المحرر موضوع: هل سيبتسم ذلك الصباح ؟  (زيارة 1152 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. بهنام عطااالله

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1509
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل سيبتسم ذلك الصباح ؟
« في: 21:01 22/02/2015 »
هل سيبتسم ذلك الصباح ؟

د. بهنام عطااالله / مدير تحرير جريدة سورا

لم نكن نعلم اننا سنصل الى ما وصلنا اليه الان، الالاف من ابناء شعبنا يفترشون أرضا ليست لهم، هياكل ومولات وقاعات وحدائق وشقق صغيرة، كرفانات ووخيم، بعد ان اكتسح تنظيم الدولة (داعش ) اراضيهم ومساكنهم واغتصبت ممتلكاتهم ووثائقهم في الموصل وسهل نينوى، فتركوا كل غال وثمين من اموال وذكريات وصور وازقة وشوارع كانت مليئة بالحركة، غرف كانت تضج بالاحلام البريئة، كنائس واديرة ومزارات لم تسكت فيها النواقيس والصلوات منذ الاف السنين، فاستوطن الاغراب فيها وعبثوا بمقتنياتها، واسكتوا تلك الاصوات الجميلة والتراتيل الرائعة.
نعم عندما كنا في المرحلة الابتدائية فالمتوسطةن كنا ندرس ونقرأ في الصحف ان هناك شعبا قد شرد، وان هناك الالاف قد هجروا، كنا نتعاطف معهم ونحزن لحالتهم ونشفق عليهم، ونتبرع لهم ببعض ما نملك من النقود، فهل هم الان كذلك بالنسبة لنا؟ اتذكر ان مدرسنا للغة العربية كان يطلب منا كتابة انشاء عن اللاجئين والمشردين الفلسطينين، فكنا نسرد ما في جعبتنا ومخيلتنا كأطفال صغار من المآسي التي وقعت عليهم . نعم ولم نكن نعرف اننا سنمر في نفس المحنة والنكبة.
نعم أتذكر ان اول قصيدة كتبتها في حياتي كانت عام 1971 ونشرتها في جريدة (الرسالة) الموصلية كانت تتحدث عن هذا الموضوع بالذات وعن اللاجئين والمشردينن وتتحدث القصيدة عن لسان فلسطيني ترك بيته واهله وزقاقه وذكريانه وصوره وكل ما يملك، اقول في مقطع منها:
(ابتسم الصباح/وابتسمت خمائل الاقاح/لكن في دمي/ يهدر صوت المعركة/يبحث عن ارض وعن منازل منتهكة/اسائل النجوم عن وطني وحفي المضاع/انسج من تلهفي شراعن تحملني وتعبر التخوم).
فما اشيه اليوم بالبارحة.وهل سيبتسم ذلك الصباح يوما ونعود الى ديارنا؟
اننا اليوم نعيش كما عاش هؤلاء المشردون ومازال البعض منهم كذلك.فهل نبقة نحن ايضا تحت رحمة الامم المتحدة والدول المانحة والصديفة والاعانات والتبرعات نجتر احزاننا وربما ننسة شكل ولون بيوتنا والعلامات الدالة في شوارعنا وازقتنا، ام اننا سننتفض من اجل الرجوع الى ديارنا ونتكاتف بمساعدة الاصدقاء والخيرين لعبور هذه المحنة لا بل النكبة الحزيرانية التي المت بالالاف لا بل بالملايين من شعب العراق، ام اننا سنبقى نردد كما رددت في قصيدتي الانفة:
)تجلدني الساط/تلهب ظهري/وانا اعانق الرجاء/لانني اخيرا/ادركت اني تائه وانتهب العراء/احيا بدون ارض/لانني اخيرا/سلكت درب الرفض).
لابد لنا جميعا من وقفة واحدة وشالمة ترجع الحق لاصحابه، وهذا لا يتم الا بالوحدة والتكاتف من قل الجميع لرد المغتصب والمحتل،وعودة جميع المهجرين فسرا الى ديارهم، عن طريق تدخل الحكومة المركزية والتحالف الدولي وقوات البيشمركة البطلة وبمشاركة المقاتلين من ابناء شعبنا للعمل من اجل تحرير المناطق المغتصبة وعودة جميع المهجرين اليها وتعويضهم على هذه الخسارة الكبيرة وبدون استثناء.

هل سيبتسم ذلك الصباح ؟
د. بهنام عطااالله / مدير تحرير جريدة سورا
مقال نشر في جريدة (سورا) العدد 41 كانون الثاني 2015
اضغط على الصورة (المقال) للتكبير والقراءة


غير متصل جلال مرقس عبدوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 156
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: هل سيبتسم ذلك الصباح ؟
« رد #1 في: 09:30 24/02/2015 »
الأخ العزيز الدكتور بهنام عطالله المحترم

تحية واحترام

نعم المسيحيون على وجه الخصوص عانوا أكثر من غيرهم من سكنة البلد وهم السكان الأصليون على مر عمر الدولة العراقية إن لم نقل قبل تأسيسها . وستبقى جروحنا تذكرنا ولأجيال قادمة إن بقي في البلد من يَرِثُنا.و
تعاطفا مني للطفولة الضائعة أدون ما أراه ملائما لأشاركك محنتكم جميعا ، وهي أبيات من قصيدة بعنوان الطفولة الضائعة كتبتُها في سنة (1995) وهي ضمن ديوان شعر بعنوان - ترانيم بين الضحك والبكاء- طبعة (2007).
أشكرك على موضوعك الذي لا يعبر إلآ عن خلجاتنا تجاه محننا.
جلال مرقس عيدوكا     
Jalalmabdoka@yahoo.com
                       الطفولة الضائعة
 نم ياصغيري نم
فغدا كعهدِنا
موعدنا من الهموم مع السموم
مع الغمِّ مع العدَم
مع صيحات الثكالى
وويلات الكهولة،
مع ذاكرة صفحات الأسى
يزخر بها دهرك يا عَلَم
..
لا تحزن يا ولدي لو أنك فقدتَّ أباك.!
هذه شيمة أهل الدار
مُذ جاء الهمج
إذ غزاك .
..
لا تستغرب يا ولدي
لو أنك نسيت أسم الوطن
لزخم المحن
دون حل أو أمل.!
..
فنم يا صغيري نم،
غداً كعهدنا
موعدنا مع الغم
 والى يوم اقتراب الأجل.