يقول السيد لوسيان:
القول اذن بان هناك مشكلة وهي التسمية هي غير صحيحة. اذ امثال هؤلاء القوميين الكلدان فان ما يهمهم هي نعم فقط التسمية. اما القوميين الاشوريين فانهم يريدون ما هو اكثر ويفوق التسمية والا لما كانوا يذهبون في هكذا تطوع ويدعمون هكذا تطوع معنويا وماليا.
ومن قال بأن هناك مشكلة في التسمية؟
أنا قلتُ مثلاً: لسنا بحاجة الى تسمية موّحدة.
وأوضحتُ لماذا؟ لأننا لسنا شعباً عديم الهوية. الكل يعرف ماهي هويته ويعتز بها، أين المشكلة إذاً؟
[/b][/color]
الاخ جاك تحية
انا لم اتحدث من المنطلق اللذي جاءت بها مداخلتك, انا معك في انه ليس هناك حاجة لتسمية موحدة, وهذه اشرحها لانها غير ممكنة بل انها مستحيلة.
اولا: بشكل عام لو ان هناك شعب يتكون من خمسة مليون شخص فان القول بان هؤلاء الخمسة مليون يجب ان يمتلكوا كلهم وجميعهم نفس الراي وراي واحد حول موضوع معين , بمعنى ان لا يمتلك اي شخص اخر اي راي مختلف هو عبارة عن شئ من سابع المستحيلات.
ثانيا: ستقول اذن بان الحل يكمن في ان يمتلك كل شخص قناعته الخاصة به ويترك كل شخص والقناعة التي يمتلكها طالما اننا قلنا بان قضية ان يتوحد الكل والجميع براي واحد هو شئ مستحيل. ولكن الطلب من كل شخص بان يمتلك قناعته لنفسه ويترك الاخرين في قناعتهم التي يكونوها بانفسهم هو عبارة عن طلب مستحيل ايضا. ففي كل المواضيع وفي كل العالم يحاول كل شخص ان يوضح بان القناعة التي يملكها تمثل الحقيقة ويريد ان يتبنى الاخرين القناعة والحقيقة التي يمتلكها هو, وهذه هي طبيعة الانسان. وفي طموحه هذا فانه ليس امامه سوى رفض قناعات الاخرين وبان يحاول باستمرار ان يتبنوا قناعته وحقيقته. وهذا هو جوابي على سؤالك "اين المشكلة اذن؟".
- من هنا نستنتج بان اقناع الكل والجميع براي واحد هي عملية مستحيلة. وبان عملية الطلب من الكل والجميع بان يقتنع كل شخص بقناعته الخاصة ويترك الاخرين في قناعتهم بانها ايضا عملية مستحيلة.
اذن ما هو الحل ؟ هل هناك حل؟
بالطبع هناك حل وهذا الحل عبارة عن الاعتراف بان تحقيق النقطتين اعلاه هي مستحيلة ومن ثم تعلم التعايش معها كما فعلت المجتمعات المتطورة. وهذه النقطة كنت اسميها بالنضوج. وليس هناك اي حل اخر.
ولكن السؤال سيبقى اين هي المشكلة اذن؟
المشكلة هي عدم وجود نضوج:
لان ان يصل الملايين كلهم وجميعهم الى راي واحد عبارة عن عملية مستحيلة على الكرة الارضية, فهذه النقطة يستغلها البعض من القومجيين الكلدان اللذي تترسب في خلايا دماغهم فضلات العروبة ليدعوا باننا اذن لسنا شعب واحد وانما شعوب مختلفة. وهؤلاء انا بالطبع لا اسميهم بالانقساميين, فبالوناتهم بالتاكيد لا تستطيع ان تقسم احد.
ولان ان يقتنع كل شخص بقناعته الخاصة ويترك الاخرين في قناعاتهم ويعترف بقناعات الغير عبارة عن عملية مستحيلة على الكرة الارضية , فهذه ايضا نقطة يستغلها البعض من القومجيين الكلدان ليدعوا بان الاخرين هم اعداء وحاقدين واقصائين الخ.
ولا أرى مشكلةً أيضاً في الذي يغير قناعاته أيضاً، كحضرتك مثلاً.
بالطبع انا اغيير قناعاتي باستمرار, وهذا الشئ ساكتب عنه ايضا وارى باننا كلنا ينبغي ان يتمكن كل شخص منا بان يمتلك ادوات ومقايس يبني عليها قناعاته. اذ قضية القناعات الثابتة عبارة عن مفاهيم اوجدتها الاحزاب القومية العربية كالبعث والاحزاب الشمولية كالشيوعية. وهؤلاء فعلوا ذلك حتى يقوموا بتخوين اي شخص يرفض الخطوط التي يرسمونها والتي سموها بالخطوط الحمراء عندما تتجاوز ما سموها بالمبادئ والقناعات الراسخة. اذ لو ان البشر ما غيروا قناعاتهم لما كان هناك ادنى حاجة لاي الية لحرية الراي والتعبير. حرية الراي والتعبير موجودة فقط لسبب واحد وهو لان البشر يغيرون قناعاتهم باستمرار. وفي الشأن السياسي نجد ان حزب معين قد يمتلك اكثر من 60 % من الاصوات وبعد اربعة سنوات لا يحصل على 5 % من الاصوات. في المجتمعات الشرقية من يغير رايه او قناعته هكذا فسيسمونه بالعميل والخائن. القومجيين الكلدان مثلا يسمونه بالمجند والحاقد..
وحضرتك تخلط هنا بين مفهوم القومية والعمل السياسي بطريقة غير موفقة، وحتى في إختزالك لكل الكلدان وإختياراتهم بمجموعة من القوميين الكلدان لتخرج بأستنتاجك النهائي الذي لا أساس له من الصحة.
انا عندما تحدثت عن حسم التسمية فانني بالتاكيد كنت اقصد حسمها بشكل فردي. وانا بكل تاكيد لا استطيع ان افرض اي شئ على احد. وليس هناك شخص يستطيع ان يفرض اي شئ على الاخرين, اذ كيف سيفعل ذلك؟ هل سيضع مسدس على رؤوس الاخرين مثلا؟
انا قصدت بان حسمها ممكن بشكل فردي واردت ان اقدم للقراء كافراد بكيف يمكنهم حسمها حيث قدمت مقايس وادوات وطريقة للوصول الى البراهين والادلة وايضا وضحت كيف يمكن ان نصل الى النتيجة.
واهم نقطة ذكرتها كانت لماذا ان يبدأ كل شخص بحسمها ضرورية جدا؟ ولماذا ان يمتلك مقايس وادوات للحسم عبارة عن عملية في غاية الاهمية.
هي مهمة لان في العالم يجب ان يكون هناك ثواب وعقاب. وهذه موجودة حتى في النظام الديمقراطي, في الغرب الديمقراطي يقولون "يوم الانتخاب هو يوم الحساب". وهناك دعوات بالاستقالة, او دعوات بان يترك شخص معين وظيفة معينة لانه غير مناسب لها او لانه يخلق مشاكل الخ... ومن هنا تتولد لدى الغرب اهمية الحس بالواجبات وتحمل المسؤولية..
اما فيما يخصنا فليس هناك شخص بحاجة بان يتسال عن ما هي الانجازات التي قدمها؟ ماذا كانت نتيجة افعاله , هل كانت سلبية؟ ليس هناك احد بحاجة بان يشعر بان يتحمل مسؤولية ما يكتبه او ينشره او يفعله؟ اذ ليس هناك احد يشعر بان الاخرين سيعاقبونه, مثلا بان يقولوا له انت كانت افعالك مضرة ونحن لم نعد نريدك بعد الان...
ولان هؤلاء لا يخافون من اي عقاب من قبل القراء لان لا احد يريد ان يبني قناعته ليحسم اي قضية لكون هناك من يريد تركها فانا وضحت واوضح مجددا مدى خطا ذلك. فهؤلاء اللذين اتبعوا العبثية والاستفزاز والسخرية من كل شئ لابد من ان يتم معاقبتهم من قبل القراء , وهذه المعاقبة تتمثل في رفضهم بشدة.على القراء ان يقرؤا مجددا الادوات والمقايس التي وضعتها في مداخلتي اعلاه وبان يختاروا بين مجموعة لم تقدم سوى العبثية والاستفزاز والابتزاز بل حتى السخرية من مؤتمرات سابقة عقدوها بانفسهم وبين مجموعة تمتلك تطوع تلقائي للدفاع عن الاراضي والكنائس, وتحوي على اشخاص تركوا المهجر من اجلها.
سهل نينوى انا شخصيا ساسميه حسب من يدافع عنه وهو هنا سهل اشوري.
اما القومجين الكلدان اللذين طلبوا تركه لداعش ليس فقط بدون مقاومة بل ايضا بدون حتى القيام بتظاهرة في الغرب لكونهم يعتبرون هكذا تظاهرات عبثية سخيفة كما صرحوا بانفسهم, فهؤلاء عندما يطلبون تركه لداعش وينزعجون من ان يسميه احدهم بالاشوري فانا لا املك سوى القول ليذهب هؤلاء القومجيين الى الجحيم فليس هناك من هو مستعد بان يشتري كلامهم وعبثيتهم بفلس.
باحتصار: الحسم بشكل فردي يقوم به الافراد هو شئ اكثر من ممكن ومنها ايضا حسم التسمية بشكل فردي ليقوم بها كل فرد بشكل ناضج. وهذه طرق الحسم تتطلب مقايسس وادوات كما وضحتها في مداخلتي الاولى. وهي كلها ضرورية لان حسم القناعات تخلق نظام الثواب والعقاب. وتشعر الاخرين بالمسؤولية وتقفل الابواب امام العبثية, وهي ايضا ستنهي عنجهية البعض اللذين بالرغم من انهم لم يمارسوا سوى الاستفزاز والابتزاز والسخرية من كل شئ فانهم مع هذا لا يشعرون بان هناك ما يمنعهم لوصف اي شخص يرفض طريقتهم بانه مجند وحاقد وغيرها من اساليبهم...اعيد واقول يجب ان يكون هناك عقاب وهكذا عقاب ستفتح ابوابه بترسيخ القناعات الشخصية ليتمكن كل شخص من تكوين قناعته وحسمها بنفسه بالاعتماد على مقايس موضوعية...
لذلك فحسم القناعات ممكن جدا ومنها تتبعها حسم عدة مواضيع ولن يكون هناك اي تاجيل للاجيال المقبلة, لان الاجيال المقبلة نفسها لن تمتلك اكثر من المقايس والادوات التي وضحتها
تحياتي