لهوية أجداده لما إدعى أن إسرائيل قد " إستنبطت " هوية آرامية جديدة . من المضحك أنه يستخدم تعبير " إستنبط " مرتين و هذه اللفظة صارت في اللغة العربية تعني " إخترع " و ذلك لتفوق الأنباط الآراميين الحضاري !

ج - من المضحك أن السيد "خوري" يسمح للسريان الموارنة أن يكونوا سريان آراميين و لكن ليس للأب جبرائيل النداف المنتمي الى كنيسة الروم ؟ " خوري " العروبي يجهل أن كنيسة الموارنة قد إنفصلت عن كنيسة السريان الملكيين أي إخوتنا من كنيسة الروم !

د - جميع مسيحيي الشرق ينتمون الى شعب سرياني متحدر من الآراميين الذين صهروا بقايا شعوب عديدة : الهوية الآرامية ليست لعبة بيد إسرائيل و لكنها ضحية بعض أحفاد الآراميين الذي يدعون بإنتماء عربي غير علمي !
أخيرا تحية من القلب الى الأب الفاضل جبرائيل الندّاف و الى جميع الإخوة من عرب و أقباط و بربر و أرمن و سريان الذين يؤمنون بالتاريخ الأكاديمي و ليس التاريخ المسيس المزيف !
من المستحيل من عائلة إسمها " خوري " أن تكون عربية مسلمة !
المسيحيون العرب قد دخلوا الإسلام مثل البربر و الأقباط و السريان الفرس : و من يدخل الإسلام لا يستطيع أن يرتد !
شكرا للأب جبرائيل صاحب هذا الإسم الآرامي الأصيل الذي يعني " رجل الإله إيل " و صار يعني الجبار !
 و هو يشبه كثيرا الأسماء الآرامية مثل " حزائيل " ٨٤٣- ٨٠٣ ق٠م ملك دمشق الآرامية أي مئات السنين قبل أن تتحول عائلة " خوري " الى عروبية مزيفة !

إن المسيحي الشرقي المدعي بالهوية العروبية المزيفة يخون هوية أجداده مرتين :

أولا عندما يتنكر لهوية أجداده !

ثانيا عندما يدعي بوجود مسيحي عربي لأنه يوهم العربي الأصيل أن السرياني الذي يحافظ على هوية أجداده هو ناكر للهوية العربية !