المحرر موضوع: قصيدة رسالة إلى الحلاج لم تُقرأْ بعد... رسالة إلى المفكر نعوم فائق لم تُقرأ بعدْ  (زيارة 1374 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اسـحق قومي

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 12
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


القصيدة الأولى التي شاركتُ بها في ذكرى المعلم القومي نعوم فائق في مدينة فيزبادن ـ نادي بيت نهرين ـ يوم السبت الواقع في 7/2/2015م:
وهي مهداة إلى روح المفكر القومي تعوم فائق.
 
قصيدة رسالة إلى الحلاج لم تُقرأْ بعد...
رسالة إلى المفكر نعوم فائق لم تُقرأ بعدْ

 

اسحق قومي
 

مـمـالــك أقــفــرت مـنــهــا نـواديــهــا
وأزهـــرَ غـيـثُـها ســـرَّاً بـمــا فـيـهـا
نـفــوس قـــد تـلــت لــيــلا معـاصـيـهـا
وتــرتـــاحُ (و) إذا فُــرجـــتْ مـآسـيـهــا
يـحـنُّ (و) فــي رُبــاكِ العِـشـقُ مــن زمـــنٍ
وأبــقـــى للهوى عـــهـــداً أُنـاجـيــهــا
لأنــتِ (ي) مـــن جـمــالِ الـكــونِ أَنـجـمُـهُ
وقـــدْ فـــاحَ الـشــذا بـالـكـأسِ صافـيـهـا
رحـلـتُ (و) فــي مسـامـاتِ الـهــوى عَـمِــداً
وعِـشـقـاً كـــانَ فـــي التـكـويـنِ يُعطـيـهـا
جبـلـتُ الــروحَ مــن وجــدٍ ومـــن سـهــرٍ
وصـرَّعــتُ (و) بـيــوتَ الـشـعــرِ أُقـفـيـهـا
أمـيـسُ الأرضُ فــي الأوطــانِ قـــدْ زَهُـــدتْ
وبـالـعـشـاقِ قــــدْ حـبُــلــتْ أمـانـيـهــا
تُـهـيـىء فـــي مـــداراتِ الـهــوى وطـنــاً
وتـسـكُـنـنـي إذا جــئـــتُ (و) مـنـافـيـهــا
أنـــا بـحـارُهـا فـــي عِشْـقـهـا دمــــثٌ
خـمــورٌ مـــن بـقـايـا الـفـجـرِ أَسـقـيـهـا
سقـتـنـي الـعِـشـقَ مـــن كـــأسٍ مُـدلـهــةٍ
ورحــــتُ (و) ذلـكَ(الــحــلاج) أرويــهـــا
أنــا فــي الـكـونِ والـكـونُ (و) بــيَ ابـتــدأاَ
إذا غـبــتُ (و) فـمــنْ يُـعـشــبْ بـواديـهــا
تـصـوَّفــتُ (و) وصـلـصـالــي يُـنـازعُـنــي
وأُبـــدي الـعـِشـقَ فـــي جـــلِّ معـانـيـهـا
خُرافـةُ ..نفـسِ فــي نفـسـي أُحطمُـهـا
وأُبــــدعُ وحـيَّـهــا أَســقـــي فـيـافـيـهـا
سـقــى اللهُ (و) هـــدوءاً كــــانَ يَسـكُـنـنـي
وأرويــــهِ بـقـايــا الــــروحِ أَشـقـيـهــا
عـواصـفُ مــن بـنــاتِ الـــروحِ تغـمـرُنـي
وأركــــبُ مـوجـهــا أســفــنْ أَعـالـيـهـا
تـصــدَّرتُ (و) قـوامـيـسَ الـهــوى وطــنــاً
وسـافــرتُ (و) إلــــى شُــطــآنِ عيـنـيـهـا
جـمـعـتُ ذاتـــيَ مـــن بـعـضـي أُلملِـمُـهـا
وحطمـتُ قـيـودَ السـجـنْ أعديـهـا
وأسـكـرُ مـــع جـفــونٍ لـــمْ تـنــمْ أبـــداً
وأشــــربُ خــمــرةً مــلّــتْ خـوابـيـهـا
وأزهـــرتُ (و) جـدائــلَ عِــشــقِ قـافـيـتـي
وناصيتُ (و) فحولَ الشعر ِ ألقيها
أنـــا مـــنْ زلـزلــتْ أحــلامُــهُُ مُــدُنــاً
وهــــزَّ الــيــمَّ فـانـداحــتْ شـواطـيـهــا
أنــا مـــن يَـعْـشـقِ الـصـمـتَ (ا) بمـعـبـدهِ
وقــدْ قــالَ الـهــوى مـــا كُـنــتُ أَعنـيـهـا
صلبـتُ الحُـبَّ فـي عينـيـك أُغنيـتـي
ورحـــتُ (و) دمــعــةً تـهـجــرْ مـآقـيـهـا
عــلــى كــفــيَّ نــيـــرانٍ أُؤجـجــهُــا
فتحـمـلُـنـي كـطـفــلٍ مــــن بـواكـيـهــا
رأيتُ (و) فيـكِ مـا يُشقـي الغِـوى سببـاً
ورحــتُ (و) فــي بـحــارِ الـعِـشـقِ أفنـيـهـا
تـعـلـمــتُ الـمــواويــلَ الـمُـهـجـنــةَ (ا)
تـجـرعـتُ (و) سـمـومــاً مــــنْ أفـاعـيـهـا
وشــرٌعــتُ بــحّــاَر الـعِـشــقِ أزمــنــةً ً
تـعـبــدتُ (و) بــهــا وحــيــاً وراعـيـهــا
صلبْنـي الـشـوقُ فــي فـجـر ٍ صبابتـهـا
عــلــى أعــــوادِ نــاقـــوسٍ بـواديــهــا
وحـنــتْ روحــــيَ الـولـهــى لمـقـدمـهـا
مـتــى يـــا أيُّـهــا الــوهــابُ تُعـطـيـهـا
ستنـبـجـسُ (و) مـيــاهُ الـعـهـدِ مـــن قِـمــمٍ
ونـشـربُـهـا كـخـمــرٍ مــــن مـعـانـيـهـا
نرتِـلُـهـا زمــانــاً كـنّا أطـفــالاً
عـجـيـنـاً فــوقــهُ الـصُـلـبـانُ نـبـكـيـهـا
لـعـقـنـا دمّــنــا ،الـشُـهــداءُ مـابــرحــوا
وقـافـلــةً تـتــابــعُ سـيــرهــا لـيــهــا
وكــمْ مــن قـهـرنـا المـجـبـولِ بـالـدمـعِ (ي)
سـقـيـنـا تُــربــةَ الأجـــــدادِ نـرويــهــا
بـنـصــفِ ذراعــنــا الـمـبـتـورِ كُــنَّــا إذْ
نُــصــارعُ ثُــلــةَ الـحـيـتـانِ نـرمـيـهــا
تـلــوَحُ مـــن سـنــا الـسـتـيـنْ مُـعـجــزةٌ
وأبــقــى أنــشــد (و) عِـشـقــاً تـلاقـيـهـا
فـنــونُ الـــروضِ مـــا هـبــتْ نـسـائـمـهُ
ولا عُـــــرسُ الــهـــوى إلاَّ لِـنُـهـديـهــا
حـلـمــتُ أنــهــا الـعـشــرون تلـبَـسُـنـي
فـرحــتُ الــصــبَّ تـأسـرنــي مغـانـيـهـا
سئـمـتُ الـكـذْبَ فـــي نـفـسـي مـصـارعـةً ً
وكمْ أشقتـني فـي الفجـر (ي )ِشواديهـا؟
سئـمـتُ الـشـعـرَ طـلـسـمْ بـــلْ وأحـجـيـةً ً
فــــلا فُــكــتْ ولا سُـمِـعــتْ أغـانـيـهــا
سـئـمــت الـشـعــر فــــي آلافُ أزمــنــةٍ
وحـسـنــاءٌ لــعــوبٌ فـــــي تـثـنـيـهـا
ســأحــرقُ كــــلَّ أكــداســي لـعـودتـهـا
وأُشْـعِــلُ شـمـعـةَ الــــروحِ (ي) وأفـديـهــا
سأبقـى فـي دفاترِعِشقِهـا وصِبـاً
وأعــبــرُ جـسـرهــا حــبــواً أُلاقـيــهــا
سـتـأتــي عــنــدَ أبــوابـــي تُـسـائِـلُـنـي
وأَزعــــمُ أنــنــي بـالـحُــبِّ أرُضـيــهــا
بــحــبِ الــواحــدِ الــفــادي أُرتِـلُــهــا
عـســى أنْ يـغـفــرَ الـرحـمــنُ عـاصـيـهـا
(وَ)هــيْ عشـتـارُ فـــي نـفـسـي تُصالِـحُـنـي
وجـلـجـامــشْ إذا بـالـعِـشــبِ يُـغـريــهــا
هـــيَ الـشُـهـداءُ لـلـحــقِ (ي) إذا انـتـقـلـوا
وأرجـعــوا شـمـعـةَ الـــروح (ي)ِ لـبـاريـهـا
هــي الآيــاتُ فــي الأجـيـالِ قـــدْ حُـفِــرتْ
مـتـى يــا فـجـرُ تُـشــرقْ فـــي دياجـيـهـا؟
***
اسحق قومي
شاعر وأديب وباحث إعلامي  سوري مقيم في ألمانيا.
مدير ورئيس تحرير موقع اللوتس