أمهلت قوات البشمركة الكردية مئات العوائل النازحة من محافظة الأنبار، أربعة أيام لمغادرة مدينة كركوك، وأن من يخالف هذا القرار سيتعرض للمساءلة القانونية، وهو الأمر الذي يضع مئات العوائل النازحة في مأزق خطير.
وقال المحامي سعود المحمدي (نازح من الفلوجة) إن عناصر أمن أكراداً تجولوا الليلة الماضية في أحياء المدينة، وأبلغوا العوائل التي هجّرت من محافظة الأنبار بمغادرة كركوك قبل نهاية الشهر الجاري، وأن من يخالف هذا القرار سيتعرض للمساءلة القانونية، مشيراً خلال حديثه لـ'العربي الجديد' إلى استخدام عناصر وضباط من البشمركة ألفاظاً 'بذيئة' أثناء تعاملهم مع النازحين.
وأضاف المحمدي 'أن عملية التهجير الجديدة بحقهم، ستعرضهم لضرر إنساني ومادي كبير، بعد دفعه أكثر من 10 ملايين دينار عراقي (حوالي 8 آلاف دولار) كإيجار للمنزل الكبير الذي يؤويه مع إخوته وأقاربه وأفراد عائلاتهم'، موضحاً أن عدداً من النازحين دخلوا في مشاريع وافتتحوا محال تجارية لتسيير أمور حياتهم اليومية، وسيضطرون بذلك لتركها بعد هذا القرار المفاجئ للبشمركة.
تهجير للموت
وقال نازح آخر 'محسن الحلبوسي' إن عدداً من عناصر البشمركة، تعاملوا بعنصرية مع النازحين العرب من محافظة الأنبار، قائلاً : إنهم طلبوا منا المغادرة إلى مناطق الحويجة والرياض، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، رغم أن الكثير منا كان ينتسب للقوات الأمنية العراقية، وذهابه إلى تلك المناطق يعني موتاً محققاً.
وبرر الضابط في قوات البشمركة مراد خوشناو، تهجير بعض العوائل العربية النازحة من محافظة كركوك بالإجراءات الاحترازية التي تقلل من احتمال تسلل عناصر 'إرهابية' إلى داخل المحافظة، مؤكداً في تصريح لصحيفة 'العربي الجديد' أنهم أبلغوا النازحين قبل مدة مناسبة كي يرتبوا أوضاعهم ويتهيأوا للرحيل بدون مشاكل.
وأبدى الضابط استغرابه من الضجة الإعلامية التي يفتعلها البعض بحق الإجراءات الأمنية للبشمركة، رغم أن العالم كله يعلم بأن كركوك محافظة كردية والبشمركة هي المسؤول الرسمي عن حمايتها.
تقاسم كركوك
وأعقبت هذه الإجراءات الكشف عن صفقة لتقاسم محافظة كركوك الغنية بالنفط بين البشمركة الكردية ومليشيات 'الحشد الشعبي'، وقال مصدر مسؤول في مجلس محافظة كركوك في وقت سابق إن 'الطرفين اتفقا على تقاسم النفوذ في المحافظة، إذ وافقت مليشيا الحشد الشعبي على تولي ملف مدن الحويجة والرياض وسلسلة جبال حمرين والزاب والخناجر وأم العبيد، بينما تبقى القوات الكردية في مركز محافظة كركوك المتمثل في مدينة كركوك نفسها'.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الاتفاق جرى بين مسؤولين من كلا الطرفين في بغداد، ويُنتظر أن يكون نافذاً بعد توقيع رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني عليه.
http://www.faceiraq.com/inews.php?id=3553883