المحرر موضوع: النهار : واخيراً حمل مسيحيو العراق السلاح... هل فاتهم القطار؟  (زيارة 1801 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ilbron

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6863
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
النهار / بيار عطاالله
واخيراً قرر مسيحيو العراق حمل السلاح دفاعاً عن وجودهم. قد يكون الامر متأخراً أو ربما يكون قطار التسويات وأقتسام الكعكة العراقية قد فات المسيحيين، ومعهم الازيديين والشبك وكل تلك الفيسفساء من الاقليات التي تعرضت للتنكيل والذبح والسبي على يد "داعش" عند أجتياحها لنواحي الموصل وكركوك وسهل نينوى أو سهل الاقليات المتنازع عليه بين الاكراد والعرب. رغم أن الاقليات السالفة الذكر تشكل الاكثرية الساحقة في هذا السهل العظيم بتسميته وبأرثة التاريخي الكبير.

طالب المسيحيون بسهل نينوى اقليماً خاصاً بهم وبالاقليات التي تعيش الى جانبهم، لكن لا السلطة المركزية في بغداد أستجابت لهم، ولا سلطات أربيل الكردية سلمت لهم بهذا الحق، لكن "داعش" كانت أكثر تصميماً اثناء اجتياحها لتلك الانحاء فعملت على طرد كل الاقليات دون أستثناء في سعيها الى بناء الامارة الاسلامية الموعودة. وهكذا لم يعد أمام من تبقى من مسيحيين في شمال العراق سوى الهجرة الى خارج بلادهم أو البقاء والصمود وحمل السلاح على أمل العودة الى قراهم وبلداتهم بقوة السلاح وبالتحالف مع الاكراد والحكومة في بغداد على حد سواء وتلك استراتيجية لا يتقنها سوى مسيحيو العراق اللذين قرروا تشكيل "وحدات سهل نينوى" في أطار معركتهم غير المعروفة الآجل مع "داعش" وعصاباتها.

يقول كلدو رمزي أوغنا المسؤول عن الجهد العسكري في "الحركة الديموقراطية الاشورية" وهو احد المسؤولين عن هذه الوحدات، أن ما تبقى من مسيحيين في العراق هو في حدود 400 الف اعلامياً، لكن العدد الحقيقي في تقديره لا يتجاوز 300 الف مسيحي غالبيتهم من المهجرين من سهل نينوى. ويشرح كلدو لـ "النهار" أن لا خيار أمام مسيحيي شمال العراق سوى حمل السلاح والقتال اذا ارادوا العودة الى ديارهم، ويشرح أنه ليس صحيحاً ان جميع المسيحيين العراقيين يريدون السفر الى اوروبا والولايات المتحدة، بل يؤكد أن هناك نسبة كبيرة تريد البقاء في أرضها والعودة الى القرى والبلدات التي هجروا منها، لذلك كانت فكرة تشكيل الوحدات وتطويع الراغبين في القتال.

فوجئ مؤسسو الوحدات بالاعداد الكبيرة من الشباب المسيحي التي تقدمت للانتساب الى هذه القوة العسكرية، ويشيرون الى أن عدد من تسجلوا بلغ نحو 3000 متطوع، تم استيعاب الدفعة الاولى منهم وهي في حدود 600 عنصر يشكلون عديد الفوج الاول من هذه الفرقة التي تولى المغتربون العراقيون المسيحيون تمويلها في حين تتولى البيشمركة ومدربين أميركيين عملية التدريب والاعداد العسكري والقتالي لمدة اربعة اسابيع. ويشرح كلدو، أن الاكراد يوفرون معسكرات التدريب والسلاح للتدريب فقط أما التجهيزات والبذات العسكرية فكلها بتمويل من المغتربين العراقيين المسيحيين. وطموح مؤسسي هذه الوحدات تشكيل ثلاثة أفواج ليصبح المجموع في حدود لواء معزز برئاسة العميد بهنام عبوش.

يتنازع الاكراد والعرب الرغبة في أن تكون هذه الوحدات موالية لهم، وضمن تشكيلاتهم العسكرية المقاتلة، في حين أن المسيحيين والاقليات يريدونها لحماية سهل نينوى ومناطق الوجود المسيحي، في حين أن التنسيق العملاني على الارض يتم مع قوات البيشمركة التي تتواجد عملانياً وقتالياً على تخوم سهل نينوى وتدافع عن المناطق المسيحية الواقعة ضمن نطاق عملها. ويصر المسؤولون عن هذه القوات على أنهم طالبوا الحكومة المركزية في بغداد بالاعتراف بهذه الوحدات وهم لا يزالون ينتظرون الرد ومعه الأمل بأن يبدا وصول السلاح والدعم الذي يمكن هؤلاء المقاتلين في الانتشار على الارض اسوة بكل القوى العسكرية الاخرى من "حشد شعبي" للشيعة وعشائر سنية وبيشمركة كردية وغيرها من القوى المنخرطة في قتال "داعش" ومؤيديها.
تلك هي المرة الاولى التي يحمل فيها مسيحيو العراق السلاح، وألأمل أن لا يكونوا قد تأخروا في خطوتهم هذه، ويكون قد فاتهم القطار.