بيان صادر عن إيبارشية أربيل الكلدانية
عنكاوا دوت كوم / عنكاواليس خافياً على أحد ما تمر به عنكاوا- بوصفها البلدة المسيحية الكلدانية الاكبر في اقليم كوردستان- منذ سنوات من عمليات تغيير ديموغرافي وتشويه لمعالمها وتهديد لخصوصياتها الثقافية واللغوية والحضارية، على يد بعض المتنفذين من المسؤولين وأصحاب رؤوس الاموال -سواء من داخل البلدة وخارجها، بوعي منهم أم بدون وعي- والذين لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية، محولين البلدة الهادئة الى مكان للصخب واللهو والعبث غير البريء والمشاكل اليومية التي انعكست سلباً على أهاليها وعلى أسلوب حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية وراحتهم.
إننا في الوقت الذي فيه نُبارِك لشباب عنكاوا حملتهم الإعلامية المُطالبة بحسم جميع الملفات العالقة والخاصة بمدينة عنكاوا الحبيبة، نؤكد فيها لهم وللجميع أننا ملتزمون بالثوابت التي عملنا على تحقيقها منذ تسلمنا خدمة الكنيسة الكلدانية في أربيل، وسنواصل جهودنا مع كل المسؤولين لتحقيق العدالة للجميع، لاسيما عشوائية المشاريع التي تُقام في البلدة، وعدم إستغلال أراضيها لمشاريع خدمية.
وما يزيد من حجم معاناة البلدة وأهاليها هو تدفق النازحين اليها من أبناء شعبنا في الموصل وكركوك وبغداد، الهاربين من جحيم الحروب والاضطرابات الامنية في مناطق الصراع الساخنة. وإذا كان أهل عنكاوا قد قاموا بواجبهم تجاه أخوتهم النازحين واستقبالهم دون أن يحسبوا ذلك فضلاً، فإنّ هذا التدفق أثّر سلباً على مستوى الخدمات وخلق حالة من الازدحام السكاني والفوضى، فلم تكن الخدمات بمستوى هذا الازدياد السكاني.
كما نريد أن يتنبه الجميع لكارثة أخرى ستواجه مدينة عنكاوا. فمُستقبلها كبلدة مسيحية في خطر من جرّاء عمليات بيع الأراضي والدور السكنية من دون تمييز، نتيجة تفكير بعض العوائل بالهجرة الى خارج البلاد على خلفية الاحداث الاخيرة التي مرّ بها العراق. نحن لسنا في موقع يسمح لنا بالحُكم سلباً على أي شخص يرغب في بيع ممتلكاتهِ والهجرة خارج البلاد، فلكل شخص الحق في أن يُقرر لنفسه ولعائلتهِ المُستقبل الذي يطمح اليه والوجهة التي يبتغيها، إلا أننا نوّد أن نذكِّر الجميع بمسؤولياتهم تجاه تاريخهم وثقافتهم وحضارتهم وإيمانهم الذي دفعوا من اجله أثماناً باهظة، ودماءً زكية أراقها أجدادنا وأباؤنا الذين جاهدوا في الحفاظ على مسيحية البلدة وخصوصيتها الثقافية.
فمنذ أشهر والبلدة تشهد هجرة إستثنائية لعوائل مُستقرة إجتماعيا واقتصاديا، وقام بعضٌ منهم ببيع ما يقتنون من ممتلكات، وكم المعروض من الأراضي والدور السكنية للبيع يجعلنا نتساءل عن مصير عنكاوا ومُستقبلها.
نناشد الجميع ضرورة الإلتزام بمسؤولياتهم، والحرص على بلدة عنكاوا، وإلا، فلن يمر وقت طويل حتّى نخسر مركزاً مسيحياً مهماً. لم يعد لنا من تجمّع مسيحي في الاقليم إلا عنكاوا، فليكن الجميع بمستوى المسؤولية الحرص والوعي بهذه المخاطر كي نحافظ على بلدتنا الحبيبة.
بارك ربّنا بجهود الجميع.
المطران بشّار متّي وردة
رئيس أساقفة إيبارشية أربيل الكلدانية
4 شباط 2015